عراق الاحباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_10

اذهب الى الأسفل

الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_10 Empty الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_10

مُساهمة من طرف Admin الأربعاء أبريل 16, 2008 4:20 am

قصص عن تجارب مروعة يرويها
السجناء السياسيون






محكمة الثورة: النازل » مؤبد«
والصاعد » إعدام« والتعذيب» حفلة« يحضرها الجميع



السليمانية : شيرزاد شيخاني






قصص تراجيدية توثق لحقبة مليئة
بالهموم تللك التي رواها عدد من السجناء السياسيين السابقين في العراق ل¯» الشرق
الأوسط«, في لقائها بهم بمقر جمعيتهم الذي يقع بأحد الأحياء الشعبية في
السليمانية, في دار سكنية قديمة إهترأت جدرانها ,وزال طلاؤها بفعل الرطوبة. فالدار
شيدت على طريقة البناء القديمة السائدة في الأربعينيات, حيث عدد من الغرف المصفوفة
جنباً إلى جنب, تطل على حديقة صغيرة دائرية الشكل في العادة بفضاء مفتوح.






هذه الجمعية التي تأسست عام
1992 بعد خروج كردستان من سيطرة النظام العراقي السابق, تضم الآن 2578 عضواً من
الجنسين. بادرت الجمعية مع خروج قوات النظام من مدينة كركوك, إلى تحويل مبنى (أمن الكرامة) الذي شهد قصصاً
ماسآوية لآلآف المواطنين من العرب والكرد والتركمان المعارضين للنظام , إلى
مقر لجمعية السجناء السياسيين فرع كركوك, وهي بادرة تشبه
تلك التي قامت بها بلدية السليمانية, بتحويل أحد معسكرات الجيش داخل المدينة إلى
متنزه عائلي سمته » بارك الحرية«, وشيدت داخلها مدينة ألعاب للأطفال الذين حرموا
منها لعقود طويلة من الزمن. وصادفت » الشرق الأوسط« وهي تدخل مقر الجمعية إنعقاد
إجتماع لأعضاء الهيئة الادارية لمناقشة نص المذكرة التي تعدها الجمعية, لرفعها إلى
الأمين العام للأمم المتحدة ودول التحالف, تسجل من خلالها شكرها العميق للجهود
التي بذلتها قوى التحالف لإسقاط نظام الرئيس العراقي, وتطالب بتعقب مجرمي الحرب
العراقيين, وإنشاء محكمة دولية لمعاقبتهم على الجرائم التي ارتكبوها أثناء حكم
نظام صدام ضد العراقيين«.وبعد إنهاء الاجتماع تحدث جلال محمد الذي اعتقل في
اكتوبر(تشرين الأول) 1985 ,على خلفية الإضطرابات التي شهدتها السليمانية بعد
التظاهرات الإحتجاجية ضد السلطة ليسرد القصة التالية:» في السابع عشر من ذلك الشهر
فرض حظر التجول الكامل على المدينة, وقامت قوى الأمن والمخابرات والجيش بتمشيطها
بحثاً عمن يعتبرونه مشتبهاً فيه بالتعاون مع القوى الكردية الثائرة على جبال
كردستان. وكانت بحوزتهم قوائم بأسماء المطلوبين للقبض عليهم, ولم أكن أعرف أنني من
ضمن المطلوبين , وحين داهمت القوة منزلنا طلبوا مني إبراز هوية, فأعطيتهم هوية
الدائرة التي أعمل فيها, لكنهم لم يعترفوا بها وطلبوا إبراز دفتر الخدمة العسكرية,
فأعطيتهم, وكنت مؤجلاً من الخدمة العسكرية, لأن الدائرة انتدبتني للوظيفة لحاجتها
إلي خدماتي وفق قرار من مجلس قيادة الثورة, لكنهم طلبوا مني مرافقتهم إلى السيارة,
فصعدت ولم أجد نفسي إلا وأنا داخل
مديرية الأمن العامة بالمدينة. قبل إجراء
أي تحقيق معنا, وزعونا على ثلاثة مجاميع...






قسم (أ) ويعني الإعدام ثم قسم
(ط) ويعني التسليم لقسم أمن الطوارئ, وأخيراً قسم (م) ويعني المتفرقة.. ولحسن حظي
كنت ضمن » المتفرقة« وكنا بحدود 25-30 شخصاً حولونا إلى أمن السليمانية. هناك
مارسوا ضدنا شتى أنواع التعذيب الجسدي. كانوا يجمعوننا داخل ساحة المديرية ويرش
أحد أفراد الأمن الماء علينا بخرطوم للمياه وثمانية آخرون ينزلون علينا ضرباً
بالأسلاك الكهربائية (الكابلات ) الثقيلة.. وكانت هذه حصتنا اليومية التي دامت نحو
شهر ونصف. ثم ساقونا إلى قسم الطوارئ بالأمن ومن هناك إلى الهيئة الخاصة بكركوك,
ثم إلى دائرة الاستخبارات العسكرية على رغم أننا لم نكن عسكريين.






ويواصل جلال محمد حديثه مشيراً
إلى أن أساليب التعذيب الجسدية, كانت تشتد وتقسو كلما قطعوا مرحلة من التحقيق. ففي
أمن السليمانية كان التعذيب أخف من قسم الطوارئ.. وهكذا كلما صعدوا في مراتب
الأجهزة الأمنية, إشتد التعذيب عليهم بضرواة. وانتهت قصة جلال محمد بإحالته
إلى محكمة » الثورة« التي كان يترأسها
عواد البندر المعروف بقساوته وسط المعارضين العراقيين, ثم ليخرج إلى النور ثانية
بعد صدور قرار العفو العام في 8/9/1988 ك¯» مكرمة« من الرئىس المخلوع بمناسبة
إحتفالات النصر على إيران في الحرب العراقية الايرانية.






وتحدث جلال محمد عن المحاكمة
التي أحيل إليها, وهي محكمة (الثورة) السيئة الصيت, فقال : المحكمة كان يترأسها
عواد البندر وهو رجل عسكري ومعه اثنان آخران من رتب عسكرية, وهناك مدع عام, وما
كنا نعتبره محامياً منتدباً من قبل الحكومة, لكنه كان أحد الأفراد التابعين
للسلطة, لأنه كان يشارك أعضاء المحكمة بإلباس التهمة علينا, سألناه : كيف?






أجاب: كان» دفاع هذا المحامي,
لا يخرج عن ترديد بضع كلمات مع كل متهم
يحال إلى هذه المحكمة وهي » سيدي الرئىس.. هذا المتهم قد أخطأ بحق الثورة
والوطن,ونطالبكم الرأفة به وإعطائه فرصة أخرى لخدمة الثورة والقائد«! .






قلنا له: وأنت ألم تسألك
المحكمةعن تهمتك أو إذا أردت أن تقول شيئاً? قال: أنا لم أكن أجيد التحدث باللغة
العربية... كنت أفهم ما يقولون لكنني أعجز عن التعبير بالعربية فانتدبوا لي
مترجماً من عندهم. لكني لاحظت أن هذا المترجم كان يحرّف أقوالي أثناء الترجمة...
فسلمت أمري إلى الله لأني كنت أعرف بأن كل شيء مرتب مسبقاً, والله قد ستر علي
عندما نطق رئىس المحكمة بالحكم المؤبد, ثم خرجت بقرار العفو.






وروى هذا السجين قصتين عن
عمليات الاعدام التي كانت تجري في سجن » أبو غريب« الرهيب قائلاً: كان في هذا
السجن قسم للأحكام الخاصة وهو مجاور لقاعة المحكومين بالمؤبد... شاهدت في أحد
الأيام فتى يافعاً يدعى » بوتان«, وكان يدرس في الصف الثاني متوسط, جاءوا به في
حالة مزرية جداً. من كثرة تعرضه للتعذيب نسي إسم أمه.. أعدموه وهو لم يتذكر إسمها,
كما أنه لم يكن يعرف النطق بكلمة عربية واحدة, ولا أدري كيف تم إستجوابه لينال
عقوبة الاعدام. والثانية هو ما رواه عن أيام الرعب التي شاهدها أثناء سجنه في »
أبو غريب« حيث قال: » في الأيام التي كانت سلطات السجن تنفذ فيها حكم الإعدام,
كانوا يبدأون بتشغيل مضخات المياه, وكانوا يريدون بذلك خنق صوت المعدومين عنا حتى
لا نسمع هتافاتهم أو صيحاتهم... وكنا كلما سمعنا صوت تشغيل هذه المضخات, نعرف بأن
هناك وجبة ستعدم اليوم«.وتبدأ قصة خسرو صالح عبدالله 42 سنة, بنفس التفاصيل التي
مر بها الآخرون في مراحل التحقيق والإحالات, حيث ذكر أنه عند دخوله لأول مرة إلى
غرفة التحقيق, وجد فيها أحد رفاقه في التنظيم(الاتحاد الوطني) معلقاً عارياً على
السقف والدماء تنزف منه... فقالوا له: هذا قد إعترف عليك ولا مجال لك للإنكار...
وأضاف إتهموني هناك بأنني جئت إلى السليمانية للقيام بإغتيالات, لكنني أنكرت ذلك
فبدأوا حفلاتهم للتعذيب, ضرباً في البداية
إلى مرحلة إستخدام الكهرباء.... وكان هذا أشد أنواع التعذيب قساوة وبشاعة. علقوا
سلكاً كهربائياً عادياً على عضوي الذكري,ثم جاءوا
بقضيب يبلغ طوله حوالي نصف متر, وكان هذا يوجه شحنات كهربائية عالية بثلاث
درجات.. كلما أصررت على الانكار كانوا يزيدون من درجة شدته حتى تخور قواي, ثم
يوقظونني مرة أخرى لمعاودة التعذيب, وفي مرحلة أخرى تصاعدية أىضاً جاءوا بإمرأة
مسنة وقالوا هذه أمك فإذا لم تعترف سنغتصبها أمامك... لكنني شككت فيها وبدت لي
بأنها إحدي المتعاونات معهم, وطلبت منهم أن يرونني إياها, لكنهم رفضوا ذلك وزادوا
من تعذيببهم بعد أن عرفوا أن هذه الكذبة لم تنطل علي.






يتذكر هذا السجين وهو يصف هذه
الواقعة ما تعرض له آخر زميل له في المعتقل, عندما جاءوا بأخته الصغيرة وهي تدرس
في الصف الثالث المتوسط, وأوقفوها عارية تماماً أمامه طالبين منه الإعتراف تحت
تهديد إغتصابها فلم يقاوم هذا حتى إستسلم
لإرادتهم, وألبس نفسه التهمة مضطراً.يصف محمد أحمد محمد, 48 سنة, قاعة الثورة
بالقول: كانت قاعة صغيرة إلى حد ما, يجلس فيها من 10 - 12 شخصاً معظمهم بملابس
عسكرية, وعلى رأسهم عواد البندر. هناك أبلغوني بأنهم إنتدبوا لي محامياً يدافع
عني. سألناه: هل رأيته في المحكمة? أجاب: بالطبع. فطوال مرحلة التحقيقات ,لا ترى
غير المحققين .. حتى عندما كانوا ينقلوننا من مكان إلي آخر لاستكمال التحقيقات
كانوا يشدون عصابات سوداء على عيوننا ولا نعرف إلى أين نحن متجهون.






ويضيف: بعد أن حاكموني بنصف
ساعة فقط, علقوا المحكمة للاستراحة ومن ثم النطق بالحكم. فأمر رئىس المحكمة
بانزالي إلى الغرفة التي كانت في الأسفل... حينها علمت بأنني نجوت من الاعدام. فإذا
كان حكمك مؤبداً أو سجناً ينقلونك إلى الغرفة السفلى ,ويتركونك تتحدث مع الآخرين
الذي ينتظرون في تلك الغرفة مثلك لدخول قاعة المحكمة, وإذا كان حكمك بالاعدام
فيعزلونك في غرفة عليا وحيداً بإنتظار نطق الحكم.وهكذا عدت إلى قاعة المحكمة نطق
البندربالحكم المؤبد.






أما صديق كريم, 35 سنة, فقد تم
إعتقاله في عام 1986 ,وهو لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره, ويقول عن سبب إعتقاله:
مجرد تقرير رفعه أحد وكلاء الأمن ضدي.ويرينا أصابع يديه قائلاً: أُنظر لقد إنتزعوا
أظافري وما زالت آثارها باقية إلى اليوم.






وسألناه: ولكن ما كانت تهمتك وأنت
بمثل هذا السن? أجاب: اتهموني بأنني أنقل الرسائل إلى البشمركة. وكانت المادة التي
أرادوا تطبيقها علي هي الإعدام. لكنهم خففوها إلى السجن المؤبد لصغر سني, فخرجت
بقرار العفو عام 1988 .






وقلنا له: هل تتذكر أولئك الذين
عذبوك? قال: نعم كان على رأسهم ملازم محسن(فلسطيني الأصل), كان أحد الضباط
المعروفين بقسوته الشديدة على شباب مدينة السليمانية, وكان مخولاً بصلاحيات
الإعدام في الشوارع, وأنزل العديد من هذه الأحكام لمجرد رؤيته بعض الشباب
الملتحين, ويواصل: كما كان هناك المفوض علاء, وهذا قُتل في الإنتفاضة, عندما هاجمت
الجماهير مبنى الأمن في المدينة,وهناك غيرهم كثيرون كانوا لحسن حظهم مجازين عند
إندلاع انتفاضة المدينة, , وإلا فقد كنا نترصدهم للانتقام.






كمال محمد, 40 سنة, أمضى سنتين
داخل سجن المخابرات ببغداد دون أن يرى واجهته. فقد نقل إلي هناك معصوب العينين
وخرج منها معصوب العينين أىضاً. وقال بعد سقوط صدام شاهدت على الفضائية مقر
المخابرات الذي سجنت في إحدى غرفة.






ويضيف: كنت أحد القلائل الذين
مروا بهذا الجحيم المستعر.. ففي داخل هذه البناية كانت» حفلات« التعذيب قائمة على
قدم وساق في سراديبها المظلمة... وهي من شتى الصنوف التي لا تسمع بها حتى في
الأفلام. كانوا يحلقون رؤوسنا بالموسى ومن ثم يثقبون الجلد بإبر غليظة ويرشون
الملح عليه. وأساليب تعذيب أخرى رهيبة منها الخازوق الذي مات به ثلاثة من نزلاء
المعتقل.






سألناه: كيف خرجت إذن من هذا
الجحيم? فقال: كنت أعرف أنني إذا قاومت التعذيب ولم أعترف, فإنهم سوف لن يستطيعوا
إلباسي التهمة التي يريدون. ويبدو أنني كنت قوياً ولهذا صمدت حتى أحالوني إلى
الأمن العام, وهناك محكمة الثورة التي أصدرت حكمها بالسجن المؤبد. وكنت »
محظوظاً«.









جريدة(الشرق الأوسط), لندن 21
أبريل/نيسان 2003
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 102
العمر : 47
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008

https://nahrwan.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى