إذا كان الصحاف رمزاً عروبياً::بئس هذه العروبة!
صفحة 1 من اصل 1
إذا كان الصحاف رمزاً عروبياً::بئس هذه العروبة!
أخبار لا تصدق... تقرأها عدة مرات, وتشك في نظرك وقدرتك على القراءة.. منها
الخبر, المنشور في جريدة » الحياة« اللندنية, يوم الثلاثاء, السابع والعشرين من
آيار/مايو لعام 2003 . يقول الخبر:
» أعلن نقيب المحامين الأردنيين السابق صالح العرموطي عزمه مقاضاة
الكوميدييين الأردنيين نبيل صوالحة وهشام يانس, بسبب تطرقهما إلى شخصية وزير
الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف.وذلك على هامش تقديمهما بشكل ساخر,
لأكاذيب الصحاف ومبالغاته أثناء الحرب على نظام صدام حسين البائد, وذلك في مسرحيتهما » هلوسات وعلوج«.
المضحك المبكي في الخبر أنه صادر عن نقيب محامين سابق, أي أنه يُفترض فيه
أن يعي أكثر منا نحن المواطنين البسطاء, الذي لا نجيد أكثر من (فكّ الخط), أن نقد
الأخطاء والسلبيات حق مشروع لكل مواطن, وهو لا يختلف مطلقاً عن النقد المتواصل
الذي كان يوجهه هو وزملاؤه, للعديد من أوجه الحياة السياسية الأردنية, ومنها
التعرض بالنقد الحاد لرؤساء وزارات أردنية, وهم بلا شك أكثر رصانة واحتراماً من
محمد سعيد الصحاف, فهل يقبل النقيب السابق, لو قاضاه أحد المواطنين على تعرضه
بالإساءة والنقد لرموز سياسية عربية?!.. ومن ناحية ثانية, ما هي المقاييس التي
إستند النقيب السابق , إليها في اعتباره محمد سعيد الصحاف رمزاً سياسياً قومياً
عربياً?!..
وفي الأساس, هل الرموز السياسية فوق النقد?.. وهل هي شخصيات أنبياء مرسلين
من الله تعالى, حتى لا يجوز نقدهم, والتعرض لأخطائهم وأكاذيبهم وسخافاتهم كما في
حالة الصحاف(بالصاد وليس بالسين)..
مصيبة عظمى, عندما تمارس شخصيات قانونية حقوقية , هذا القدر من التضليل
لعقولنا والتشويه لحياتنا.. وهذه (القداسة) الكاذبة, سبق لآخرون أن أسبغوها على
رموز أخرى .. فجمال عبدالناصر.. ومعمر القذافي.. وحافظ الأسد... وغيرهم.. كانوا
وما زالوا عند البعض رموزاً عربية, لا يجوز إنتقادهم, ومع ذلك قام الكثيرون بنقدهم
وبيان أخطائهم وسلبياتهم وقمعهم.. ولشهور قليلة مضت, كان صدام حسين رمزاً عروبياً,
ومجاهداً إسلامياً, لكن أسقطه - بلا أسف - العلوج الأمريكان,فنكتشفت حياة ومسيرة ذلك الرمز, التي لم يجد العراقيون
وسيلة للتعبير عن دمويتها وجرائمها سوى الأحذية!.. وهل هذه الرموز المصطنعة..
تساوي شيئاً أمام شخصية صلاح الدين الأيوبي أو الظاهر بيبرس, ومع ذلك, وُجد في
عصرهما من إنتقد جوانب من حياتهما
وسياساتهما, ولم يتعرض له أحد بالمساءلة والمحاكمة.. ماذا حصل في حياتنا وفهمنا
الآن?.. محمد سعيد الصحاف(الرمز السياسي العروبي) حسب تقييم نقيب المحامين السابق,
أشبعنا أكاذيب ومبالغات, يستحق أن يحاكم عليها الآن بتهمة(التضليل) المتعمد للعرب
جميعاً.. وها هو الآن, كما تؤكد أنباء موثوقة, يعيش خائفاً خجولاً في منزل خالته
بشارع فلسطين في بغداد, بعدأن رفض العلوج إعتقاله, وهم يسيّرون دوريات حول منزل
خالته لحمايته ,فهكذا (مهرّج) يستحق الحماية!
ليت السيد النقيب السابق, يقرأ كتاب المخرج الأمريكي المشهور(مايكل مور)
الذي صدر قبل شهور قليلة بعنوان » رجال بيض أغبياء«, وتعرض فيه بالنقد الحاد
الجارح لرمز البيت الأبيض, جورج بوش.. ورغم ذلك. لم يحاولوا في البيت الأبيض
محاكمته, أو سحب ترشيحه لجائزة الأوسكار, وحصل عليها قبل حرب الإطاحة بديكتاتور العراق
بأسابيع.. وعند تسلمها, قال علناً وهو على المسرح...(بوش .. عليك العار)! بهذه
الطريقة ينتقدون ساستهم , لذلك يتقدمون..
ونحن نصنع أصناماً ورموزاً من شخصيات لا تستحق, لذلك نتأخر.. ونتخلف... ومن المهم
التذكير برد الممثل الكوميدي نبيل صوالحة على نقيب المحامين السابق.. قال صوالحة
في الخبر ذاته المشار إليه في مطلع هذه المقالة.. » أعمالي هدفها تجسيد الواقع بكل
مآسيه على قاعدة السخرية من أوجاعنا, لا الشماتة بها.. والعرموطي ليس أكثر حرصاً
مني على الشعب العراقي, كما أنه ليس أشد وطنية من سواه.. وإذا أراد الشهرة فليبحث
عن طريقة أخرى لا تقوم على الإتهام ونفي الآخر« .. صدق نبيل صوالحة, وأصلح الله
أحوالنا, لتكون أكثر نُبلاً.. وآمل أن لا يكون في مقالتي هذه, ما يبرر ملاحقتي
قضائياً.. ولكنني مطمئن لسببين: الأول, هو أن السيد العرموطي, لا يستطيع ذلك, فأنا
كمواطن نرويجي من (بئر السبع), لا يسمح القانون النرويجي بهذه الملاحقة
القانونية.. أما من ناحية الصحاف, فهو لن يقرأ هذه المقالة في مخبئه في بيت
خالته!.. والله المستعان!
مجلة (شيحان) -الأردن العدد972,
7يونيو/حزيران2003
الديكتاتور رويئاً
حاول أكثر من رئىس وحاكم عربي, ممن وصلوا إلى السلطة عبر الإنقلابات
العسكرية, ممارسة مهنة الكتابة, سواء هم الذين كتبوا فعلاً, أو وجدوا من كتب لهم,
وكتبة(السلاطين) كُثر في بلادنا. ومن النماذج التي عُرفت وقرئت:
- جمال عبدالناصر, الذي تولى السلطة عقب إنقلاب عام 1952 في مصر, وحتى
وفاته عام 1971, فقد أصدر عقب نجاح إنقلابه كُتيباً صغيراً بإسم (فلسفة الثورة),
تم الترويج له بشكل واسع, وسرت في مصر آنذاك معلومة مفادها, أن الكاتب الحقيقي
لهذا الكتيب, هو الصحفي والكاتب المصري المشهور محمد حسنين هيكل.
-معمر القذافي, الذي تولى السلطة في ليبيا عقب إنقلاب عام 1969, وما زال في
السلطة حتى هذه اللحظة, وقد أصدر أولاً كتيباً صغيراً, أطلق عليه(الكتاب الأخضر),
وقد سرت معلومة في الشارع الليبي تقول أن الكاتب الحقيقي له, هو الكاتب السوداني
أبو بكركرّار... وقد أعقب ذلك, فأصدر العقيد ما أسماه مجموعة قصصية, أطلق عليها
اسم(القرية.. القرية... الأرض... الأرض... أو إنتحار رائد الفضاء), وقد وجدت هذه
المجموعة من روّج لها بفعالية, خاصة في القاهرة, حيث تبارت أسماء مشهورة ومعروفة
للكتابة عنها, وتطبيق غالبية نظريات القصة
القصيرة عليها, إلى حد أن عُقدت آنذاك ندوة علنية حولها, لأسماء نقدية بارزة,
وشارك في الندوة العقيد القذافي عبر الأقمار الصناعية.
وجاء دور صدام حسين
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى