عراق الاحباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_3

اذهب الى الأسفل

الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_3 Empty الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_3

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء أبريل 16, 2008 4:13 am

أميركية تطوعت كدرع بشري تروي
تجربتها: لم أر في حياتي رعباً كهذا.. ولم نذهب تأييداً لصدام








السلطات العراقية وضعتها في
مصفاة نفط وتطوعت في مستشفى كانت عمليات البتر تتم فيه من دون تخدير
















ساراسوتا (فلوريدا): جنيفر فراي







كانت تعمل بحديقة منزلها, تزرع
زهرات الربيع التي تشرح صدرها بحيويتها, وتزيح النباتات الذابلة بفعل الإهمال. هذا
نشاط جيد بالنسبة لها, إنه نوع من الشفاء. حياة جديدة, نمو وإزدهار. وهو بالضبط ما
تحتاج إليه بعد عودتها من بلاد المعاناة والألم.هناك رأت أطفالاً محترقين, إمرأة
حبلى بلا يدين, وأكواماً بعد أكوام من الجثث ومن الأجزاء البشرية التي إنفصلت عن
أجسادها , رأت آباء وأمهات, باكين وثاكلات, يبحثون عن أطفالهم, أطباءٌ ينتحبون
رعباً ويواصلون العمل مع ذلك. هناك عرفت الخوف الذي يجيء مع عويل صفارات الغارات,
عندما تهتز النوافذ وتسقط القنابل قريباً منك بحيث يهتز جسمك مع كل ما حولك. هناك
إحتضنت أجسام العراقيين المعذبين والصارخين بينما يبتر الأطباء أطرافهم الملتوية
التي لم يعد لبقائها من نفع أو سبيل, وغالباً ما يبترها الأطباء من دون تخدير لأنه
ليس موجوداً عندهم.








عادت فيث فيبنغر, 62 سنة, إلى
منزلها بساراسوتا, بولاية فلوريدا, صباح أحد أيام الأحد بداية هذا الشهر, وكانت
هذه المعلمة المتقاعدة, قد ذهبت في يناير (كانون الثاني) في رحلة إلي الهند التي
كانت تعتبرها واحدة من مغامراتها. ولكنها عرجت على بغداد حيث عاشت مع الشعب
العراقي أكثر من شهرين, أولاً كدرع بشري, آملة في
منع الولايا ت المتحدة من القصف, ثم عملت بعد ذلك ممرضة طوارئ في مستشفى
مكتظ بضحايا الحرب.ولأنها رأت الحرب وعاشتها, فإنها لم تعد كما كانت قبلها, ولن
تكون مطلقاً. قالت:» كنت أنظف الأشياء وأضعها في أمكنتها. أهتم بحديقتي الصغيرة
التي أهملت بصورة كاملة«.








كان موقفها ضد الحرب صارماً.
ولذلك ذهبت فيبنغر إلى العراق في فبراير (شباط), وتحدثت مع أحد المراسلين حول
قرارها بأن تصبح درعاً بشرياً, وعن آمالها ومخاوفها عما يخبئه المستقبل. وضعتها
السلطات العراقية كدرع بشري لحماية مصفاة نفطية, وكانت تعيش هناك عندما إستيقظت من
نومها الساعة 30:5 صباحاً على أصوات القنابل في ليلة الحرب الأولى يوم 19
مارس(آذار). وقالت وهي تتحدث عبر الهاتف من بغداد في نفس ذلك اليوم: » قفز قلبي
كما لم يقفز من قبل. لم نفعل غير أن إستيقظنا وإرتدينا ملابسنا وإنتظرنا«.وأصبح
ذلك روتنيناً. ليلاً بعد ليل ونهاراً بعد نهار. توقفت الهواتف وتوقفت الكهرباء.
كان الخوف والإحباط هما المسيطران على الساحة. متى يقف هذا القصف? من فضلكم,
نرجوكم ونطلب منكم أن توقفوه. في كل مرة تنفجر فيها قنبلة, كان عقلها ينوء بالمعرفة:
لا بد أن شخصاً ما قُتِل أو جُرح. وقالت» كنا ننام بكل ملابسنا, هذا إذا كنا ننام
أصلاً, لا يمكنك أن تنام حقيقة في مثل هذه الظروف«.عندما يخف القصف, تسرع فيبنغر,
وغيرها من الدروع البشرية, نحو السوق علهم يجدون شخصاً ما, أي شخص, لديه ما يعرضه
للبيع. فقد كانوا يأكلون الأرز كل يوم. ومع إقتراب قوات الحلفاء من بغداد كانت
أعداد أكبر من الدورع البشرية يحزمون أمتعتهم ويغادرون البلاد. وفي أحد الأيام
قامت برحلة نادرة لزيارة مقر الدروع البشرية بفندق فلسطين, وهناك إلتقت مع درع
بشري أمريكي آخر هو توم كحيل. وكان توم قد قرر أن أوان رحيله قد حان واستحلف
فيبنغر أن تغادر معه, وقالت معلقة على ذلك:» قلت له أنني لست مستعده بعد للرحيل.
لا أستطيع أن أغادر. صحيح أننا لم ننجح في إيقاف الحرب ولكننا أوقفنا بعض الأشياء,
وهناك الكثير الذي يبنغي علينا عمله«.








بعد أن هبطت الهليكوبترات الأميركية
ببغداد ,وإحتلت الدبابات الأميركية شوارع المدينة, قصدت فينبغر وسط المدينة, ورأت
أفراحاً وسعادة وإحتفالات. كما سمعت عراقيين غاضبين يسبون القوات الأميركية.
وقابلت جنوداً عاملها بعضهم بعطف شديد وعاملها آخرون باحتقار غير خفي. وتعلق
قائلة: » نحن كلنا فرحون لذهاب صدام. لم نأت هنا مطلقاً تأييداً لصدام. مطلقاً لم
نؤيده. هدفنا ورسالتنا كانت هي حماية المواطنين العراقيين الأبرياء, الذين شهدوا
حروباً كثيرة ,وسنوات من المقاطعة والذين بلغ بهم الإعياء والخراب منتهاه, ويتساءل
المواطنون الآن: » ماذا يخبئ المستقبل?« وأنا أتمنى من أعماق قلبي أن ينعم هذا
الشعب بحياة أفضل«.








كانت فيبنغر تعرف الجرائم
المرعبة التي إرتكبها صدام في حق شعبه, ولكنها تخشى في نفس الوقت ويلات الحرب. وقد
رأت تلك الويلات عندما ذهبت إلي المدينة الطبية, والتي هي مجمع من المستشفيات
ببغداد, بعد نهاية القصف مباشرة, وتطوعت هناك لتعمل في مستشفى تحول إلى عنبر واحد
للحالات الطارئة. وقالت إن المستشفى إمتلأ حتى فاض بالجرحى من المدنيين, وكان عدد
أطبائه قليلاً ويشكو من نقص حاد في الإمدادات الطبية. أعطوها,هي ومتطوعة أخرى,
حجرة صغيرة وبدأت العمل. وبقيت تعمل دون إنقطاع لمدة اسبوع. قالت تصف الأوضاع التي
كانت تعمل فيها:








» حولك الأطباء يبكون, لأن
الموت كان في كل مكان والرعب غير محتمل, إنه الموت والموت والموت, موت الأطفال
والنساء والرجال المسنين, وكل الأعمار. هناك من قُطِعت أطرافه. أياد بترت وأرجل لم
تعد في مواضعها. وأطفال محشوون بالشظايا من القنابل العنقودية«.التعبير عن هذا
الجزء من حكايتها كان أكثر إيلاماً. ويتراوح صوتها بين الحزن الشديد إلى الشجاعة
الحازمة, وتتخلل حكايتها تنهدات عميقة مؤلمة وبكاء حارق ممض.» لم أر في ,كل حياتي
رعباً كهذا, وأنا واثقة أنني سأظل أراه طالما حييت«.فعلت كل ما طلب منها. غسلت غرف
العمليات. ونظفت الأسرَّة وقد كان ذلك لا يعني في بعض الأحيان سوى وضع الفراش على
الجانب الآخر حتى ينزف المريض الجديد عليه. وقالت إن أصعب اللحظات كانت عندما تضطر
إلى تهدئة المرضى المقبلين على بتر أطرافهم. كان من الصعب الإستماع لآلامهم
وصرخاتهم وأناتهم. وكانت تقع عليها كذلك مهمة التخلص من أطرافهم المبتورة. وكان
ذلك يعني ببساطة رميها فوق جبل من اللحم البشري المتآكل.








تذكر رجلاً في الحلة, 55 ميلاً
إلى الجنوب, حيث قامت فيبنغر ومعها بعض الدروع البشرية برحلة يوم واحد في منتصف
الحرب. وقف الرجل إلى جانب زوجته المحتضرة, كانت الدموع تنزل غزيرة من عينيه.








كان ذلك في أوائل شهر
أبريل(نيسان). وقالت إن موقعاً مدنياً كان قد قصف, وجاء سيل من العراقيين الجرحى
إلى المستشفى, كان ستة من أطفال الرجل قد قتلوا. وكانت زوجته على وشك اللحاق بهم,
نظر الرجل إلى فيبنغر وسألها باللغة الانجليزية: » من أين أنت?« .








- » أميركا«.







وقف الرجل في موقعه دون حراك,
خداه يتحدر عليهما الدمع, وعيناه تنبئان عن حيرة مطبقة إزاء وضع تجاوز مقدرته على
الاستيعاب. » ذاك موقف لن أنساه ما حييت. تلك الكلمات ستظل معي طالما بقيت علي قيد الحياة. أتمنى لو كان كل
الأميركيين الذين يؤيدون هذه الحرب بجانبي في تلك اللحظات«.أخيراً وصلت مرحلة لم
تعد تحتمل البقاء بعدها. صارت مرهقة عاطفياً ومعسرة مادياً, كما شعرت بالمسؤولية في الرجوع إلى أسرتها. كانت جمعيات الإغاثة
الإنسانية قد بدأت في الوصول إلى المدينة, وقد غادر أغلب الدروع البشرية(وقتها كان
قد بقي منهم عشرة فقط ), واستأجرت فيبنغر, مع اثنين آخرين من الدروع البشرية,
سيارة أجرة لتحملهم إلى الأردن. كان اليوم 26 أبريل(نيسان). وقالت إن الفراق كان
مؤلماً. وعندما إستقلت الطائرة بعد عدة أيام من عمان إلى أميركا, قالت أنها لم
تشعر بالراحة بل شعرت بالندم.
















* خدمة » واشنطن بوست« - خاص
ب»الشرق الأوسط«
















جريدة(الشرق الأوسط) - لندن 15
مايو/آيار 2003




















صدام حسين كان مهووساً بعقوبة
قطع الرأس
















كشف العثور علي وثائق تحوي
تعليمات بالقتل في بغداد ,عن هوس الرئيس المخلوع صدام حسين بجز الرقاب. وتشير
الوثائق بوضوح إلى تفضيل صدام للعنف في تعامله حتى مع الجرائم العادية. فرداً على
جملة من التساؤلات بشأن العقوبة التي ستفرض بحق سجناء قدموا لإحدى المحاكمات
الصورية ببغداد, كان رد القصر الرئاسي عموماً » إقطفوا رؤوسهم«! .. أو » إفصلوا
رؤوسهم النتنة عن أجسادهم«.. أو » جُزّوا رقابهم«.. أو » دُقوا أعناقهم..«!








ولم تكن هناك , على ما يبدو
جريمة هينة لدرجة تجعلها بعيدة عن الطاغية, فقد قضى على خمسةرجال وجهت لهم تهمة
سرقة أجهزة كومبيوتر من جامعة بغداد خلال عام 1993, بمرسوم جاء فيه » أحيلوهم
جثثاً«. وطبقاً لما جاء في تقرير لوزراة الداخلية, أعُتقل زعيم العصابة لأنه »
استأجر شقة سكنية راقية واعتاد التردد على متاجر متخصصة في بيع أجهزة الكومبيوتر,
وقد إعترف أثناء إستجوابه.. (مع العلم أن الاعترافات كانت تنتزع عموماً بالتعذيب)
وأدلى بأسماء أربعة من شركائه«!








واللهجة الصارمة التي إتضحت من
إدانة صدام للمجموعة, تنعكس بشكل غريب على العبارات التي عادة ما يبدو عليها السجع
والتي يستخدمها ناقلو مراسيمه. فقد كتب هؤلاء : » بالإشارة إلى موضوع سرقة أجهزة
الكومبيوتر, قرر الرئيس حفظه الله ورعاه , التالي: »يتم قطع رؤوسهم المتعفنة في
أسرع وقت, ولا تراجع عن هذا القرار. فلا توجد عقوبة أُفضل يستحقها مثل حثالة البشر
هؤلاء«. وإختتم كاتب التعليمات رسالته بالقول: » لذلك عليكم إتخاذ الإجراءات
المناسبة.. مع تحياتنا..«








ورغم آن آلاف العراقيين لقوا
حتفهم على أيدي فرق الإعدام, فإن الشنق كان أكثر أساليب الإعدام شيوعاً. وكانت
العقوبة المفضلة لدى صدام هي قطع الرأس. ويروي العراقيون حكايات عن إستخدام سيوف
كبيرة الحجم في عمليات قطع الرقاب, خاصة تلك التي نفذت بحق المومسات واللصوص
العاديين, على أيدي وحدات تابعة لقوات فدائيي صدام, التي كان نجله الأكبر عدي
مسؤولاً عنها. وإعتاد سكان بغداد على رؤية رأس واحد على الأقل, وكان لبائعة هوى,
رفُع في ركن من شوارع المدينة.








أما » المحاكم الخاصة« التي يرد
ذكرها عند الإشارة إلي مراسلات صدام, فقد بدت هي أيضاً منهمكة في الإستخدام
المتكرر للعبارات المطاطة, فقد أشارت الوثائق, التي أكتشفت خلال الأسبوع الماضي في
وزارة العدل, بوضوح إلى أن كون عمر المتهم أقل من 18 عاماً, وهي السن القانونية
لعقوبة الإعدام, لا يمثل مبرر دفاع بالنسبة لصدام. ففي رسالة وجهتها وزارة
الداخلية للقصر خلال عام 1995, أثيرت قضية مجموعة من السجناء المتهمين بالسرقة,
بمن فيهم الصبي وضاح خلف. لكن حاتم العزاوي , سكرتير القصر, بعث بتوجيه بشع من
صدام عكس على الأرجح أصوله القروية المتواضعة, إذ قال : » في ما يتعلق بالمتهم,
أمر الرئيس حفظه الله ورعاه, بالتالي: »إقطعوا رؤوس جميع أولئك الذين يسخرون من
الحزب, بما في ذلك الشباب«. وبعد بضعة أيام لاحقة, يبدو أن صدام غير رأيه وقال في
قرار جديد » أحُكموا عليه كحدث«. ورداً على رسالة تتعلق بحادث سرقة آخر وقع في
العام نفسه, أصدر صدام أوامره لرئيس المحكمة الخاصة بطريقة بدت هذه المرة ذات طابع
متعقل إلى حد ما, إذ قال: » لتكن أحكامكم صارمة بحق أولئك الذين لا يستحقون
الحياة«.








وتضمن خطاب آخر موجّه من القصر
خلال عام 1994 ,بشأن رحيم علوان ورعد نعمه, اللذين أتهما بسرقة قلادة من الذهب,
تعليمات من سكرتير القصر أن يعرضا على المحكمة الخاصة التي كان العرض الرئيسي
منها, كما تبين الوثائق, هو تنفيذ أحكام مسبقة بالموت. وقد إلتمس رد من وزارة
الداخلية الحصول على تصريح بالتشهير بالرجال
أمام عدسات التلفزيون قبل عرضهم علي المحكمة. لكن ملاحظة مكتوبة بخط اليد
شوهت الرسالة ووافقت علي الطلب, مضيفة: » .. على
أن تقوم المحكمة بحسم الأمر وقطع رؤوسهم«.








وأشارت قضية أخرى بوضوح أكثر
إلى الدور الذي قامت به المحكمة من أجل إشباع رغبات صدام الدموية. ففي رسالة وجهت
في فبراير(شباط) الماضي, صدرت التعليمات لوزارة الداخلية بعرض أربعة من الرجال على
المحكمة الخاصة » لكي يلقوا عقابهم«. وكان من بين أولئك إثنان من ضباط الجيش. وقد
ورد في الفقرة الأخيرة من تلك الرسالة: » أمر الرئيس حفظه الله ورعاه بالتالي: »
فلتقطع رؤوسهم, إذ طالما ظلت رقابهم
منتصبة, فإن راية الوطن لن تبقى مرفوعة ولن يبقى هناك شرف لرجال الجيش«.
















ماثيو كامبل







» صنداي تايمز« (بريطانيا)
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 102
العمر : 47
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008

https://nahrwan.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى