خسائر استمرار النظام أفدح من خسائر الحرب::
صفحة 1 من اصل 1
خسائر استمرار النظام أفدح من خسائر الحرب::
المظاهرات الضخمة والكثيفة التي إنطلقت في كافة أنحاء العالم خلال الأسابيع
الماضية, وتحديداً يوم السبت الخامس عشر من شباط الماضي, ضد الحرب, كانت تعبر بشكل
عام عن توق البشرية للأمن والراحة والسلام, لأن غالبية الشعوب جرّبت ما تجره
الحروب من ويلات ومآسٍ.. وضمن هذا السياق, يمكن رصد بعض المفارقات الخاصة
بالمظاهرات الأخيرة, لأنها كانت مرتبطة بشكل مباشر بالحرب المتوقعة ضد نظام الرئيس
العراقي صدام حسين,من هذه المفارقات:
1- إن مئات الآلاف من هؤلاء المتظاهرين في كافة أنحاء العالم, حرّكتهم
العاطفة البشرية المناوئة للحرب, لكن سياق هذه المظاهرات, أظهر نزعة إنتقائية تنم
عن الفوضى والتخبط.. فمئات الآلاف يتظاهرون ضد حرب لم تقع بعد, وربما تحصل تطورات فتؤجلها, أو تلغيها, ولكنهم لم
يتظاهروا, ولم يرفعوا في نفس المظاهرات, أي هتاف أو شعار ضد حرب قائمة فعلاً, ومنذ
عدة شهور ضد الشعب الفلسطيني, يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون, بشكل لا نعتقد
أن أية حرب محتملة في العراق, ستوقع مثل خسائر هذه الحرب.. ويكفي أن نذكر أنه في
شهري كانون الثاني وشباط الماضيين, أوقعت هذه الحرب حوالي سبعين قتيلاً فلسطينياً,
وحصل تدمير شبه كامل للعديد من مناطق قطاع غزة والضفة الغربية.. ألم تشاهد عيون
مئات الآلاف من المتظاهرين هذا الدمار وهذا القتل?.
2- ينبغي ملاحظة أن العديد من الأحزاب والمنظمات الأوروبية والأمريكية,
تتظاهر لأسباب ومطالب محلية, تحت مظلة التظاهر ضد الحرب.. وبعض هذه الأحزاب معروفة
في بلادها بالفوضوية, كما هو في مثال حزب Blitz في النرويج,
فهم مستعدون للمشاركة في أية مظاهرات, ليرفعوا شعاراتهم المحلية الخاصة بصراع
مطالب مع حكومتهم... وقد أقام ونظّم هذا الحزب العديد من المظاهرات الخاصة بصراعهم
مع حكومتهم, ويخرجون متلثمين بالكوفية الفلسطينية, فما علاقة الكوفية بمحاولة
حكومتهم إغلاق أحد مقراتهم?!
والدليل على ذلك أن المئات من
هذه المظاهرات الحاشدة, لم تستذكر الحروب التي جرّها صدام حسين على شعبه وبلاده,
وجيرانه في إيران والكويت.. أليست هذه (انتقائية), تلفت النظر, وتستحق التأمل
والدراسة?
إن الحرب ضد الشعب العراقي, وضد أي شعب في العالم بما فيه الشعب
الإسرائيلي, مرفوضة ومدانة, ولأن الشعوب ككتل بشرية, ليست كلها مجرمة ومدانة كي
تؤخذ بجريرة مجرمين ومدانين, يعيشون في صفوفها, وتحديداً من إستولوا على قيادتها,
ليمارسوا جرائمهم. وفي حالة الحرب المتوقعة في العراق, فقد أصبح واضحاً وجلياً
أنها تستهدف نظام صدام حسين تحديداً, تماماً كالحرب التي إندلعت في صربيا, بقيادة
نفس التحالف الحالي المناوئ لصدام, فقد كانت تستهدف نظام الرئيس الصربي
ميلوسوفيتش, لذلك كانت الخسائر في صفوف الشعب الصربي وبنيته التحتية قليلة جداً,
لأن ضربات تلك الحرب, كانت منتقاة ضد بنية النظام وقواه القمعية, فما أن أسهمت تلك
الضربات في رفع غطاء الخوف عن الشعب الصربي, حتى خرج للتظاهر ضد الديكتاتور
ميلوسوفيتش بالملايين, فسقط الديكتاتور
ونظامه وتم إقتياده إلى محكمة جرائم الحرب ضد الإنسانية في لاهاي.
لذلك فإن كافة التوقعات , تدلل على أن الحرب القادمة ضد النظام العراقي,
ستكون بنفس الأسلوب, ولن تحدث خسائر ضخمة في صفوف الشعب العراقي وبنيته التحتية,
وذلك للأسباب التالية:
1- من المؤكد أن الضربات العسكرية لن تستهدف التجمعات السكنية المدنية وستركز على مقرات
النظام والبنية التحتية التي يحتمي بها.. بالإضافة إلى القوى الأمنية التي توفر
الحماية له, وكذلك القطعات العسكرية المساندة لها.
2- إن المتوقع حسب الإشارات الواردة من كافة أنحاء العراق, أن الغالبية
العظمى من قوى الشعب العراقي, المدنية والأمنية العسكرية, لن تدافع عن هذا النظام
كما حدث في صربيا.. لأنه يندر أن يوجد بيت عراقي, لم تلحق به خسارة ما, من نظام
صدام حسين, طوال الثلاثين عاماً الماضية, سواء في حملات القمع والتصفيات الداخلية,
أو الحروب التي شنها على جيرانه في إيران والكويت.. والمتوقع مع بداية استهداف
الغارات الجوية مقرات النظام وقواه الأمنية, أن يلقي الجميع أسلحتهم, ويعودوا إلى
قراهم وبيوتهم, بحثاً عن الأمن والسلامة.
ورغم كل هذه الاحتياطات والتوقعات المطمئنة, فمن المهم أن نتحلى
بالموضوعية, والإقرار أن هناك بعض الخسائر التي ستلحق حتماً بصفوف الشعب العراقي,
وبعض بنيته التحتية, لكن المفارقة المطمئنة في هذا الجانب, أن هذه الخسائر إن وقعت
سوف تكون أقل بكثير جداً, من الخسائر المؤكدة التي ستأتي في المستقبل, إن لم يسقط
هذا النظام, لأن استمرار النظام بالمعطيات الحالية التي إستجدت, سيكون قد تم
تجريده من غالبية أسلحته, مما لا يؤهله لشن حروب جديدة على جيرانه في مستقبل قريب,
لكنه سيتفرغ إلى حروبه وتصفياته الداخلية, لإستعادة هيبته التي مُرغت في التراب
فعلاً, بالإضافة إلى أنه في العام الماضي, أعلنت المعارضة العراقية أكثر وأكثر عن
نشاطاتها وفعالياتها المناهضة للنظام, فظهرت إلى العلن الآلاف من الأسماء
والتجمعات والتحركات, بالإضافة إلى إمتداداتها في داخل العراق.. وكل هذه ستكون
مجالاً لملاحقة النظام وقمعه وتصفياته, مما يعني حتماً حسب المعرفة المؤكدة بسيرة
هذا النظام في الثلاثين عاماً الأخيرة, أن خسائر عدم سقوطه, ستكون عشرات أضعاف
خسائر أي حرب تؤدي إلى سقوطه.
مفارقات عديدة .. تلك كانت أهمها.. مما يعني أن سقوط هذا النظام هو أفضل
وأسهل الاحتمالات, وهذا ما يُفسر جرأة بعض العرب في الكويت ودولة الامارات العربية
المتحدة, على الطرح العلني لتنحي صدام حسين في القمتين العربية والإسلامية, وكما
قال وزير الاعلام الاماراتي: » كل الحكام العرب, يتمنون تنحي صدام حسين, لكنهم لا
يملكون جرأة الشيخ زايد للإعلان عن ذلك«.
جريدة (المؤتمر), لندن العدد 341, 14 مارس /آذار 2003
حقائق الأسابيع الأولى من حرب إسقاط الديكتاتور
كشفت الأسابيع الماضية من حرب التحالف الدولي, للإطاحة بالنظام الديكتاتوري
- الدموي في العراق, وتحقيق حرية الشعب العراقي , مجموعة من الحقائق الميدانية
التي تؤكد كل ما قيل وكُتب ورويّ عن هذا النظام المجرم, بحق شعب العراق وشعوبه
المجاورة.. من هذه الحقائق التي عاشها الشعب العراقي في الأسابيع الماضية:
1- أن النظام الصدامي الإجرامي, إستعمل فعلاً النساء والأطفال ليثير غضب
الشارع العراقي على قوات التحالف, فالعملية التي قتل فيها سبع نساء وأطفال على
واحدة من نقاط التفتيش في ضواحي مدينة البصرة, كانت من إعداد رجال النظام, فقد
أجبروا النساء والأطفال على ركوب السيارة والتوجه بسرعة كبيرة, نحو نقطة التفتيش
التابعة لقوات أمريكية, وعدم الامتثال للأوامر الخاصة بتهدئة السرعة قبل وصول
النقطة.. ورجال النظام المجرم, يعرفون أن نقطة التفتيش أيا كانت جنسية جنودها, سوف
تطلق النار حتما على السيارة وركابها.. وهذا ما كان, وأكده علناً وصراحة لشبكة Fox) (News , أحد أقارب الضحايا, وأنه شاهد بعينه, إجبار النساء والأطفال على
ركوب السيارة وتهديد السائق بقتله وقتل عائلته, إن لم ينفذ الأوامر, فانصاع مضحياً
بنفسه فقط, كي لايضحي بنفسه وكافة أفراد عائلته على يد قتلة النظام, ولأنه شاهد
بعينه ما حدث, قدّم نفسه علناً للشبكة الإخبارية, وهو رجل دين معروف في منطقته
باسم الشيخ محمد بكير المهري.. وقد أكد الشيخ أن عدة عمليات مماثلة حدثت بنفس
الأسلوب, ففي حادثة مماثلة قتل رجل بسيارته أربعة جنود من قوات التحالف دهساً,
كي لا يقتله رجال النظام وعائلته, بمن
فيهم طفله القاصر, كما قام حراس علي حسن المجيد (الكيماوي) بقتل رجل آخر, رفض القيام
بعملية مماثلة, لتشويه صورة وسمعة قوات التحالف, وأنها تقتل المدنيين الأبرياء
عمداً على نقاط التفتيش التابعة لها.. وفعلاً كما صرّح الجنرال بروكس: » إن دم
هؤلاء الأبرياء على يد رجال النظام«.
2- إن غالبية سكان المدينة الجنوبية (الناصرية), يكرهون النظام ورجاله
وأساليبه,وما حال دون إنتفاضتهم بسرعة وعلنية شمولية, هو الذكريات المرة التي
يحملونها عن إنتفاضتهم عام 1991 .. وإلا فإنهم يرغبون في الخلاص من النظام خاصة أن
عدداً صغيراً من فدائيي صدام المرتزقة, ممن بقوا في المدينة لمواجهة القوات
الأمريكية, وقد أعلن مواطن اسمه(حسين): » أنهم يريدون فقط التخلص من النظام, ولا
يهمهم من يُنجز هذه المهمة, أمريكا أم بريطانيا, أو أي شخص آخر.. ولكن أغلبهم لا
يصدق أن أمريكا سوف تستمر في فعل ذلك..« وفي قوله هذا إشارة إلى تخلي أمريكا عنهم
في انتفاضة عام 1991, وتوقفها عن دعمهم, مما أتاح استمرار النظام وارتكابه المزيد
من الجرائم.
3- النظرة المحتقرة التي ينظرها الشعب العراقي لرجال النظام خاصة من يطلق
عليهم (فدائيي صدام) فالشعب يعتبرهم من حثالة المجتمع, لأنهم مقابل بعض الامتيازات
لا يتورعون عن قتل إخوانهم وآبائهم, إن طلب منهم مجرمو النظام ذلك, ففي عام 1991, عاثوا فساداً وقتلاً
في مدينة النجف, وقمعوا بالرصاص إحتجاج أهلها على قتل النظام آية الله العظمى
الإمام محمد صادق الصدر وإبنيه, وفي عام 1998, قتلوا المئات في مدينة كربلاء, رداً
على محاولة إغتيال(عزة إبراهيم) أحد مجرمي النظام.. وفي مئات الحالات, قتل النظام
عائلات بكاملها من عوائل رجال المعارضة في الداخل والخارج.. وكل هذه الحقائق, تحدث
بها الآن علناً سكان المدن العراقية, خاصة النجف وكربلاء والبصرة.
4- تأكد فعلاً, وعبر شهود عيان, أن قوات النظام لجأت إلى الأضرحة والأماكن
المقدسة, تطلق منها النار على القوات الأمريكية, كي ترد عليهم وتدمر هذه الأضرحة,
خاصة ضريح الإمام علي(رضي الله عنه), فيثور الشعب عليها.
وقد تأكد ذلك أىضاً من الصور التي بثتها الفضائيات الموالية للنظام, عندما
خرج رجال الدين يطلبون من الجماهير الهدوء وإلتزام بيوتهم, كي لا يجدوا أنفسهم في
خدمة رجال النظام.. وفعلاً تخفى مقاتلو النظام في مقبرة وادي السلام الشهيرة, كما
تأكد أن النظام وضع أجهزة إرسال وبث تلفزيونيه في ضريح الإمام موسى الكاظم, كي
يُدمّر الضريح إن قصفت قوات التحالف أجهزة الإرسال هذه, فالنظام يعرف مدى أهمية
هذه الأماكن للشعب العراقي, وهي أجهزة إرسال خاصة, إستوردها نظام صدام من ألمانيا,
قبل إندلاع الحرب بوقت قصير, كما كشفت جريدة » الرأي العام« الكويتية.
5- الحقيقة التي ما عادت سراً, هي بذاءة قيادة النظام, عبر هذه الشتائم
التي يترفع عن إطلاقها أسوأ البشر, ولما
أصبحت هذه البذاءات دائمة ومستمرة
على ألسنة رموز النظام المجرم مثل الصحاف والحديثي وعزت إبراهيم فهذا يعني أنها سمة من سمات النظام.
6- رغم كل المساعدات الإنسانية التي قدمتها وما تزال, قوات التحالف للشعب
العراقي, ورغم أن أهم مساعدة هي إسقاط
نظام الديكتاتور, إلا أن الشعب العراقي قالها علناً: لا .. لأي حكم أجنبي,
والشعب وحده القادر على إختيار حكومته ونظامه القادم... وأعتقد أن القوى التي
أسقطت نظام الديكتاتور, سوف تحترم ذلك, فهي تعرف أن العراقيين بتاريخهم العريق,
ونضالهم العظيم., لن يقبلوا حكماً أجنبياً مهما كان شكله.
7- الحقيقة الساطعة, عبر السؤال المركزي: لماذا إنفرط جيش النظام وفدائيوه
بهذه السرعة الضوئية? ولماذا لم يواجه الشعب العراقي جيوش التحالف?.. نعم , لأن
جيش النظام لم يكن يحفظ تماسكه سوى الخوف والقمع والموت.. والشعب العراقي, لم يكن
متوقعاً أن يدافع عن الطاغية الظالم.. فما إن هبت رياح الحرية, حتى إنفرط عقد
الجيش النظامي, وخرج الشعب علناً, يرحب بجيوش التحالف, ويهدم تماثيل الطاغية,
ويضربون صوره بالأحذية.. وفعلاً » وما للظالمين من أنصار«!
جريدة (المؤتمر) - العدد 346, 18 أبريل / نيسان2003
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى