العرب والديكتاتور العراقي!::
صفحة 1 من اصل 1
العرب والديكتاتور العراقي!::
" إلى
الزميل فوزي كريم"
أفهم تماماً وبشكل عميق مرارتك وحزنك
من العرب , عاديين ومثقفين, إزاء موقفهم من الطاغية الديكتاتور صدام حسين..
وأفهم قولك ».. كنعان مكية يعرف مثلي ومثل كل عراقي, ضحايا القسوة وضحايا الصمت.
يعرفهم وحده, ولا يشاركه في هذه المعرفة أحد من العرب والمسلمين بل لا يواجه منهم إلا
العدواة وسوء الظن..« رغم هذا التعميم
المطلق, فهو صحيح, لأن أصوات العرب المنتقدة لسلوك الديكتاتور, وهي قليلة, ضاعت في
صخب المثقفين والإعلاميين العرب, الذين
يهيمون بحب الديكتاتور, وتمجيد مآثره المختلفة والكاذبة, وهم في واقع الأمر - وعن
علم ومعرفة به -يهيمون بدولاراته وعطاياه المسروقة من أرزاق العراقيين.. وليس
خافياً أن بعض هؤلاء المستفيدين, لا يخفون ذلك في جلساتهم الخاصة, وبعد أن تطيح
الكؤوس بالرؤوس, يقول بعضهم: » رزق الهبل على المجانين«.. وهم بذلك يعطون الوصف
الدقيق لحالهم مع ديكتاتور, لا أعتقد أن تاريخ العراق والعرب عرف واحداً مثله في
جنونه وإجرامه ودمويته.. نعم.. نعم.. سوف تظل صفحة من أسود الصفحات في تاريخ
الثقافة العربية, وهي سكوت الغالبية العظمى من المثقفين العرب على جرائم هذا
الطاغية.. ولو كان مجرد السكوت.. رغم أن الساكت عن قول الحق شيطان أخرس.. لكن
غالبيتهم تعدى السكوت إلى التمجيد.. وهنا الطامة الكبرى, التي أشعلت كل هذه
الأحزان عندك يا فوزي كريم... وعند ملايين العراقيين.
هل يحق لواحد مثلي, أن يرفض أن يكون (أهبلاً)?.. نعم.. إن مصلحة الشعب
العراقي, أثمن من كل عطايا الديكتاتور الثمينة.. لذلك أقول صراحة وعلناً:
أيها المثقفون العراقيون.. في الداخل والمنافي.. أفهم أحزانكم ومراراتكم من
زملائكم العرب, ومواقفهم المخزية من الديكتاتور الذي شردكم, وقتل مئات الآلاف من
أهلكم وذويكم.. أفهم ذلك, ورغم موقفي الشخصي الواضح المناهض للديكتاتور. إلا أنني
أشعر بأن ذلك السكوت يشملني أىضاً, لأن صوتي لم يكن أكثر دوياً, ضد الديكتاتور.
نعم.. لقد قلت مراراً.. في منابر عدة.. ومنها جريدة » المؤتمر«.. ما قاله الزميل فوزي كريم.. »..
إن حرص صدام على النفط وعلى فلسطين ليس إلا اكذوبة مقرفة«.. نعم هذه هي الحقيقة..
وأكاد أؤكد ذلك - وعن خبرة ومعرفة شخصية. إن الديكتاتور, تاجر كثيراً, واستغل
القضية الفلسطينية, من أجل التغطية على جرائمه, لأنه يعرف موقع القضية الفلسطينية
في نفوس الشعب العراقي.. وأقول سائلاًَ عموم المثقفين الفلسطينيين والعرب:
- أعطونا عملاً واحداً إيجابياً قدمه الديكتاتور للقضية الفلسطينية?
ولمعرفتي الأكيدة, إقترحت منذ أسابيع على بعض المراكز العراقية في أوسلو,
ضرورة تنظيم ندوة عامة مفتوحة, تدرس وتناقش موضوع: » نظام صدام حسين وقضية
فلسطين«.. وما زلت أرى ضرورة ذلك, لكشف الحقيقة كاملة, خاصة جوانب التخريب التي ألحقها هذا النظام
ومخابراته, بنضال الشعب الفلسطيني.
الزميل فوزي كريم.. وكل مثقف عراقي. أفهم أحزانكم ومراراتكم منّا, نحن
الكتاب العرب.. فيما يتعلق بموقف غالبيتنا المطلقة من الديكتاتور الذي شتتّكم في
كل المنافي.. وشتت شعبكم داخل وطنه العراق.. وعلّ بعضنا يصحو.. خاصة من ملأوا
الفضائيات والأرضيات.. مديحاً بالديكتاتور.. والحقيقة أن المديح لدولاراته
و(خرجياته)!
جريدة المؤتمر/ لندن العدد 322, 3-9 يناير /كانون أول 2003
المناهج الدراسية ووسائل شراء الذمم
بين ما ينبغي تغييره في العراق
أعتقد أن العديد من أوجه حياة الشعب
العراقي, تحتاج إلى المراجعة ثم التصحيح والحذف, بعد سقوط الديكتاتور ونظامه, وذلك
لأنه خلال الثلاثين عاماً الماضية, خطف الديكتاتور كافة أوجه الحياة العراقية, في
التعليم والثقافة والإجتماع والأخلاق, وفصّلها على مقاسه, بما يُرضي عقده النفسية
التي واكبته منذ زمن طفولته, مسخراً بالقوة كل إمكانيات المجتمع لخدمة توجهاته
التي كانت تتغير حسب إرتباطاته وحالته النفسية.
وقد نتج عن ذلك تبني قطاعات من المجتمع لأطروحاته المشوهة خوفاً من قمعه
الذي جعله حالة نفسيه مرضية لدى المواطن
العراقي, عبر قتله للعديد من رفاقه وأعضاء قيادته بيده, ولما كان الإعلام بكافة
وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة في خدمة الديكتاتور, ترسخت بعض هذه التوجهات,
ومن تكرارها الدائم في وسائل إعلامه, أصبحت لدى البعض, وكأنها » مُسلمات« من طبيعة
المجتمع العراقي, تماماً كما قال غوبلز وزير إعلام الديكتاتور المثيل » هتلر«: »
أكذب.. أكذب.. أكذب.. حتى تُصدق نفسك.. فيُصدقك الآخرون«, والدليل علي ذلك هذه
الأمثلة من تشويهات الديكتاتور لنفسية وعقل المواطن العراقي:
1- قام بطرد عشرات الآلاف من المواطنيين العروبيين أباً عن جد, قبل شنه
حربه الظالمة على الجارة الإسلامية إيران, بحجة أن هؤلاء المواطنين من أصول
فارسية, وبعد شنه الحرب , ألغى من قاموس الإعلام العراقي تسمية » إيران« واستبدلها
ب¯» الفرس المجوس« التي ينكرها المسلمون, وذلك لتشويه صورة الإنسان الإيراني في
نفسية المواطن العراقي وعقله.
2- فور توقف حربه ضد إيران , سافر علناً إلى المملكة العربية السعودية,
لأداء العمرة, وهناك توجه بالشكر الجزيل للقيادتين السعودية والكويتية, على دعمهما له في تلك
الحرب, وبعد شهور قليلة, فإذا » دولة الكويت« العضو في جامعةالدول العربية,
المحافظة(19) ضمن أراضي الجمهورية العراقية!. وفور بدء معارك التحالف الغربي
بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الكويت, نسيّ الديكتاتور المبادئ
القومية العربية التي إستخدمها لترسيخ أنه حارس » البوابة الشرقية« للأمة العربية
الواحدة, ذات الرسالة الخالدة! فأضاف على العلم العراقي كلمتي » الله أكبر« ليبدأ تقمص
شخصية الإنسان المؤمن المجاهد الملتزم بتعاليم الإسلام والإيمان. وتحت هذا الغطاء
الجديد, إرتكب من الموبقات والخطايا, ما لا يرتكبها إلا عتاة الطغاة والمارقين,
فمن يُصدق العقوبة التي سنّها على الرافضين المشاركة في حروبه, وهي قطع اليد
والأذن! ونُفذت فعلاً بالمئات من شباب العراق. ومن يتخيل أن يقدم » كائن« على قتل
زوجي إبنتيه, وييتم أحفاده, كما فعل مع
حسين كامل وشقيقه صدام كامل, بعد أن قطع لهما من الوعود والضمانات الكثير!.
3- أما مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمعاقين والمفقودين من أبناء الشعب
العراقي, فهم وقود لمعارك ظالمة غير مبررة
عروبياً وإسلامياً وأخلاقياً, ورغم ذلك, فبدلاً من أن يعتبرها معارك من أجل
العراق, لتخفيف آثارها وخسائرها لدى المواطن العراقي, جيرّها لنفسه, تلك النفس الطاغية والمريضة, فإذا مئات
الآلاف من الضحايا, وقود ل¯» قادسية صدام«.. من يُصدق ذلك? أو من يستطيع تفسيره
متذكرين أن » القادسية« الأولى في تاريخ العرب, لم تنسب مطلقاً لقائدها الصحابي
سعد بن أبي وقاص, رغم أنه خامس السابقين إلى الإسلام, وأحد المبشرين بالجنة وقاتل
إلى جانب الرسول(ص) في جميع الغزوات, ولكن أين كل هذا من مؤهلات ومآثر الديكتاتور?
إنطلاقاً من خلفية التشويه هذه, هناك العديد من أوجه الحياة العراقية التي
حتماً سيكون من واجب القيادة العراقية القادمة, بعد سقوط الديكتاتور وعصابته, أن
تقوم بمراجعتها, لتصحيحها أو حذفها, وسأقتصر على ذكر أمثلة من واقع خبرتي وتجربتي
في الساحة العراقية:
أ- المقرر الجامعي في كل الكليات النظرية والعلمية, الذي أُطلق عليه »
الثقافة القومية«, وهي تسمية مضللة, فهو خاص بحزب البعث الصدامي فقط, نضالات
قيادته القومية(أي المرتزقة في العديد من العواصم العربية), وقيادته القطرية
الخاصة بالقطر العراقي, وفي كل فترة يشكلها صدام حسب رؤاه وتحالفاته, ومدى الصدق
في عيون رفاقه, فقد قتل بعض أعضاء هذه القيادة, لأنه رأى الخيانة في عيونهم.
ب- الطريقة المتبعة ومنذ سنوات طويلة, لتوزيع المقاعد الجامعية المخصصة
للطلاب العرب, فقد كانت هذه المسألة الوسيلة المغرية لشراء الذمم والمحسوبين
والمطبلين للقائد, لأن غالبية هذه المقاعد تعطى
للطلاب العرب, خاصة في الأردن, من قبل » وكلاء« القائد في تلك العواصم,
لذلك لا يراعى فيها معدّل الطالب, ولكن مدى ولائه وتطبيله. وقد أحدث هذا الأسلوب
فضائح وصلت حد النشر في الصحافة واللجوء إلى القضاء في الأردن. فقد كانت هذه
المقاعد وما يصحبها من مِنح, تباع علناً بمبالغ محددة سلفاً, وتدفع على أنها دعم
أو معونة لحزب البعث الأردني, فهذا الأسلوب, لا أعتقد أبداً أن القيادة المستقبلية
لشعب العراق, سوف توافق عليه, أو تستمر في تطبيقه.
ت- ضرورة مراجعة قوائم الطلاب العرب الذين حصلوا على درجة الماجستير أو
الدكتوراة من الجامعات العراقية, فبعض
الحالات لم تطأ أقدام أصحابها الجامعات العراقية وسُجلوا فيها على أنهم حصلوا على
تلك الدرجات, وهذا من شأنه الإساءة إلى سمعة الجامعات العراقية المعروفة بجديتها
وصرامتها العلمية والأكاديمية, وفي الأردن يتندورن على بعض الأسماء التي أعلنت عن
حصولها على درجة الدكتوراة من جامعة بغداد, وتلقت التهاني المنشورة في الصحف
الأردنية, والعارفون ببواطن الأمور يتحدون أن يكون في تلك الجامعة أطروحة كتبت أو
لجنة شُكلت لمناقشة الأطروحة.
ج- العمل الشاق الذي سينتج عن ملاحقة صور الديكتاتور وتماثيله ومنحوتاته
وجدارياته في مختلف أنحاء العراق, قرىً
ومدناً, لنزعها وإتلافها فهي لا تشرف أبناء حضارة الرافدين.. ولا أعتقد أن
هناك » قائداً« أو » طاغية« أو » ديكتاتوراً« فرض صوره وتماثيله بهذه الكثافة, كما
فعل طاغية العراق.
تلك كانت مجرد نماذج من الأمور والحالات التي تحتاج للمراجعة, بعد سقوط
الديكتاتور, كي يعود العراق لمكانته الطبيعية وسط محيطه العربي, عراق الحضارة
والثقافة, الذي قيل عن عمقه الثقافي في الستينيات: » تكتب القاهرة, لتطبع بيروت,
فتقرأ بغداد«.. تلك صورة بغداد الحقيقية التي غطت عليها بغداد قطع الأيدي والآذان
وإغتيال البشر حتى لو كانوا من الفعاليات الثقافية والسياسية . إن الفرج قريب يا
عراق!
جريدة (المؤتمر), لندن العدد 433, 4 -10 أبريل /نيسان 2003
الفلسطينيون وخطط توطينهم في العراق
يحتاج موضوع توطين الفلسطينيين في
العراق, أو في أقطار أخرى,كما هو مطروح منذ سنوات ضمن السيناريوهات الإقليمة
والدولية لحل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي, إلى جرأة كبيرة, وصراحة عميقة
لقول كل
ما هو متداول,وما هو معروف.فقد تعودنا أن نسمع ونتحدث ونثرثر شفوياً عن
أكثر الموضوعات حساسية, دون حرج, ولكن إن تم تدوين وكتابة هذه الثرثرة, لتصبح شبه
موثقة متاحة لقطاعات واسعة من القراء والمطلعين, في مختلف الأقطار , عندئذ يواجه
من دوّنها وكتبها بالنقد واللّوم وربما التجريح, لأن بعض ما تم تدوينه يتعارض مع
الرأى العام السائد, الذي يستعمل لغة العواطف والأماني, متهرباً من حقائق الواقع,
وموازين القوى التي تفرضها... فهل نملك مناعة الصراحة والجرأة, لقراءة ما
يلي....!?
نصت القرارات الدولية منذ عام 1948, على حق الفلسطينيين في العودة إلى
ديارهم التي شُردوا وهجروا منها, خلال حرب عام 1948 وما بعدها.. وفي الوقت ذاته,
نصت على » تعويض من لا يرغب منهم في العودة«. وقد مرت حتى اليوم, حوالي أربعة
وخمسين عاماً على صدور أول هذه القرارات, وصدرت آلاف الوثائق والتصريحات
الفلسطينية والعربية, وعُقدت مئات الندوات والمؤتمرات, لتأكيد هذا الحق والتذكير
به... ورفضت بعض الدول العربية, تجنيس الفلسطينيين تأكيداً على حق العودة, فهل عاد لاجئ فلسطيني واحد, طوال ما يزيد على نصف قرن?!
الجواب : لا..والكارثة اللاحقة هي أنه طوال نصف القرن هذا, بدلاً من عودة لاجئ
فلسطيني واحد هُجِر وغادر قطاع غزة والضفة الغربية, بمختلف الوسائل, وأغلبها
(طوعية), دون تدخل الاحتلال الاسرائيلي, ما لا يقل عن نصف مليون فلسطيني, ونذكّر
من يستنكر هذه الحقائق, بأنه عقب عدوان أو حرب هزيمة عام 1967, غادر أو نزح إلى
الأردن تحديداً, ما لا يقل عن مائة وخمسين ألفاً, ما يزال غالبيتهم حتى اليوم في
مخيمات بالأردن, وواحد منها إسمه المتداول: (مخيم غزة) في منطقة جرش الأردنية..
وكذلك في عامي الإنتفاضة الأخيرة, تشير الاحصائيات الأردنية إلى أن ما يزيد على
ثمانين ألفاً, من الفلسطينيين حملة البطاقة الصفراء, غادروا جميعاً الضفة الغربية,
واستقروا في الأردن, وأدخلوا أولادهم المدارس الخاصة, وفتحوا أعمالاً, واشتروا
مساكن وشققاً.
إن حقائق القرن الماضي مُرّة
ومحزنة, فقد ثبت بشكل قاطع وحاسم, أن من الخطوط الحمراء الإسرائيلية, التي لا يمكن
فرضها إلا بهزيمة إسرائيل, مسألة عودة اللاجئين. تستطيع إسرائيل التفاوض علي
مستقبل القدس, ولكنها, في موضوع العودة, أقصى ما توافق عليه عودة بضعة آلاف في
عشرات السنين, ويجب أن يكونوا قد تجاوزوا سن السبعين, أي حق العودة إلى القبر!..
إن هذه الوقائع تثبت أن مسألة التوطين واردة في الأجندتين:
1- الفلسطينية والعربية, لأن هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين, ما عادوا
يتحملون حياة الذل هذه, والعرب يريدون حلاً لهذه المسألة المعلقة, فإما يعود
الفلسطينيون أو (يوطنوا), كي لا يبقوا مصدر قلاقل ومشاكل سياسية.
2- الدولية.. كي ينهوا هذه المسألة, وهي إحدى المسائل الشائكة في مسار
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
هذا الموضوع ليس جديداً, ولكنه طُرح بقوة وعلناً, في السنوات التي أعقبت
غزو نظام صدام حسين للكويت عام 1990, وقد طُرح كشرط من شروط رفع الحصار, أن يوافق
النظام العراقي على توطين حوالي مليون ونصف
المليون فلسطيني... وأشارت إلى ذلك مراراً المصادر الكندية, بصفة أن كندا,
ترأس اللجنة الدولية الخاصة بموضوع اللاجئين,, وقد زار وزير الخارجية الكندي
مخيمات اللاجئين في لبنان عدة مرات, وقالها علناً: إن كندا مستعدة لتوطين مائة ألف
فلسطيني في بلادها شريطة أن توطن كل دولة عربية, نفس النسبة حسب تعداد سكانها
وإمكانياتها ومساحتها... وضمن هذا فُهم أن العراق يستطيع بسهولة توطين مليون
ونصف المليون فلسطيني... وقد حاولت بعض
المصادر الغربية تشجيع النظام العراقي على ذلك, باللعب على النسيج الطائفي, قائلة:
إن المليون ونصف المليون فلسطيني, هم من
(السنّة) يحققون نوعاً من التوازن الطائفي
في العراق.والآن, والنظام العراقي يواجه خطر ضربة عسكرية أمريكية - غربية
ساحقة ماحقة, يبرز السؤال: هل من ضمن سيناريوهات الحرب وما بعدها, إحياء فكرة
توطين الفلسطينيين في العراق?!
إن إمكانية تطبيق هذه الفكرة بشكل أوتوماتيكي سريع أثناء إندلاع الحرب,
مسالة مستحيلة, لأن المنطقي والإنساني هو نزوح آلاف العراقيين من العراق خوفاً من
الحرب ونارها, وليس هروب الفلسطيني من نار حرب شارون ورصاصه إلى نار حرب الحلفاء
ورصاصهم.. بدليل أن كل الدول المجاورة للعراق, تستعد لإحتمالات نزوح آلاف
العراقيين, وأقامت بعضها المعسكرات فعلاً لإستقبالهم.. والحالة هذه, لا يمكن
مطلقاً, مهما كان حجم الترهيب الإسرائىلي, أن يفكر الفلسطينيون في النزوح إلى
العراق.. والخوف .. كل الخوف في النزوح إلى الأردن أثناء الحرب, ويسهل ذلك
مسألتان:
1- سهولة الوصول إلى الأردن, فمجرد عبور الجسر خلال ساعة ونصف, يجد النازح
نفسه في الأراضي الأردنية دون تكلفة عالية ودون عناء جسدي كبير.
2- الرضا النفسي الواهم أنه لم ينزح عن وطنه, فهو قادم لمجرد زيارة أهله
وأقاربه.. ثم تمتد الزيارة إلى نهاية العمر.
لذلك, فإن وجدت فكرة التوطين في العراق الظروف المهيأة لتطبيقها, فستكون
بعد إنتهاء الحرب المتوقعة وليس خلالها.. وإن جاءت فستكون ضمن أجندة دولية مفروضة
على الدول المقترحة للتوطين, بشكل لا يمكنها رفضها والتنصل منها خاصة الدول
العربية, فالرؤية الإسرائيلية تقول: على العرب استقبال آلاف اللاجئين الفلسطينيين,
مقابل آلاف اللاجئين اليهود الذين استقبلتهم إسرائيل بعد طرد العرب لهم, ومنهم
العراق, حسب الادعاءات الإسرائيلية, حيث يشكل يهود العراق أكبر التجمعات اليهودية
في داخل إسرائيل وغالبيتهم ما يزال يتكلم باللهجة العراقية.. وبالإضافة إلى عامل
(الفرض الإجباري الدولي) للتوطين, لا يمكن القفز عن (القابلية الفلسطينية),
فبعيداً عن ادعاءات التشبث بالوطن.. وأرض الأجداد.. والمقدسات.. فبعد كل هذا
الاضطهاد والتشرد وضنك العيش, سنجد مئات الآلاف من الفلسطينيين, يهرعون للتوطين في
(البصرة) أو (الموصل) أو أي مكان في المعمورة.. شاكرين لحد الامتنان, من أسهم في
ذلك وساعدهم في الوصول إليه.. ومن يرى غير ذلك, فليصدر بياناً جديداً حول حق
العودة, والتحرير من النهر إلى البحر!
جريدة المؤتمر, لندن العدد 335, 24 يناير / كانون أول2003
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى