المعارضة الأردنية ونظام صدام حسين::
صفحة 1 من اصل 1
المعارضة الأردنية ونظام صدام حسين::
بين المواقف الإنتهازية والإدعاءات الكاذبة
يعيش الوطن العربي حالة سياسية
إجتماعية غريبة عجيبة, قلما أو نادراً ماعرفتها الحياة السياسية الأوروبية
والأمريكية, وهي حالة (ظاهرة الأحزاب السياسية المحلية التي تعارض سياسة أنظمتها الحاكمة), وفي الوقت ذاته تقيم علاقة
تحالف وتبعية ذيلية لأنظمة عربية أخرى,أكثر تخلفاً وقمعاً
وإرهاباً من أنظمتها المحلية, وفي الوقت ذاته, تقضي جلّ وقتها تمدح قائد ذلك النظام ا لسائرة في فلكه, وتدبج
مقالات ودراسات في سيرة النظام وقائده.وأوضح مثال صارخ على هذه الحالة العربية
الشاذة والمنفرة ,هي حالة ا لمعارضة الأردنية,أو أحزاب ما يسمى ب¯(المعارضة
الأردنية) وعلاقتها ا لذيلية العمياء مع النظام الديكتاتوري لصدام حسين. وأحزاب
المعارضة الأردنية هذه, تتكون من عدة أحزاب
مختلفة الألوان من إسلامية أو ذات شعارات
إسلامية, وقومية عربية, ومحلية إقليمية عشائرية, وأغلبها صغيرة الحجم
لايتعدى أعضاء بعضها: الأمين العام
وزوجته وأولاده والمقربين من أصدقائه وأصهاره, ونادراً لم يتشرذم
أغلب هذه الاحزاب
عبر إنشقاقات متعددة, جعل من الصعب
معرفة عددها, وموقع أعضائها,فالأمين العام لحزب ا ليوم , عضو مؤسس في حزب
جديد غداً, ومطرود من حزب آخر بعد الغد.
الحالة العربية هذه, نجد أقذر
تطبيقاتها في حالة أحزاب(دكاكين) المعارضة الأردنية,وعلاقتها مع نظام صدام
حسين القمعي الديكتاتوري, الذي أعتقد
جازماً, أنه من النادر وجود نظام عربي أو
أجنبي في أغلب عصور التاريخ, إرتكب ضد
شعبه من الجرائم والمذابح مثل ما
أرتكب نظام صدام حسين بحق شعبه,
عرباً وأكراداً, وكي ندلل على مانقول, نحاجج بالأمثلة الصارخة هذه:
* لقد شاركت معظم أحزاب المعارضة
الاردنية, مع غالبية طبقات الشعب في مظاهرات الكرك المشهورة عام,1988 التي كان
نتيجتها أن بدأ الملك حسين الراحل , بإنفتاح ديمقراطي, يسمح لهذه الأحزاب بالظهور,
وبالعمل علناً , وسط جماهير الشعب
الاردني, مالكة صحفاً ومجلات علنية, تتمتع
بهامش حريات, نادراً ماعرف في أقطار الوطن العربي.
إن المطالبة بالديمقراطية وحقوق الانسان العربي, مسألة لاتقبل التجزئة, فهي
مسألة أخلاقية بالمطلق, فلا يوجد شعب عربي
تليق به الديمقراطية ولايستحقها, وشعب آخر لاتليق به الديمقراطية
ولايستحقها.فالشعب العراقي يستحق
الديمقراطية تماماً مثل الشعب الأردني,
لذلك فمن العجيب والمخجل أن تقيم أحزاب المعارضة الأردنية, وشخصياتها هذه العلاقة
المتينة الودية التحالفية مع نظام صدام حسين, وهي
تعرف وتعلم ومتأكدة من حجم الجرائم التي إرتكبها هذه النظام بحق الشعب
العراقي الشقيق, حيث إغتال مئات المعارضين
لنظامه, وزج بالآلاف في السجون, وشرّد عدة ملايين خارج الوطن, وارتكب مجازر
جماعية بحق العراقيين عرباً وأكراداً. وتستمر أحزاب المعارضة الأردنية في
إرسال وفودها إلى بغداد معلنة تضامنها مع هذا النظام,مدبجة المقالات في مديحه
والثناء عليه, متناسية بشكل إنتهازي كل
هذه الجرائم.
*وضمن نفس المسيرة المعيبة
والمخجلة , أيدت تلك الأحزاب الأردنية,و معها بعض الفصائل الفلسطينية, جريمة نظام صدام حسين
في غزو دولة الكويت وإحتلالها عام,1990وصفقوا لذلك العمل اللا أخلاقي بحق جارة عربية, دولة ذات سيادة, عضو في جامعة
الدول العربية, وهيئة الامم المتحدة, متناسين أولئك المعارضين الشرفاء أن الاخلاق
لاتتجزأ, وأن الإحتلال واحد, فلايوجد إحتلال جميل, وإحتلال قبيح.ولم تفهم الملايين
كيف ينادي أولئك المعارضون الأردنيون بتحرير فلسطين من الإحتلال الاسرائيلي, وفي
نفس الوقت يؤيدون الإحتلال العراقي للكويت?
خليفة التأييد وأسبابه
هل إن مواقف أحزاب المعارضة
الاردنية. مبدئية وترتكز على دارسة عملية مستندة إلى معايير أخلاقية?لا أعتقد ذلك , فلا مبادى وراء
السعي إلى حرية الشعب الاردني والديمقراطية له, وفي الوقت ذاته السعي والركض وراء
حاكم يقمع شعبه, ويصادر حرياته في كافة
الميادين, ولا أخلاق ولامعايير مبدئية وراء المناداة بتحرير فلسطين من الإحتلال
الإسلائيلي, وفي الوقت ذاته تأييد ومباركة الإحتلال العراقي لدولة
عربية مجاورة هي الكويت .
اذاً ما السب? ماهي خلفية ازدواج
المعايير هذه والكيل يمكيالين في نفس
القضايا? إنها الإنتهازية المكشوفة
لأن ا لمصلحة الذاتية وتعبئة الجيوب بالدولارات
وعقد الصفقات التجارية الخاصة, هي التي
تحتم هذه الإزدواجية والإنتهازية . وهذه أمثلة فقط, من أمثلة كثيرة,
عاشها الشعب الاردني وقرف منها:
· مسؤول كبير(جداً) ومعروف (جداً) في إحدى جماعات المعارضة, سجن في الاردن عدة مرات,
وأَفرج عنه الملك حسين ا لراحل أكثر من
مرة,إستعمل علاقاته الوطيدة اللامبدئية مع
نظام صدام حسين, فتوسط للإفراج عن بعض المواطنين الأردنيين القابعين في سجون صدام,
وضمن صفقة لا أخلاقية, أفرج عنهم صدام, بعد أن كان قد رفض وساطة الحكومة الاردنية.
· يتذكر الشعب الاردني
الفضائح التي نشرت في صحافة المحلية قبل
سنوات قليلة, عن إغراءات بعض مسؤولي الجماعات المطبلة لصدام لبعض الطلبة بدخول
جماعاتهم مقابل تسجيلهم في الجامعات العراقية, ووصلت بعض هذه الحالات إلى القضاء
لأن بعض مسؤولي هذه الجماعات
(الدكاكين) تتقاضى مبالغ مالية من بعض الطلاب, لتسجيلهم لدراسة الدكتوراة في
الجامعات العراقية, ثم ثبت كذبهم وغشهم,
وفي واحدة من هذه القضايا, أبلغ مسؤول من
واحدة من هذه (الدكاكين) مسؤولاً أو
موظفاً اردنياً, أنه تم تسجيله في جامعة عراقية, بعد أن دفع المبالغ المطلوبة. وسافر ذلك الموظف فعلاً
الى تلك الجامعة, ليكتشف أنّ لاإسم
له في تلك الجامعة, ولا في أية جامعة أخرى, لا لدرجة الدكتوراة, ولا
للثانوية العامة التي لا يحمل شهادتها.
وسط هذه الفضائح, يلتزم مسؤولو أغلب جماعات المعارضة الأردنية لنظام قمعي
دموي, وفي نفس الوقت يطالبون بمزيد من الإنفتاح
الديمقراطي للشعب الاردني, ناهيك عن سفرهم سنوياً مرات عدة لحضور مؤتمرات التضامن مع النظام,
شكلاً ضد الحصار, ومضموناً : تذاكر سفر,
فنادق درجة أولى, مصاريف شخصية
بالآلاف, وشعب العراق وحده يعاني الحصار.
لذلك هل بالغنا عندما قلنا عن هذه
المعارضة الاردنية إنها» إدعاءات كاذبة وإنتهازية مشكوفة«? وهل نتخيل كيف يممكن
أن يتعامل النظام الوطني العراقي القادم على أنقاض نظام صدام حسين, مع
هؤلاء ا لمعارضين الأردنيين? لاندري? ولكن
آمل ان لايكون التعامل معهم ديمقراطياً!
جريدة (المؤتمر) لندن 19-25يوليو/تموز 2002
اليتامى القادمون لنظام الموت
آمل أن تكون نهاية صدام حسين ونظامه, قد أوشكت..وأعتقد أن الغالبية العظمى
من الشعب العراقي والعربي تنتظر هذه النهاية, وسوف يكون فرحهم عظيماً جارفاً ,
عندما يذوق هذا الديكتاتور المجرم وزبانيته, طعم نفس الكأس المرة السامة, التي
طالما تجرعها مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي , وآلاف من العرب
.وعندما تأتي هذه النهاية, سيكون هناك
العديد من اليتامى الجدد لسقوط هذا النظام ..ونقول (الجدد)كي نميزهم عن مئات الآلاف من الأطفال
العراقيين الذين قام هذا الديكتاتور,بقتل
آبائهم وأمهاتهم.
وأعني باليتامى الجدد أولئك العرب المرتزقة, الذين باعوا ضمائرهم لحساب هذا
الديكتاتور المجرم ووضعوه ونظامه في كفة, وملايين من أبناء الشعب العراقي, في كفة
أخرى ..يتغنون بأمجاد هذا النظام الزائفة,دون أن يجرأوا على قول كلمة واحدة عن
جرائمه, ومئات الآلاف الذين قتلهم وشردهم..عندما يحين سقوط هذا الديكتاتور ونظامه, سوف يجد هؤلاء المرتزقة
العبيد, أنفسهم في وضع لايحسدون عليه فقد
توقفت دولارات وبراميل نفط الديكتاتور التي كانت تصب في جيوبهم , كما انهم منبوذون
مكروهون من الشعب العراقي المتحرر من الديكتاتور ونظامه,و ربما مطلوبون للمحاسبة
والمحاكمة بسبب دعمهم له, وسكوتهم على جرائمه, وقبولهم لرشاويه المسروقة من قوت
وثروة الشعب العراقي, وأستطيع تصنيف هؤلاء
اليتامى الجدد, الى فئتين.
1- الصحفيون العرب
هذه الفئة تشمل عشرات من الصحفيين والكتاب , في العديد من البلدان العربية وتحديدا ًفي مصر والاردن وفلسطين
وتونس..هؤلاء ومنذ ما لايقل عن عشرين عاما جندوا أقلامهم للدفاع عن هذا
الديكتاتور, وتمجيد مآثره التي لا وجود لها
إلا في نفوسهم ومخيلاتهم المريضة , الباحثة عن مزيد من الرشاوي ..والمحزن
أن بعضهم ألف كتبا عن(حياة) و(فكر)
الديكتاتور. هل هناك (مسخرة) أشد
هولاً من تلك? صدام, هذا القاتل
,يصبح له وعنده (مدرسة فكرية) يُكتب فيها
وعنها الكتب والمقالات والدراسات... وربما
لها دلالة كبيرة, تلك الدعوى
التي رفعها منذ أسابيع صحفي مصري على بعض الصحفيين المصريين, لتلقيهم رشاوي
مالية من صدام حسين.وإذا فكر آخرون في رفع مثل هذه الدعوي , فالأحرى أن ترفع في
الأردن, حيث العديد من الصحفيين المصفقين للديكتاتور, المتناسين جرائمه وقمعه للحريات..وفي الوقت ذاته يتغنون ويطالبون بالحرية والديمقراطية للشعب الاردني,وكأن
الحرية والديمقراطية تليق بالشعب
الأردني,ولا يستحقها الشعب العراقي.
2- النقابات والأحزاب
النقابات والأحزاب العربية المرشحة
لأن تكون من اليتامى الجدد لسقوط نظام الديكتاتور.أوضح مثال صارخ لها, في
الأردن..حيث مجمع النقابات المهنية, وبعض الأحزاب ,تتغنى ليلا ونهاراً, بأمجاد
الديكتاتور, وسيّرت في السنوات العشر الأخيرة مئات المسيرات والمظاهرات , ونظمت
مئات المهرجانات الخطابية, دون كلمة واحدة عن إجرامه بحق الشعب العراقي...وفي أي
وضع ديمقراطي حر, فإن القائمين على أمر مجمع النقابات المهنية في الاردن وبعض الأحزاب الاردنية,يستحقون أن يقدموا إلى محاكمات علنية,بسبب الرشاوي التي تلقوها من الديكتاتور,
وتمجيدهم لكل أفعاله أو سكوتهم المطلق عن
جرائمه.
تلك هي نماذج من(اليتامى الجدد) لسقوط نظام الديكتاتور, لكن علينا الإقرار
أنهم (يتامى) بالصفة فقط, فقد أثروا في السنوات العشرين الماضية, وماعليهم سوى
التفرغ لإستثمار ثرواتهم. أما السؤال الجاد, فهو:كيف سيتعامل الشعب العراقي في
الزمن الحر القادم معهم?..وهم هؤلاء المرتزقة,هل يجرؤون على السفر للعراق ..عراق
المستقبل?!
جريدة (المؤتمر) لندن العدد,329 6-12 ديسمبر/كانون ثاني 2002
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى