عراق الاحباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقالات عن العراق والديكتاتور _ بقلم د.أحمد أبو مطر

اذهب الى الأسفل

مقالات عن العراق  والديكتاتور _ بقلم د.أحمد أبو مطر Empty مقالات عن العراق والديكتاتور _ بقلم د.أحمد أبو مطر

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء أبريل 16, 2008 3:18 am


دراسة في ملف صدام حسين السياسي







1974- 1992







(1)







إن الأحداث الجسام التي
شهدتها منطقة الخليج العربي في الأعوام
العشرة الماضية, ودور العراق بقيادة صدام حسين فيها, تجعل من المهم رصد المحطات
الأساسية في ملف صدام حسين السياسي, لأن ما نعيشه اليوم ليس مقطوع الجذور عما سبقه, وهو ليس بعيداً
أن يكون نتيجة مباشرة حتمية لحيثيات وممارسات السنوات الماضية. ولما كنت ممن
يؤمنون بالتفسير (المؤامراتي)
للتاريخ وحركته, وأن كل تحرك للأفراد والجماعات إنما يهدف لخدمة اغراض محدودة,
لذلك فسوف أفتح الملف السياسي لصدام
حسين, وأستعرض بالتحليل الموضوعي
أهم أحداث هذا الملف , ثم أترك
للقارئ الواعي الحكم على
هذا الرجل, فأنا من أنصار إحترام عقل القاريء,ولا أحب مصادرة هذا
العقل, فهو أغلى ما منحه الله للانسان,ولا إحترام لمن يبيع هذا
العقل أو يؤجره خاليا أو مفروشاً.




1- العلاقة الصدامية مع المقاومة الفلسطينية







لاينكر أحد أن صدام حسين كان
الحاكم الفعلي للعراق منذ عام,1974 أي قبل توليه السلطة مباشرة و علنا بأربع سنوات عند إنقلابه على الرئيس أحمد حسن البكر, ومنذ ذلك
العام كان صدام يحكم قبضته على أجهزة
الأمن والمخابرات بوجه خاص, من خلال قريبه (برزان التكريتي), وقد قادت المخابرات
العراقية وغذّت ومولت عدة انشقاقات في
الساحة الفلسطينية, وكان أشهرها ما
شهدته حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية آنذاك, ولما كانت العلاقة بين
النظامين العراقي والسوري (البعثيين) على أشدها
من التوتر والعداوة,وكان تقييم
المخابرات العراقية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولحركة فتح, إنهما واقعتان
تحت المظلة السورية,قادت ونفذت المخابرات العراقية, أوسع حملة إغتيالات في صفوف
مدراء مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية, مستغلة ومستعملة أيادي
وأطرافاً فلسطينية, فقُتل
العديدون نذكر منهم , نعيم خضر في بروكسل, ووائل زعيتر في روما, وزهير محسن في فرنسا, وعصام
السرطاوي في لشبونه,وآخرون كثيرون.








وظلت العلاقة العراقية- السورية هي المتحكمة في مصير ونوع العلاقة مع المنظمات الفلسطينية,
ووجدت الأجهزة العراقية فرصتها عام,1974
عندما أُعلن برنامج النقاط العشر الفلسطيني الذي كان أول دخول فلسطيني في عالم
التسوية السياسية, فرعت بغداد من خلال إمتدادها
الفلسطيني (جبهة التحرير العربية)
تشكيل ما عرف باسم(جبهة القوى الفلسطينية الرافضة
للحلول الاستسلامية), ودعمتها نكاية بسورية, وعندما دخلت القوات السورية
بيروت عام1976 لدعم الطرف الماروني, هربت قيادات
وكوادر هذه الجبهة إلى بغداد حيث
أعادت بغداد فتح مكاتبهم,ووفرت لهم كل
الإمكانيات لضرب سورية وحركة فتح التي كانت تسيطر عمليا على منظمة التحرير
الفلسطينية, وفي الوقت ذاته دخلت المخابرات العراقية على إنشقاقات التنظيمات,
وقد إستغلت المخابرات العراقية هذه الجماعات بشكل سيء في مجال عمليات اغتيال
ومطاردة المعارضين العراقيين,وفي عمليات خارجية تخدم مصالحها, في ميدان الخصوم
والاصدقاء.








واستمرت هذه العلاقة العراقية على
حالها, حتى عام1979 عند إعلان الحرب ضد نظام آية الله الخميني في ايران,
ووقوف أغلب التنظيمات الفلسطينية باديء الامر ضد الموقف العراقي, فأغلقت المخابرات
العراقية ما كانت قد فتحتة من مكاتب لهذه التنظيمات, وتحديدا مكاتب الجبهتين
الشعبية والديموقراطية, فهرب أعضاؤها وكوادرها , عائدين من جديد لنار القوات
السورية في لبنان, في رحلة أشبه برحلة الشتاء والصيف, هاربين من نار المخابرات
العراقية الى رمضاء المخابرات السورية.وظلت
العلاقات الفلسطينة-العراقية مقطوعة بشكل كامل طوال السنوات الخمس الأولى من حرب صدام ضد ايران, أي حتى عام,1985 وفي الوقت ذاته تحسنت مع النظام
السوري نكاية بالنظام العراقي, وفي الأعوام الثلاثة الأخيرة من تلك الحرب(86-87-1988),
غيرت التنظيمات الفلسطينية موقفها, فأصبحت مؤيدة للعراق ضد إيران, فتبدلت
التحالفات, فعادوا من جديد للأحضان العراقية,مخلفين وراءهم في لبنان الأذرع السورية.








وهكذا كانت العلاقة العراقية الفلسطينية, دوما مقياسها مقدار العداوة مع
سورية أو القرب منها, وهذا ليس دفاعا عن النظام السوري, لأن هذا النظام أيضاً كان
يقيم علاقاته مع المقاومة الفلسطينية من خلال
المقياس نفسه, وهو مدى العداوة مع
العراق.وهكذا بين(حانا) المخابرات العراقية و(مانا) المخابرات السورية,
ضاعت(لحانا) الفلسطينية, فأصبح شكل
السياسة الفلسطينية أراجوزا, مقصوص الشوارب حينا, ومنتوف اللحية حينا آخر,
إلى درجة أن بعض الكتاب
الساخرين, أصبحوا يطلقون على منظمة التحرير الفلسطينية لقب (الممثل فقط)
بدلا من (الممثل الشرعي الوحيد).








وعقب أحداث غزو الكويت في آب,1990
تحسنت العلاقات الفلسطينية- العراقية ,بسبب دعم منظمة التحرير الفلسطينية, وأغلب
المنظمات الفلسطينية-ما عدا المقيمة في فنادق بلاد الشام- للموقف العراقي,
فعادت الحرارة إلى خطوط الهاتف المقطوعة بين الطرفين, وسُخّر الإعلام الفلسطيني للحديث عن القائد الملهم صدام
حسين, وعن تحرير الكويت, وعن تاريخيه الكويت كجزء من أرض العراق
, وعقدت المهرجانات الشعبية لدعم موقف
صدام, وصدرت عشرات البيانات التي تهدد
الإمبريالية الامريكية بالويل والثبور إن
هي أقدمت
على ضرب قلب العروبة (!) حارس
البوابة الشرقية, العراق الصامد, وقد تجلت هذه الغوغائية اللامسؤولة في شهر
نوفمبر (تشرين ثاني) 1990 فيما سمي (مؤتمر القوى الشعبية والوطنية لدعم
صمود العراق) الذي إنعقد في عمان, وعندما
وقعت الكارثة في 16 يناير(كانون ثاني) ,1991 وبدأت حرب الحلفاء ضد القوات العراقية في الكويت والعراق, إختفى أبطال
التهديدات في الساحتين الفلسطينية والعراقية, فقيادات (أبو الجماجم) نسيت كل تهديداتها للامبريالية. أما قيادة القائد
الملهم صدام حسين فقد سكتت وصمتت
على كل الخراب الذي لحق بالكويت والعراق,
وإذا كل ما سمعناه عن الكيماوي وصواريخ
(الحسين) وتدمير ثلثي اسرائيل, وتحويل مياه الخليج لبحيرة من دماء الغزاة, مجرد
أكاذيب أطلقها حاكم متسلط, يغامر بدماء شعبه,وخراب وطنه, لشهوات شخصية, وتنفيذا
لمخططات خارجية, سيأتي الحديث عنها.








وعندما إنتهت حرب- كارثة غزو
الكويت- بعد توريط صدام حسين للقيادة الفلسطينية, إكتشفت القيادة الفلسطينية, الخطأ الفادح الذي إرتكبته, فبدأت
تحجم علاقاتها مع صدام حسين, فعاد التوتر من جديد للعلاقة,واعتقدت قيادة
المنظمة أن هذا التحجيم كفيل بإعادة العلاقات التي إنقطعت نهائىا مع حكومات
ودول الخليج من جهة أخرى, وهكذا خسرت
المنظمة- نتيجة عشوائية مواقفها- رضا القائد الملهم صدام حسين, ودولارات
دول الخليج العربي . إلى أن كان الاسبوع
الثاني من يناير(كانون ثاني) 1993 حيث زار وفد
من منظمة التحرير الفلسطينية
برئاسة أبو مازن(محمود عباس) المملكة العربية
السعودية لحضور إحتفالات حركة فتح بعيد إنطلاقتها, وقد ألقى
خطابا علنياً إعتذر فيه بصراحة عن مواقف منظمة التحرير الفلسطينية ودعمها لصدام , معلنا بوضوح
أن هذا الموقف كان خطأ كبيرا, ووعد بعدم
تكراره, وهكذا فمن المرشح أن يصار إلى
تطبيع العلاقات الفلسطينية- الخليجية ,
لتنقطع نهائياً مع نظام صدام حسين.








إن هذا السرد , يوضح كيف كانت
علاقة صدام حسين ونظامه وحزبه مع منظمة التحرير الفلسطينية,وباقي الفصائل
الفلسطينية, علاقة مصلحة إن خدمت النظام وتوجهاته, كانت علاقة حميمة, وإن تعارضت
معها , إنقطعت العلاقة, وبدأت حرب
الإعتقالات والإغتيالات,وإن كان المنفذون في أغلب الاحوال عملاء فلسطينيين فهم
إمتداد الحزب وأجهزته البرزانية.
















»عرب تايمز « هيوستن. 10مايو/
آيار1993
























العلاقات الصدامية- الايرانية







(2)







كان صدام قد أصبح الحاكم الفعلي
للعراق -كما ذكرنا- منذ عام ,1974 رغم الوجود الشكلي للرئيس أحمد البكر, وكان تمرد الأكراد في شمال العراق قد بلغ ذروته بسبب دعم شاه إيران اللامحدود لهم, لذلك إتخذ صدام
حسين خطوته المثيرة, حيث سافر إلى الجزائر عام ,1976 بعد نجاح وساطة الجزائر, حيث
قابل شاه إيران ووقّع معه إتفاقية الجزائر التي تنازل صدام بموجبها لشاه إيران عن
السيادة على شط العرب , وأوقف الشاه دعمه للثوار
الأكراد, وتوقفت كافة نشاطاتهم العسكرية,وسل
¯ّموا أسلحتهم, خلال
أيام قليلة,بعد أن عجزت الحكومة العراقية
عن هزيمتهم طوال ما يزيد على عشرين
عاما.ومع إنتهاء التمرد الكردي, بدأت علاقات تعاون وتنسيق وثيقة بين صدام حسين وشاه إيران في مختلف المجالات, وانصاع صدام لكل
مطالب الشاه, بما فيها طرد آية الله الخميني من مقر إقامته في النجف, حيث كان يقيم
فيها منذ (14) عاما, فأُخرج من العراق متوجها إلى فرنسا.وهكذا أقام صدام حسين
علاقات تعاون وثيقة في مختلف المجالات, مع
نظام شاه إيران الذي كانت كافة القوى الوطنية والتقدمية واليمينية الرجعية, تعتبره
(شرطي الخليج) حارس المصالح الامبريالية, وكان لا يخفي أطماعه في الكثير من
مناطق الخليج حتى أن (البحرين) لم تفلت من
مخططاته التوسعية إلا بقدرة
قادر,وبإنتخابات ديموقراطية, صوّت فيها شعبها للإستقلال الوطني, بعيدا عن الهيمنة
الشاهنشاهية, واستمرت علاقات صدام الوثيقة مع شاه إيران, والموصوفة بحسن الجوار,
ثلاثة أعوام كاملة من عام 1976 حتى عام.1979








وفجأة في الشهور الأخيرة من عام ,1979 تمكنت القوى الإسلامية الإيرانية من
الإطاحة بنظام شاه إيران, وهروب الشاه من عاصمة
إلى عاصمة إلى أن وافق السادات على إقامته في القاهرة, ووصلت
طائرة الخميني إلى طهران, معلنا قيام
الجمهورية الإسلامية الإيرانية, وكان أول قرار إتخذه الخميني, هو قرار قطع
العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل, وتحويل مقر السفارة الإسرائىلية في طهران إلى
سفارة لدولة فلسطين في طهران. وكان من المنطقي والطبيعي قيام علاقات أوثق بين نظام
صدام حسين ونظام الخميني, لأن من استطاع التعايش مع نظام الشاه الرجعي العميل
لأمريكا وشرطيها في المنطقة, من الأسهل
له وعليه أن يتعايش مع نظام إسلامي, أعلن
معاداته لإسرائيل وأمريكا, واضعا- ولو نظريا - طاقاته وإمكانياته من أجل تحرير
فلسطين, فماذا فعل صدام؟








بدلا من هذا التعايش مع نظام الخميني الإسلامي, وإقامة علاقات تعاون وتنسيق
معه, وجد صدام أن هذا النظام يهدد وجوده,فبدأ بافتعال الخلافات معه, واتضح فيما
بعد أن حادث الانفجار في جامعة المستنصرية, ومحاولة إغتيال طارق عزيز في بغداد,
كانت حوادث مدبرة من المخابرات العراقية, لإيجاد السبب والمبرر لقطع العلاقات
وإفتعال الخلافات مع نظام آية الله الخميني,وهنا دخلت أمريكا والقوى الغريبة على خط النظام العراقي, للإنتقام من نظام الخميني الذي
بدأ عهده بقطع العلاقات مع إسرائيل,
وإحتجاز رهائن السفارة الأمريكية في طهران, والتهديد بتصدير الثورة الاسلامية لدول
الخليج, فأوعزت الإدارة الأمريكية لصدام حسين بتصعيد الخلاف مع الخميني, واعدة إياه بالدعم المالي والعسكري, فتقاطعت هذه الوعود الأمريكية
والغربية مع طموحات صدام حسين في الزعامة
والتفرد في المنطقة, فأعلن الغاء إتفاقية
الجزائر التي وقعها مع الشاه عام,1976 ومن طرف واحد, ومؤكدا أن لاحق لإيران في أي
نوع من الملاحة في شط العرب . وهنا كانت بداية الوقوع الصدامي في الفخ الامريكي,
في الوقت الذي كانت أمريكا تبحث عن (نائب
فاعل) يقوم بمحاربة النظام الاسلامي في ايران نيابة عنها, كي لاتورط نفسها
في(فيتنام) جديدة, فوجدت ضالتها في صدام حسين, فأعلن في نهاية عام1979 الحرب على
ايران, معتقدا كما تكشف بعد ذلك - حسب نصائح الخبراء الأمريكيين, وكبار ضباط
المخابرات الإيرانية- السافاك- الذين هربوا الى بغداد بعد هروب الشاه, أن هذه
الحرب لن تستمر أكثر من ثلاثة أسابيع, لأن الجيش الايراني مفكك وغير موال للخميني,
وقد تأكدت من ذلك شخصيا من خلال الدعاية الحزبية العراقية الداخلية في أوساط
الشارع العراقي, حيث كنت آنذاك مدرسا في
كلية الآداب بجامعة البصرة.وبدأت حرب صدام حسين الظالمة ضد نظام آية الله الخميني
, وسط استغراب الغالبية العظمى من الشعوب العربية, لأن الجاهل فيها تساءل :كيف
إستطاع صدام حسين التعايش مع شاه إيران -شرطي أمريكا في المنطقة-ووقّع معه إتفاقية
الجزائر متنازلاً عن شط العرب, مقيما معه أحسن العلاقات وأوثقها, وفجأة لايستطيع
التعايش مع نظام إسلامي, قطع علاقاته معه إسرائيل, وأعلن عداءه لأمريكا ومصالحها في المنطقة?
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 102
العمر : 47
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008

https://nahrwan.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى