ذكريات فلسطيني في البصرة قبل خرابها::
صفحة 1 من اصل 1
ذكريات فلسطيني في البصرة قبل خرابها::
كنت في عام 1979, مدرساً في كلية التربية بجامعة طرابلس في ليبيا ثم تركتها
للعمل في البصرة لقربها من الكويت, شوقاً إلى ثماني سنوات قضيتها أعمل في صحافة
الكويت ومدارسها, مما يسمح لي بالسفر والزيارة متى ما أريد. وما إن وصلت إلى مدينة
البصرة, وبدأت العمل مدرساً في كلية الآداب, في أواخر عام 1979, حتى أدركت أنه
انطبق عليّ المثل القائل »كالهارب من الرمضاء إلى النار« فقد هربت من رمضاء طرابلس
إلى نار البصرة.
لفت إنتباهي, أن برنامجي الجامعي, يخلو من مادة إسمها »الثقافة القومية«
موجودة في برنامج بعض الزملاء من المدرسين العراقيين. فسألت رئيس
قسم اللغة العربية الدكتور عبد الجليل:
لماذا يخلو برنامجي التدريسي من مادة الثقافة القومية?
تفحص الدكتور عبد الجليل ملامح وجهي, ربما ليعرف مدى جدّية هذا السؤال,
وعلت وجهه إبتسامة خجولة, وأجاب: عيني .. هذه المادة خاصة بتاريخ حزب البعث
ونضالاته المجيدة, ومن يُدّرسها للطلاب والطالبات, يجب أن يكون »بعثياً« وله درجة
حزبية متقدمة, ويكون موافقاً عليه من قيادة الحزب.
أيام قليلة, وبدأ النظام العراقي حربه ضد إيران وكان قد مهد لذلك بتعبئة
إعلامية واسعة, حول تهديدات إيران للاراضي العراقية, ومحاولات تفجير وإغتيال تقوم
بها عناصر إيرانية داخل العراق, كما تم ترحيل وإبعاد عشرات الآلاف من العراقيين
إلى إيران, بحجة أنهم ذوو اصول إيرانية, ولن أنسى ما حييت ذلك المشهد المروّع. كنت
في زيارة لقيادة إحدى التنظيمات الفلسطينية الموالية لبغداد, في مكتبها الرئيسي في
منطقة المسبح في بغداد, وفجأة سمعنا جلبة وصراخاً في المنزل المجاور, حيث كانت
سيارة للأمن العسكري, تجبر العائلة بكاملها على الصعود فيها تحت تهديد السلاح,
لحملهم ورميهم على الحدود الإيرانية مثل آلاف سبقوهم. تمّ إصعاد العائلة بكاملها
بالقوة: الأب, والأم وخمسة أطفال, تتراوح أعمارهم بين الحادية عشرة والخامسة . همّ
السائق بالإنطلاق, فصرخ الأب: عيني.. هذا الطفل إبن الجيران.. حرام عليكم. أنا
وعائلتي تريدون ترحيلنا.. بس هذا ولد الجيران كان يلعب مع أطفالي .. حرام عليكم.لم
يسمع السائق والجنود معه هذا الصراخ وهذه الشكوى, وانطلقت السيارة نحو الحدود
الإيرانية بالعائلة وإبن الجيران.
بعد إسبوعين من بدء الحرب, أصبحت مدينة البصرة, خط الدفاع الاول, حيث كانت
مسرحاً أساسياً لعمليات الحرب الأولى, فأغلقت الجامعة أبوابها, وبدأ الناس يقضون
ساعات طويلة في الملاجىء والطوابق
الارضية, كما بدأ تقنين توزيع المحروقات وبعض المواد التموينية.
أشاع الحزب ومخابراته أن الحرب لن تتعدى عدة أسابيع, النصر خلالها حتماً
مؤكد على »الفُرس«, الإسم الذي بدأ إعلام صدام إطلاقه على الجمهورية الاسلامية الإيرانية. وفجأة أغرقت
اجهزة الحزب الأسواق بكميات ضخمة من المواد الغذائية لإيهام المواطنين أن الحرب لن
تؤثر على حياتهم اليومية. وكانت الشاحنات السعودية والكويتية, تتوجه مباشرة للمحافظات
العراقية لإفراغ حمولتها حسب حاجة كل محافظة, إختصاراً للوقت, بدلاً من توجهها
بشكل مركزي للعاصمة بغداد. أمام أحد مراكز البيع, توقفت في الطابور مع زميل من
أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة البصرة. شيوعي معروف, أجبرته السلطات الأمنية على
توقيع إستمارة الإنتماء لحزب البعث, كي توافق السلطات الجامعية على تعيينه مدرساً
, وهكذا أصبحت حالته وحالة المئات غيره فقط »عضوية« شكلية, الهدف منها تقييد حركته
وأقواله, فإن إرتكب أية مخالفة أو تجاوز, يحاكم عندئذ كعضو في حزب البعث, وهذا
يعني الهلاك والموت. كنت مع هذا الزميل الشيوعي حسب القناعات, والبعثي حسب الإستمارة,
إشترينا كمية من الدجاج, وعندما إنسحبنا من الطابور قال لي: عيني.. والله دجاج
أكثر من المطر في صيف البصرة.. بس لو إخوانا في الحزب يرسلوه للجبهه, ثم يبيعونه
مشوياً. وتلفت كلانا لا شعورياً, للتأكد من أن أحداً لم يسمعنا فقلت له : عيني..
أشكر الله أن الدجاج الذي في أيدينا, مذبوح ومجمد, والا ما كنت تضمن أن لا تكون
إحدى الدجاجات قد وقعت على إستمارة الانتماء لحزب البعث, وتبلغ عنّا.
جاءتني يوماً إحدى طالباتي الفلسطينيات, ورجتني ان أساعدها في الحصول على
غرفة في المدينة الجامعية, لأن الغرف مخصصة فقط للطلاب والطالبات البعثيات. نفيت
لها ذلك بشدة, لأن أحد طلابي الاثيوبيين في مادة (اللغة العربية لغير ذوي
الاختصاص), يسكن المدينة الجامعية, وهذه الحالة تؤكد أن الغرف ليست مخصصة للبعثيين
والبعثيات.في اليوم التالي, سألت الطالب الاثيوبي: كيف حصلت على غرفتك في المدينة
الجامعية? ضحك الطالب, وقال لي : دكتور .. أنا »بعصي«. يقصد بعثي. فضحكت بدوري,
لكنه ضحك كالبكا, ففي عرف إنتهازيي الحزب ولصوصه, تساوت القوميتان العربية
والحبشية.كانت عضوية الحزب عبر توقيع الإستمارة, مدخلاً للعديد من الإمتيازات,
وكان الطلبة الفلسطينيون والأردنيون اكثر الجنسيات تعرضاً لابتزاز مسؤولي الحزب
والأمن في الجامعة, فالسكن الجامعي, والقبول الجامعي, والكتاب المجاني, والمنح
الجامعية كلها لأعضاء الحزب فقط. فكيف يواجه الطلبة الفلسطينيون والأردنيون هذا
الواقع, وهم أكثر الجنسيات حاجة لهذه الخدمات المجانية?.
كان خيارهم الوحيد التوقيع على إستمارة الإنتساب للحزب, لكن الخوف من
مساءلتهم والتحقيق معهم عند عودتهم إلى الاردن, كان هاجساً حقيقياً خاصة أن
العلاقات العراقية-الأردنية, كانت قد تدهورت كثيراً في عام 1977, عندما أعدمت
السلطات العراقية طالباً أردنياً, تحولت جنازته في عمّان إلى مظاهرة حاشدة ضد
النظام العراقي وحزب البعث. سألت أحد مسؤولي إتحاد الطلبة الأردنيين, وهو طبيب
مشهور الآن في مدينة إربد الأردنية: كيف تواجهون هذا الواقع في الجامعات
العراقية?!
أجابني : هذه الأمور لم تعد مشكلة,
فالسلطات الأمنية الأردنية, تتفهم واقعنا, وتعرف أن أغلبنا فور وصوله العراق, يرفع
شعار »بعثي حتى التخرج«, أي التوقيع على إستمارة عضوية الحزب حتى التخرج من
الجامعة فقط!
في الاسبوع الرابع من الحرب, أدرك العراقيون أنها ليست حرب أسابيع كما أشاع
الحزب ومخبروه, فأصبح الهرب يأخذ طابع المد والجزر. كما بدأت أعداد القتلى والجرحى
في ازدياد مستمر.. في هذه الاجواء, صدر مرسوم من وزارة التعليم العالي, سُمح
بموجبه لأعضاء هيئات التدريس في كافة الجامعات العراقية, بمغادرة العراق في إجازة
مدفوعة الراتب, والعودة إلى مراكز عملهم, بعد إنتهاء الحرب. وقد غادر بسرعة غالبية
أعضاء هيئات التدريس العربية والاجنبية. لكنني -كفلسطيني- وجدت نفسي في موقف حرج
وحساس. كيف أترك زملائي وطلابي وطالباتي , وأنا وهم قبل الحرب, كانت فلسطين همنا
الأول, وكيف أترك زملائي العراقيين وقت الشدة ? حسمت أمري, وقررت عدم السفر.
في بداية الشهر الثالث, تراجعت المعارك داخل الحدود الإيرانية, وأصبحت الحياة في مدينة البصرة شبه
عادية, فانتظمت الدراسة في كليات الجامعة من جديد. كان موقفي في الجامعة حرجاً
للغاية. فأنا فلسطيني, وغير بعثي (الحمد الله), وكان موقف منظمة التحرير
الفلسطينية في بداية الحرب, يميل لصالح تأييد وجهة النظر الإيرانية, فكانت كل كلمة
مني محسوبة, ومجهولة النتائج, لذلك كان علي إلتزام الصمت, وعدم التحدث إلا في
مادتي »النقد الادبي« و»ثقافة الخليج العربي«, اللتين أدرسهما في الكلية.
كان البلاغ العسكري القومي, الذي يذاع كل مساء, يجذب إنتباه الجميع فتتبارى
الأغلبية في مديح القائد -صانع القادسية- خاصة إذا كان مسؤولو الحزب حاضرين في
جلساتنا.بدأ استعمال تسمية »قادسية صدام« يطغى على كل التسميات, أما مؤلفو الأغاني
والأناشيد, وهواة الغناء فقد راج سوقهم. وفي حفلة في الهواء الطلق أقامتها كلية
الآداب, لوداع زميل مصري من الهيئة التدريسية, إنتهى عقده, وسيعود إلى مصر, عزفت
فرقة المطعم الموسيقية, فتدافع الطلبة والطالبات يرقصون مع موسيقاها, ويغنون
»غالي.. صدام غالي .. غالي« وكنت للمرة الاولى أسمع الأغنية, وأشاهد الرقص المصاحب
لموسيقاها فسألت مستغرباً: ما هذا? فأجابني الزميل المصري بصوت عال, سمعه الحضور:»
ثقافة قومية يا جاهل«, فضج الحضور بعضهم بالضحك وآخرون بالسكوت الضاحك!
بداية الشهر الخامس للحرب, أدرك
العراقيون أنها حرب سنوات..سنوات. حرب طويلة الأمد, بدأت المستشفيات تكتظ بالجرحى والمصابين,والمقابر بالقتلى المعروفين
والمجهولين.وشاعت أخبار مفرمة العمارة التي يفرمون فيها الجثث, كي لايضيّعوا وقتاً
وتكاليف في إجراءات وطقوس دفنها , وكي لايعرف المواطنون أن أولادهم قتلوا, ويعيشوا على أمل أنهم
مازالوا يقاتلون في قواطع القتال المختلفة,أو أنهم أسرى لدى الجانب الإيراني.وبدأ تقنين المحروقات والمواد
الغذائية, وعاد نظام البطاقة التمونية, وبدأت اعداد الشاب العراقي تختفي من
الشوارع والميادين والجامعات ومراكز العمل, ويزج بها في ميادين القتال بعد تدريب
لا يستمر سوى أيام معدودة, لاتؤهلهم كمقاتلين حقيقيين. وعُرفت في الشوارع العراقية
في كافة المدن, ظاهرتان لولاهما ما استمر صمود النظام العراقي وجيشه, وهما: ظاهرة
الشاحنات السعودية والكويتية التي تهدرليل نهار ناقلة كافة أنواع المواد الغذائية
مباشرة للمدن العراقية, وملايين المصرين الذين حلوا في جميع أماكن العمل
المدنية,محل الشباب العراقي الذين أرسلوا لميادين القتال. وكنت تسير في قلب مدينة
البصرة أو شارع الرشيد في بغداد, فتتخيل نفسك في حي من أحياء القاهرة لطغيان
اللهجة المصرية.
أصبحت قادسية صدام, محور كل ميادين
الحياة, حتي النقد والادب والفن التشكيلي والفن المسرحي وكافة ميادين الحياة والإبداع,
والحزب وقائده ومخبروه, يتجاهلون أنها حرب
تستمر وقودها الشباب العراقي, غير المؤمن بها من غالبيتهم.
أصبح شيئاً إلزامياً أن تكون كافة أوجه الحياة العراقية,
أرضاً وشعباً, في خدمة»قادسية صدام «,ولم تسلم من ذلك جميع مجالات الحياة الثقافية
والأدبية والفنية.كان كل ما له علاقة بالقادسية وصدّامها, يجد طريقه للنشر والمسرح
فوراً. وأصبح لزاماً على كل واحد من أرض العراق, أن يكون مسماراً في آلة هذه القادسية.زارنا في كلية التربية
بجامعة البصرة, محرر شاب من جريدة»الثورة«.وزع على أعضاء الهيئة التدريسية ورقة حول»القادسية«
فيها أسئلة مختلفة تصلح لكل تخصص , حسب عضو الهيئة التدريسية,والمواد التي يدرسها.وطلب منا بشكل آمر, أن نجيب على هذه الاسئلة, وسوف يعود بعد
ساعتين, ليأخذ أجوبتنا, وينشرها في الجريدة, على شكل مقابلات صحفية معنا.
بدأنا صامتين مذهولين , نتصفح الأسئلة, نفكر ماذا سنكتب , ماذا سنجيب? إنكب
الزملاء العراقيون, يجيبون على الأسئلة , بشكل لاإرادي, رغم عدم قناعة أغلبهم, لكن الحرص على الحياة
والعيش, أكثر الحاحاً من نوعية الإجابة..عاد الصحفي الشاب بعد حوالي ساعتين, جمع
الاجوبة, وتوجه نحوي سائلاً : عيني وين أجوبتك?
أجبته: عيني..أنا مدرس النقد الادبي ..مالي في السياسة.
أجابني: أخي..هاي فرصة ..أكتب لنا عن دور النقد الادبي في خدمة قادسية
صدام!
-عيني..هاي مفاجأة لي..وتحتاج لوقت.
-مافيه مانع..أرسل لي الأجوبة بالبريد.
لم أتمكن من الضحك, رغم أن الموقف يستدعي »ضحك كالبكاء« كما قال
المتنبي»فرب ضحكة أوردتك القبر« وبعد يومين طالعتنا جريدة »الثورة« بأجوبة الزملاء
على شكل مقابلات صحفية , قالوا فيها ما
قالوه ومايريده رئيس التحرير.
أصبح الاستمرار في العمل بكلية التربية, بجامعةالبصرة,بالنسبة لي كابوساً
مزعجاً, وأحلاماً مليئة بجثث العراقيين وأشلائهم.فكان لابد من ترك العمل, ومغادرة
البصرة, ولكن بحكمة وروية.ففي ذلك الوقت, تهمة كل من لايكون مسماراً في القادسية,
هي العمالة والتجسس لحساب الفرس.إتصلت بالزميل الكاتب الصحفي الفلسطيني حنا مقبل
في بيروت,وكان رئيساً لإتحاد الكتاب والصحفيين
الفلسطينيين , وطلبت منه أن يرسل لي رسالة , بإسم الإتحاد,يطلب مني أخذ إجازة بدون
راتب من عملي في الجامعة للتفرغ لمشروع ثقافي فلسطيني في بيروت.وصلت الرسالة بعد
حوالي ثلاثة اسابيع.قدمتها لعميد الكلية , وافق على طلبي,وغادرت جحيم قادسية صدام إلى بيروت ..غادرت وقد فاتني -عامداً -شرف
مساهمتي ومساهمة النقد الادبي في قادسية صدام!
في عام,1984 عدت إلى بغداد,ضمن وفد رسمي لإتحاد الكتاب والصحفيين
الفلسطينين ,وكان في إستقبالنا في مطار بغداد, السيد »سجاد الغازي« الأمين
العام المساعد لإتحاد الصحفيين العرب, وكانت بغداد مقر
الاتحاد آنذاك, كان من ضمن برنامج الزيارة, أن نلتقي بعض مسؤولي الكفاح
المسلح بالقيادة القومية, وهو المكتب المسؤول عن الفصائل والمنظمات الفلسطينية,
وكان مسؤوله آنذاك الفلسطيني ناصيف عواد»أبو يعرب«,حاول مسؤولو المكتب إنتزاع
تصريحات منا, ضد الموقف السوري من الحرب مع إيران,لكننا فوتنا عليهم هذه الفرصة, رغم إلحاحهم ومناورتهم, ورغم ذلك
صدرت في اليوم التالي.جريدة»الثورة«بالخبر التالي:»زار أمس وفد إتحاد الكتاب
والصحفيين الفلسطينين مكتب الكفاح المسلح من القيادة القومية,حيث شرح له مسؤولو
المكتب أبعاد الموقف السوري المتخاذل من الحرب الإيرانية ضد العراق«.
قرأنا الخبر, ضحكنا خاصة أننا
قادمون من دمشق وعائدون إليها.فكيف ستفهم الأجهزة السورية هذا الخبر?أيام ذكريات
البصرة بالنسبة لي , لايوجد فيها من لحظات الفرح, سوى اللقاءات الحميمة مع أصدقائي
العراقيين,وحماسهم لكل مايتعلق بفلسطين, رغم عذابهم وموتهم اليومي على يد طاغية,
لا أعتقد أن العصور العربية , قديمها وحديثها , شهد العديد من أمثاله, لعل الفرج
يا عراق قريب!.
جريدة (المؤتمر) , لندن 18-14مايو/آيار 2002
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى