الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_12
صفحة 1 من اصل 1
الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_12
جنود أميركيون يعثرون داخل مآوي
كلاب في حي بغدادي على 112 مليون دولار أخرى ووثيقة مختومة من صدام و 5 وزراء
بغداد: ديفيد زوكينو*
عثر جنود أميركيون أول من أمس
على مبلغ 112 مليون دولار أميركي, نقداً,مخبأة في صناديق داخل سبعة مآو للحيوانات,
لتصل إلى 768 مليون دولار جملة المبالغ النقدية التي عثر عليها مخبأة خلال الأيام
الأخيرة في حي سكني ببغداد تكثر فيه القصور والمباني الفاخرة وحدائق الورود, وهو
حي كان يسكنه في السابق كبار مسؤولي حزب البعث والحرس الجمهوري. وقال ضباط
أمريكيون أن هذه الأموال تركها فيما يبدو كبار المسؤوليين العراقيين قبل فرارهم من
العاصمة عند دخول القوات الأميركية, إذ أنهم عجزوا كما هو واضح عن حمل كل الأموال
التي كسبوها.
وصرح مسؤولون أميركيون بأن
محققين إكتشفوا سحب مبلغ مليار دولار من بنك الأردن المركزي, مما أدى إلى تكهنات
بأن هناك مبلغ 200 مليون دولار لا يزال مخبأ في هذه المنطقة التي تقع إلى
الشرق من القصر الرئاسي لصدام حسين.
وفيما رفض المسؤولون التعليق
على سبب سحب هذا المبلغ في الأردن,أو تحديد الجهة التي سحبته, فإن إقفال مآوي
الحيوانات التي خبئت فيها هذه المبالغ, تحمل بعض الأدلة, إذ أنها تحمل توقيع اللواء محمد إبراهيم من
قوات الحرس الجمهوري بتاريخ 20 مارس(آذار ) الماضي, أي نفس اليوم الذي بدأ فيه
الغزو البري الأميريكي للعراق.
وعثر داخل واحد من هذه الصناديق
علي ورقة من فئة المائة دولار أميركي, جرى ختم هذه المبالغ بأمر من صدام حسين في
16 مارس بحضور الخمسة الآتية أسماؤهم, وتحت العبارة الأخيرة ظهرت توقيعات خمسة من
وزراء حزب البعث.
وكما هو الحال عندما عثر على
المبالغ النقدية, التي جملتها وصلت إلى
656 مليون دولار, فإن المبالغ التي عُثر عليها أول من أمس, كانت مرصوصة بعناية
داخل صناديق ألومنيوم, مطلية بالزنك ومختومة بشريط أزرق قوي وأختام خضراء اللون ل»
بنك الأردن« .
ويظهر على الشريط الموجود على
أقفال باب الأكواخ ,التي خبئت داخلها هذه المبالغ, تاريخ 20 مارس, وتوقيع اللواء
محمد ابراهيم, وتوجد داخل أحد الصناديق ورقة وقع عليها مسؤولون عراقيون تؤكد إيداع
مبلغ 4 ملايين دولار في الصندوق بتاريخ 5 فبراير (شباط) 2002 .
وأفاد مسؤول أميركي, أنه يعمل
مع الجهات المعنية لتحديد ما إذا كانت هذه الأوراق المالية مزورة, فيما أكد
مسؤولون آخرون أن هذه المبالغ ستسلم للحكومة العراقية الانتقالية قيد التشكيل
الآن. ويعتقد بعض الضباط أن المبالغ المالية التي عثر عليها,عبارة عن ثمن النفط
الذي اشتراه الأردن من العراق, مخالفاً بذلك نظام العقوبات الإقتصادية الدولية
الذي كان مفروضاً على العراق.
يُشار إلى أن مبلغ ال¯ 112
مليون دولار, الذي إكتشف أول من أمس قد عثر عليه من قبل جنود إحتياط تابعين للواء
354 للشؤون المدنية الذي كان قد إنتقل لتوه إلى قصر بأحد أحياء بغداد الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجله. ولاحظ الجنود خلال جولة لهم
داخل القصر أبواب مآوي الكلاب داخل جزء به أسوار إلى جانب حديقة للورود أقفلت
بالاسمنت, وبعض الحواجز المعدنية .وقال العقيد جو جينكينز, وهو ضابط مشاة
البحرية(المارينز), أن جميعهم فكر في نفس الشيء, عندما شاهدوا هذا المنظر ,لأنه
كان لافتاً للأنظار ولم يكن مألوفاً بأية حال, كما قال رون تشابمان, عضو لواء
الشؤون المدنية الذي وصل بغداد يوم الاثنين الماضي, للمساعدة في جهود المساعدات
الانسانية وإعادة التعمير, أنهم سمعوا مسبقاً بأنه قد جرى العثور على مبالغ مالية ضخمة
في هذه المنطقة.
وكان الجنود يتحدثون داخل منطقة
أغلقتها قوات الشرطة العسكرية الأميركية ,فيما بدأ قسم التحقيقات الجنائية
العسكرية, التحقيق مع ستة جنود أميركيين حول إختفاء مبالغ لم يكشف عنها, ومن بين
الجنود الستة, وهم يتبعون للفرقة الثالثة للمشاة, أربعة كانوا يخضعون أصلاً
للتحقيق في اختفاء مبلغ 900 ال دولار عُثِر عليها لاحقاً, وهي من المبالغ التي
عثر عليها مخبأة في الأكواخ, إذ عثر على 600 ألف دولار من هذا المبلغ مخبأة في
مبرد داخل واحدة من الشاحنات, التي أُستخدمت لنقل مبلغ ال¯ 656 مليون دولار إلى
مطار بغداد الدولي يوم الجمعة الماضي, وإستعاد المحققون أيضاً المزيد من رزم
الأوراق المالية من فئة ال¯ 100 دولار, في نفس الحي وهي أصلاً من المبالغ التي كان
قد عثر عليها الجنود الأميركيون قبل أربعة أيام, إلا أن المحققين رفضوا الإدلاء
بتفاصيل حول هذه المسألة.
وكان المتهمون, الذين قاموا إما
بحراسة هذه المبالغ, أو بوضعها على متن الشاحنات. قد إطلعوا على حقوقهم كمتهمين
ولكن لم توجه اليهم تهمة محددة بإنتظار إجراء المزيد من التحقيقات. وقال ضباط أن
المتهمين سيواجهون في حال إدانتهم عقوبات تتراوح بين فقدان الرتبة أو قضاء عقوبة
في السجن العسكري.
وكان الجنديان دانيال فان ايس
وكينيث باف, من الفوج 64 المدرع التابع للكتيبة الرابعة, أول من كشف وجود مبلغ 32
مليون دولار مخبأة في أكواخ يوم الجمعة الماضي, مما قاد إلى العثورعلى المزيد من
المبالغ المالية النقدية. ولم يكن الجنديان المذكوران من المشتبه فيهم , بل ساعدا
على الكشف عن المبالغ التي عثر عليها مخبأة أول من أمس.
وبعد إبلاغهم عن كشف المبالغ
الأخيرة, أمّن أفراد وحدة الشؤون المدنية أربعة من الصناديق المخبأة التي كانوا قد
هشموها للتأكد من محتوياتها , ثم أبلغوا في وقت لاحق الشرطة العسكرية التي أغلقت
الموقع. واستدعى القادة العسكريون قائد الفرقة الجنرال ميجور بوفورد بلاونت, الذي
يتخذ من القصر الرئاسي السابق مقراً له, لعقد مؤتمر صحافي, وفي حضور بلاونت وأفراد
الشرطة العسكرية كسر كل من السيرجنت فان ايس وباف الأختام التي أغلقت بها الصناديق
الستة المتبقية مساء أول من أمس.
وتقدر مساحة فتحات المآوي التي
خبئت داخلها المبالغ بحوالي 3 أقدام مربعة وقد كانت مغطاة بحوالي ثماني بوصات من
الحواجز المعدنية والإسمنت. وكان الاختيار قد وقع
على الجنديين فان ايس وباف, لأن المطرقة والقضيب المعدني اللذين أُستخدما
في فتح صناديق الألمنيوم كانا موجودين في شاحنتهما, وهي نفس الشاحنة التي يُعتقد
أنها فقدت يوم الجمعة, عندما أستخدمت لتوصيل المبالغ المالية التي عثر إليها إلى
مطار بغداد الدولي لحفظها هناك.
وعلى الرغم من التعليمات التي
صدرت بوقف التفتيش عن الأموال المخبأة, فإن إكتشاف المبالغ الأخيرة أول من أمس أدى
إلى إرسال المزيد من الجنود في جولات تفتيش في شوارع نفس الحي بحثاً عن مآوي
الحيوانات, أو أكواخ أخرى أو أي أماكن أخرى ,من
المحتمل أن يكون المسؤولون العراقيون السابقون خبأوا فيها مبالغ مالية
كبيرة. ولوحظ أن أعداد الجنود الذين يعملون على تمشيط هذه المنطقة بحثاً عن أي
أموال أخرى مخبأة قد إزدادت بعد مغادرة الشرطة العسكرية.
* خدمة لوس أنجليس تايمز«
خاص ب¯ » الشرق الأوسط «
جريدة (الشرق الأوسط), لندن 24
أبريل/نيسان 2003
طفلة ولدت في السجن تكتشف بعد
21 سنة
حقيقة إختطاف وإعدام والديها
علي أيدي سلطات صدام
بغداد: بيتر فين *
في نوفمبر(تشرين الثاني) 1981
,إختفت طالبة الطب عواطف الحمداني, 22 سنة, مع زوجها علي ناصر. كانت عواطف حاملاً
وفي 6 يونيو(حزيران) 1982, ولدت بنتاً أسمتها (دعاء) في سجن الرشيد للنساء ببغداد.
وسلمت السلطات الطفلة إلى أقارب عواطف, وفي سبتمبر (أيلول) تم تنفيذ حكم الإعدام
شنقاً بها بعد مضي شهر واحد على إعدام زوجها في سجن آخر. سُلمِِّت الجثتان إلى
عائلتيهما لدفنهما, وكان ذلك في نظر العائلتين رحمة: فقد عرفتا أخيراً أنهما ماتا.
بين عامي 1979 و 1982 ,لحقت عائلة عواطف الكبيرة كوارث رهيبة كثيرة. وهذه العائلة
الشيعية الثرية التي فيها الكثير من الأطباء والمهندسين قد دارت الشكوك حولها من
أنها تخفي بعض المتعاطفين مع الثورة الإسلامية الإيرانية, بعد وصول صدام حسين إلى
الرئاسة واندلاع الحرب مع إيران. ونتيجة لذلك إختفى ثمانية من أفراد عائلة عواطف
بمن فيهم أخوها (رافل) بعد أخذهم من قاعات دروسهم أو من مواقع عملهم, أو من
الشوارع من خلال أجهزة الأمن السرية. من جانب آخر ظلت السلطات العراقية, ترفض
الكشف عن مصيرهم وجاء الجواب عصر السبت الماضي: مات على الأقل سبعة من الثمانية إذ
أعدمهم النظام المخلوع. وقال عادل سلمان الكاشائي عم عواطف الذي إختفى إبنه منذ
سنة 1981 ,حينما كان طالباً في المدرسة الثانوية, وهو الوحيد بين الثمانية الذي قد
يكون مازال حياً » الآن لدينا الحرية والدموع«.
لقد ظلت هذه العائلة لأكثر من
20 سنة ممزقة بين النسيان والأمل ,وظلت تنتظر ظهور الحقيقة وسماعها, فدعاء على
سبيل المثال لم تعرف أبداً أي شيء عن مصير أبويها حسبما قال أفراد العائلة, فهي
تظن أن جدها وجدتها هما أبواها. لكن عادل قال إنها يجب أن تعرف الآن الحقيقة. لقد
كسر سقوط نظام صدام صمتاً رهيباً في العراق. فعبر كل أنحاء الوطن راح أقارب المختفين يتكلمون عن أحبائهم للمرة الأولى,
مسترجعين ذكرياتهم عن الرعب الذي عاشوه ومشاعر العجز الكلي تجاه دولة, تمتلك كل
القوة قادرة على نهش ضحاياها, لأية إشارة إحتجاج واهية, تصدر عنهم ومجبرة من بقي
من عوائلهم على الصمت المطبق. كان مازن سلمان الكاشائي إبن عادل قد اختفى مع معظم
طلاب صفه في نوفمبر(تشرين الثاني) 1981, بعد أن كتب واحد منهم شعارات معادية
للحكومة على السبورة. وتم الإبلاغ عن إعدام سبعة من هؤلاء الطلاب في فترة
الثمانينيات, أما بقية الطلبة البالغ عددهم 56 بمن فيهم (مازن )فما زال مصيرهم
مجهولاً. وحسب المنظمات المعنية بحقوق الإنسان هناك ما لا يقل عن 300 ألف شخص
مفقود ,لكن البعض يخشى أن يكون هذا الرقم متواضعاً. وهذا يتضمن الناس الذين قُتلوا
قبل 25 سنة, وبعضهم أُخرج في الليلة التي تلت إختراق القوات الأميركية دفاعات
بغداد. وقالت إقبال سلمان الكاشائي الذي فُقد زوجها علي إبراهيم السعدي منذ عام
1982 » كان شيئاً خطراً جداً أن تسأل عن ذلك فقد يأخذون أفراداً آخرين من عائلتك«.
وفي السجون والمقابر ومكاتب الحكومة, تجد الآن دائماً حشوداً من الناس, يطوفون
داخل حجراتها وفناءاتها ,وفي أىديهم معاول وفي صدورهم آمال زائفة بأن أحباءهم ما
زالوا موجودين في أقبية سرية يمكن فتحها بالحفر المستمر. وهؤلاء الناس منتشرون في
الكثير من مواقع المدينة: تحت معابر الشوارع وتحت بوابات بغداد. قال بسمان جواد
عباس الذي كان يتجول بلا هدف حول سجن » أبو غريب« الواقع عند أطراف بغداد بحثاً عن
أخيه كنعان الذي أُعتقل سنة 1985 » قد يكونون تحت هذا المكان... علينا أن نحفر«.
ردد جملته الأخيرة خارج قاعة الإعدام. وهناك توجد مجموعة من الزنزانات ومشنقتان.
قال عباس: » أطلب من الأمريكيين أن يأتوا مع أجهزة خاصة«..وفي جزء آخر من السجن
,تكشف الأرضية آثاراً لخمسة قتلى من بين ثمانية, تم إعتقالهم في بيوتهم في 10
أبريل (نيسان), في نفس يوم دخول القوات
الأميركية إلى بغداد. ومن بين هؤلاء الخمسة كان هناك إثنان يمتلكان هواتف مربوطة
بالأقمار الصناعية ,لاستخدامها في الاتصال بأطراف المعارضة حسبما قال أقاربهم,
ويبدو أن الحكومة العراقية قد اكتشفتهم حينما كانت في حال إنسحاب كامل, ولعل هؤلاء الخمسة هم من بين آخر
ضحاياها كما يظن إخوة الضحايا. وعُثر على جثث الثمانية وقد غطيت وجوهها بأكياس
,وربطت أذرعها إلى الخلف بحبل, وفي رأس كل منها طلقة. كان عايد حسن , 30 سنة,
يراقب في وقت كان أبناء عمه يسحبون جثة من الأرضية, وقد غطوا أنوفهم بأوشحة
للتخفيف من الرائحة المنتنة التي غلفت المكان, لكن أخاه مهدي الذي كان واحداً من
الثمانية الذي قتلوا على يد رجال النظام المخلوع بعد يوم من دخول القوات الأميركية
إلى بغداد. لكن حسن قال: » أنا فقدت أخي لكن ذلك
ثمن ضئيل للتخلص من صدام. صدقني : نحن نريد أطفالنا أن يحيوا في حرية نحن
ممتنون لتلك الفرصة. وآنا آمل ألا تكون أميركا مجرد قوة غازية أخرى«.على بعد ميلين
من السجن كان هناك ذلك القسم المسور من المقبرة الرئىسية في بغداد ,وفي داخله كان
ليث محمد مصطفى, 28 سنة, يمشي بين أكوام التراب التي تشير إلى قبور ليس عليها أي
شاهدة سوى أرقام. وهناك كان يبحث عن صهره عبدالمجيد صلاح, 28 سنة الضابط الطيار
الذي كان يعمل في القوة الجوية العراقية,
والذي أعُدم عام 1981, بتهمة
التآمر ضد صدام. وقال مصطفى: » لقد رفضوا أن يسلمونا الجثمان وحتى الآن لم يكن
بإمكاني حتى المجيء إلي المقبرة لإلقاء نظرة على قبره ... أنا لا أعرف رقمه«.وفي
مقر لجنة السجناء الأحرار , المنظمة المعنية بحقوق الإنسان والتي شُكِّلت في
الأسبوع الماضي في بغداد, قدم يونس هاشم صالح 69 سنة, أسماء ثلاثة من أبنائه
أُعتقُلوا خلال فترة ستة أسابيع تقع بين شهري نوفمبر(تشرين الثاني) وديسمبر(كانون
الأول) 1980, وأعمارهم كانت 16 و 18 و 20 سنة عند إختفائهم. قال الأب صالح وهو
يحاول منع سقوط دموع من وراء نظارتيه بكبرياء » كانوا أولاداً جيدين... هم لم
يؤذوا أحداً يوماً«.لكن الابن الأكبر ماجد رفض الانتماء إلى حزب البعث, وهذا كان
كافياً لجعل الأسرة بكاملها عدوة للنظام.وقال هذا الأب: » أريد أن أرى أبنائي قبل
أن أموت... وإذا كانوا موتى أريد أن أعرف«. لكن بغداد أصبحت الآن مدينة القصص
والشهادات المخيفة, عن أشكال الاضطهاد والآلام, تقدم بشكل تلقائي وباستمرار. جاء
باسل علي السعدي إبن خال عواطف إلى مبنى اللجنة صباح السبت الماضي للاستفسار عن
أفراد عائلته الثمانية. فأول من اختفى كان
حميد رشيد مجيد السعدي, الذي كان يعمل مدرساً في ثانوية ببغداد. وجرى ذلك في 23
ديسمبر(كانون الأول) 1979 ,بعد فترة قصيرة من حلول منتصف الليل, لكن حميد إبن عم
باسل هرب إلى بيت أحد جيرانه, وقام وكلاء الأمن بتفتيش البيت, ثم أخبروا زوجة حميد
وأمه بأن المدرس مشبوه بإنتمائه إلى حزب مؤىد إلى ايران وأن عليه أن يذهب في اليوم
اللاحق إلى مقر الأمن, وإلا فإنهم سيأتون لإعتقال النساء والأعضاء الآخرين من
العائلة. لذلك سلّم حميد نفسه لهم ومنذ ذلك الوقت لم يُسمع عنه أي شيء.
أما أخو عواطف, رافل, الذي
اعتقل في ديسمبر(كانون الأول)1980, وفي
أبريل (نيسان)1981 اعتقل عبدالحمداني وهو إبن عم آخر لها وكان عمره آنذاك 23 سنة
وكان طالب طب. وفي الشهر التالي اعتقلت جنان الكاشائي طالبة الصيدلة وصدر عليها
حكم بالسجن المؤبد وتم إطلاق سراحها بعد 10 سنوات, كذلك صدر حكم بالسجن المؤبد
وبالسجن لثمانية أعوام وخمسة أعوام على أخيها, وعلى اثنين من أبناء عمه بشكل
متعاقب , وجميعهم تم إطلاق سراحهم بعد انتهاء فترات أحكامهم. وجاء إعتقال (جنان)
بعد تقرير رفعه أحد المخبرين يتهمها فيه بأنها عضو في حزب الدعوة ,حسب تقرير
للشرطة عثرت العائلة عليه. وكان المحقق قد أكد عدم وجود أي أدلة تثبت صحة التهم
كلها. وبعد إعتقال (جنان) إعتقل أكبر الرجال الستة في العائلة لمدة ستة أشهر وفي
المعتقل تم تعليقهم بحبال وضربهم, حسبما قالوا. وخلع ظافر الكاشائي , عم جنان وأحد
من اعتقلوا , حذاءه ليظهر آثار الضرب على قدميه بسلك معدني.
خاص ب¯ (الشرق الأوسط)
خدمة (واشنطن بوست)
كلاب في حي بغدادي على 112 مليون دولار أخرى ووثيقة مختومة من صدام و 5 وزراء
بغداد: ديفيد زوكينو*
عثر جنود أميركيون أول من أمس
على مبلغ 112 مليون دولار أميركي, نقداً,مخبأة في صناديق داخل سبعة مآو للحيوانات,
لتصل إلى 768 مليون دولار جملة المبالغ النقدية التي عثر عليها مخبأة خلال الأيام
الأخيرة في حي سكني ببغداد تكثر فيه القصور والمباني الفاخرة وحدائق الورود, وهو
حي كان يسكنه في السابق كبار مسؤولي حزب البعث والحرس الجمهوري. وقال ضباط
أمريكيون أن هذه الأموال تركها فيما يبدو كبار المسؤوليين العراقيين قبل فرارهم من
العاصمة عند دخول القوات الأميركية, إذ أنهم عجزوا كما هو واضح عن حمل كل الأموال
التي كسبوها.
وصرح مسؤولون أميركيون بأن
محققين إكتشفوا سحب مبلغ مليار دولار من بنك الأردن المركزي, مما أدى إلى تكهنات
بأن هناك مبلغ 200 مليون دولار لا يزال مخبأ في هذه المنطقة التي تقع إلى
الشرق من القصر الرئاسي لصدام حسين.
وفيما رفض المسؤولون التعليق
على سبب سحب هذا المبلغ في الأردن,أو تحديد الجهة التي سحبته, فإن إقفال مآوي
الحيوانات التي خبئت فيها هذه المبالغ, تحمل بعض الأدلة, إذ أنها تحمل توقيع اللواء محمد إبراهيم من
قوات الحرس الجمهوري بتاريخ 20 مارس(آذار ) الماضي, أي نفس اليوم الذي بدأ فيه
الغزو البري الأميريكي للعراق.
وعثر داخل واحد من هذه الصناديق
علي ورقة من فئة المائة دولار أميركي, جرى ختم هذه المبالغ بأمر من صدام حسين في
16 مارس بحضور الخمسة الآتية أسماؤهم, وتحت العبارة الأخيرة ظهرت توقيعات خمسة من
وزراء حزب البعث.
وكما هو الحال عندما عثر على
المبالغ النقدية, التي جملتها وصلت إلى
656 مليون دولار, فإن المبالغ التي عُثر عليها أول من أمس, كانت مرصوصة بعناية
داخل صناديق ألومنيوم, مطلية بالزنك ومختومة بشريط أزرق قوي وأختام خضراء اللون ل»
بنك الأردن« .
ويظهر على الشريط الموجود على
أقفال باب الأكواخ ,التي خبئت داخلها هذه المبالغ, تاريخ 20 مارس, وتوقيع اللواء
محمد ابراهيم, وتوجد داخل أحد الصناديق ورقة وقع عليها مسؤولون عراقيون تؤكد إيداع
مبلغ 4 ملايين دولار في الصندوق بتاريخ 5 فبراير (شباط) 2002 .
وأفاد مسؤول أميركي, أنه يعمل
مع الجهات المعنية لتحديد ما إذا كانت هذه الأوراق المالية مزورة, فيما أكد
مسؤولون آخرون أن هذه المبالغ ستسلم للحكومة العراقية الانتقالية قيد التشكيل
الآن. ويعتقد بعض الضباط أن المبالغ المالية التي عثر عليها,عبارة عن ثمن النفط
الذي اشتراه الأردن من العراق, مخالفاً بذلك نظام العقوبات الإقتصادية الدولية
الذي كان مفروضاً على العراق.
يُشار إلى أن مبلغ ال¯ 112
مليون دولار, الذي إكتشف أول من أمس قد عثر عليه من قبل جنود إحتياط تابعين للواء
354 للشؤون المدنية الذي كان قد إنتقل لتوه إلى قصر بأحد أحياء بغداد الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجله. ولاحظ الجنود خلال جولة لهم
داخل القصر أبواب مآوي الكلاب داخل جزء به أسوار إلى جانب حديقة للورود أقفلت
بالاسمنت, وبعض الحواجز المعدنية .وقال العقيد جو جينكينز, وهو ضابط مشاة
البحرية(المارينز), أن جميعهم فكر في نفس الشيء, عندما شاهدوا هذا المنظر ,لأنه
كان لافتاً للأنظار ولم يكن مألوفاً بأية حال, كما قال رون تشابمان, عضو لواء
الشؤون المدنية الذي وصل بغداد يوم الاثنين الماضي, للمساعدة في جهود المساعدات
الانسانية وإعادة التعمير, أنهم سمعوا مسبقاً بأنه قد جرى العثور على مبالغ مالية ضخمة
في هذه المنطقة.
وكان الجنود يتحدثون داخل منطقة
أغلقتها قوات الشرطة العسكرية الأميركية ,فيما بدأ قسم التحقيقات الجنائية
العسكرية, التحقيق مع ستة جنود أميركيين حول إختفاء مبالغ لم يكشف عنها, ومن بين
الجنود الستة, وهم يتبعون للفرقة الثالثة للمشاة, أربعة كانوا يخضعون أصلاً
للتحقيق في اختفاء مبلغ 900 ال دولار عُثِر عليها لاحقاً, وهي من المبالغ التي
عثر عليها مخبأة في الأكواخ, إذ عثر على 600 ألف دولار من هذا المبلغ مخبأة في
مبرد داخل واحدة من الشاحنات, التي أُستخدمت لنقل مبلغ ال¯ 656 مليون دولار إلى
مطار بغداد الدولي يوم الجمعة الماضي, وإستعاد المحققون أيضاً المزيد من رزم
الأوراق المالية من فئة ال¯ 100 دولار, في نفس الحي وهي أصلاً من المبالغ التي كان
قد عثر عليها الجنود الأميركيون قبل أربعة أيام, إلا أن المحققين رفضوا الإدلاء
بتفاصيل حول هذه المسألة.
وكان المتهمون, الذين قاموا إما
بحراسة هذه المبالغ, أو بوضعها على متن الشاحنات. قد إطلعوا على حقوقهم كمتهمين
ولكن لم توجه اليهم تهمة محددة بإنتظار إجراء المزيد من التحقيقات. وقال ضباط أن
المتهمين سيواجهون في حال إدانتهم عقوبات تتراوح بين فقدان الرتبة أو قضاء عقوبة
في السجن العسكري.
وكان الجنديان دانيال فان ايس
وكينيث باف, من الفوج 64 المدرع التابع للكتيبة الرابعة, أول من كشف وجود مبلغ 32
مليون دولار مخبأة في أكواخ يوم الجمعة الماضي, مما قاد إلى العثورعلى المزيد من
المبالغ المالية النقدية. ولم يكن الجنديان المذكوران من المشتبه فيهم , بل ساعدا
على الكشف عن المبالغ التي عثر عليها مخبأة أول من أمس.
وبعد إبلاغهم عن كشف المبالغ
الأخيرة, أمّن أفراد وحدة الشؤون المدنية أربعة من الصناديق المخبأة التي كانوا قد
هشموها للتأكد من محتوياتها , ثم أبلغوا في وقت لاحق الشرطة العسكرية التي أغلقت
الموقع. واستدعى القادة العسكريون قائد الفرقة الجنرال ميجور بوفورد بلاونت, الذي
يتخذ من القصر الرئاسي السابق مقراً له, لعقد مؤتمر صحافي, وفي حضور بلاونت وأفراد
الشرطة العسكرية كسر كل من السيرجنت فان ايس وباف الأختام التي أغلقت بها الصناديق
الستة المتبقية مساء أول من أمس.
وتقدر مساحة فتحات المآوي التي
خبئت داخلها المبالغ بحوالي 3 أقدام مربعة وقد كانت مغطاة بحوالي ثماني بوصات من
الحواجز المعدنية والإسمنت. وكان الاختيار قد وقع
على الجنديين فان ايس وباف, لأن المطرقة والقضيب المعدني اللذين أُستخدما
في فتح صناديق الألمنيوم كانا موجودين في شاحنتهما, وهي نفس الشاحنة التي يُعتقد
أنها فقدت يوم الجمعة, عندما أستخدمت لتوصيل المبالغ المالية التي عثر إليها إلى
مطار بغداد الدولي لحفظها هناك.
وعلى الرغم من التعليمات التي
صدرت بوقف التفتيش عن الأموال المخبأة, فإن إكتشاف المبالغ الأخيرة أول من أمس أدى
إلى إرسال المزيد من الجنود في جولات تفتيش في شوارع نفس الحي بحثاً عن مآوي
الحيوانات, أو أكواخ أخرى أو أي أماكن أخرى ,من
المحتمل أن يكون المسؤولون العراقيون السابقون خبأوا فيها مبالغ مالية
كبيرة. ولوحظ أن أعداد الجنود الذين يعملون على تمشيط هذه المنطقة بحثاً عن أي
أموال أخرى مخبأة قد إزدادت بعد مغادرة الشرطة العسكرية.
* خدمة لوس أنجليس تايمز«
خاص ب¯ » الشرق الأوسط «
جريدة (الشرق الأوسط), لندن 24
أبريل/نيسان 2003
طفلة ولدت في السجن تكتشف بعد
21 سنة
حقيقة إختطاف وإعدام والديها
علي أيدي سلطات صدام
بغداد: بيتر فين *
في نوفمبر(تشرين الثاني) 1981
,إختفت طالبة الطب عواطف الحمداني, 22 سنة, مع زوجها علي ناصر. كانت عواطف حاملاً
وفي 6 يونيو(حزيران) 1982, ولدت بنتاً أسمتها (دعاء) في سجن الرشيد للنساء ببغداد.
وسلمت السلطات الطفلة إلى أقارب عواطف, وفي سبتمبر (أيلول) تم تنفيذ حكم الإعدام
شنقاً بها بعد مضي شهر واحد على إعدام زوجها في سجن آخر. سُلمِِّت الجثتان إلى
عائلتيهما لدفنهما, وكان ذلك في نظر العائلتين رحمة: فقد عرفتا أخيراً أنهما ماتا.
بين عامي 1979 و 1982 ,لحقت عائلة عواطف الكبيرة كوارث رهيبة كثيرة. وهذه العائلة
الشيعية الثرية التي فيها الكثير من الأطباء والمهندسين قد دارت الشكوك حولها من
أنها تخفي بعض المتعاطفين مع الثورة الإسلامية الإيرانية, بعد وصول صدام حسين إلى
الرئاسة واندلاع الحرب مع إيران. ونتيجة لذلك إختفى ثمانية من أفراد عائلة عواطف
بمن فيهم أخوها (رافل) بعد أخذهم من قاعات دروسهم أو من مواقع عملهم, أو من
الشوارع من خلال أجهزة الأمن السرية. من جانب آخر ظلت السلطات العراقية, ترفض
الكشف عن مصيرهم وجاء الجواب عصر السبت الماضي: مات على الأقل سبعة من الثمانية إذ
أعدمهم النظام المخلوع. وقال عادل سلمان الكاشائي عم عواطف الذي إختفى إبنه منذ
سنة 1981 ,حينما كان طالباً في المدرسة الثانوية, وهو الوحيد بين الثمانية الذي قد
يكون مازال حياً » الآن لدينا الحرية والدموع«.
لقد ظلت هذه العائلة لأكثر من
20 سنة ممزقة بين النسيان والأمل ,وظلت تنتظر ظهور الحقيقة وسماعها, فدعاء على
سبيل المثال لم تعرف أبداً أي شيء عن مصير أبويها حسبما قال أفراد العائلة, فهي
تظن أن جدها وجدتها هما أبواها. لكن عادل قال إنها يجب أن تعرف الآن الحقيقة. لقد
كسر سقوط نظام صدام صمتاً رهيباً في العراق. فعبر كل أنحاء الوطن راح أقارب المختفين يتكلمون عن أحبائهم للمرة الأولى,
مسترجعين ذكرياتهم عن الرعب الذي عاشوه ومشاعر العجز الكلي تجاه دولة, تمتلك كل
القوة قادرة على نهش ضحاياها, لأية إشارة إحتجاج واهية, تصدر عنهم ومجبرة من بقي
من عوائلهم على الصمت المطبق. كان مازن سلمان الكاشائي إبن عادل قد اختفى مع معظم
طلاب صفه في نوفمبر(تشرين الثاني) 1981, بعد أن كتب واحد منهم شعارات معادية
للحكومة على السبورة. وتم الإبلاغ عن إعدام سبعة من هؤلاء الطلاب في فترة
الثمانينيات, أما بقية الطلبة البالغ عددهم 56 بمن فيهم (مازن )فما زال مصيرهم
مجهولاً. وحسب المنظمات المعنية بحقوق الإنسان هناك ما لا يقل عن 300 ألف شخص
مفقود ,لكن البعض يخشى أن يكون هذا الرقم متواضعاً. وهذا يتضمن الناس الذين قُتلوا
قبل 25 سنة, وبعضهم أُخرج في الليلة التي تلت إختراق القوات الأميركية دفاعات
بغداد. وقالت إقبال سلمان الكاشائي الذي فُقد زوجها علي إبراهيم السعدي منذ عام
1982 » كان شيئاً خطراً جداً أن تسأل عن ذلك فقد يأخذون أفراداً آخرين من عائلتك«.
وفي السجون والمقابر ومكاتب الحكومة, تجد الآن دائماً حشوداً من الناس, يطوفون
داخل حجراتها وفناءاتها ,وفي أىديهم معاول وفي صدورهم آمال زائفة بأن أحباءهم ما
زالوا موجودين في أقبية سرية يمكن فتحها بالحفر المستمر. وهؤلاء الناس منتشرون في
الكثير من مواقع المدينة: تحت معابر الشوارع وتحت بوابات بغداد. قال بسمان جواد
عباس الذي كان يتجول بلا هدف حول سجن » أبو غريب« الواقع عند أطراف بغداد بحثاً عن
أخيه كنعان الذي أُعتقل سنة 1985 » قد يكونون تحت هذا المكان... علينا أن نحفر«.
ردد جملته الأخيرة خارج قاعة الإعدام. وهناك توجد مجموعة من الزنزانات ومشنقتان.
قال عباس: » أطلب من الأمريكيين أن يأتوا مع أجهزة خاصة«..وفي جزء آخر من السجن
,تكشف الأرضية آثاراً لخمسة قتلى من بين ثمانية, تم إعتقالهم في بيوتهم في 10
أبريل (نيسان), في نفس يوم دخول القوات
الأميركية إلى بغداد. ومن بين هؤلاء الخمسة كان هناك إثنان يمتلكان هواتف مربوطة
بالأقمار الصناعية ,لاستخدامها في الاتصال بأطراف المعارضة حسبما قال أقاربهم,
ويبدو أن الحكومة العراقية قد اكتشفتهم حينما كانت في حال إنسحاب كامل, ولعل هؤلاء الخمسة هم من بين آخر
ضحاياها كما يظن إخوة الضحايا. وعُثر على جثث الثمانية وقد غطيت وجوهها بأكياس
,وربطت أذرعها إلى الخلف بحبل, وفي رأس كل منها طلقة. كان عايد حسن , 30 سنة,
يراقب في وقت كان أبناء عمه يسحبون جثة من الأرضية, وقد غطوا أنوفهم بأوشحة
للتخفيف من الرائحة المنتنة التي غلفت المكان, لكن أخاه مهدي الذي كان واحداً من
الثمانية الذي قتلوا على يد رجال النظام المخلوع بعد يوم من دخول القوات الأميركية
إلى بغداد. لكن حسن قال: » أنا فقدت أخي لكن ذلك
ثمن ضئيل للتخلص من صدام. صدقني : نحن نريد أطفالنا أن يحيوا في حرية نحن
ممتنون لتلك الفرصة. وآنا آمل ألا تكون أميركا مجرد قوة غازية أخرى«.على بعد ميلين
من السجن كان هناك ذلك القسم المسور من المقبرة الرئىسية في بغداد ,وفي داخله كان
ليث محمد مصطفى, 28 سنة, يمشي بين أكوام التراب التي تشير إلى قبور ليس عليها أي
شاهدة سوى أرقام. وهناك كان يبحث عن صهره عبدالمجيد صلاح, 28 سنة الضابط الطيار
الذي كان يعمل في القوة الجوية العراقية,
والذي أعُدم عام 1981, بتهمة
التآمر ضد صدام. وقال مصطفى: » لقد رفضوا أن يسلمونا الجثمان وحتى الآن لم يكن
بإمكاني حتى المجيء إلي المقبرة لإلقاء نظرة على قبره ... أنا لا أعرف رقمه«.وفي
مقر لجنة السجناء الأحرار , المنظمة المعنية بحقوق الإنسان والتي شُكِّلت في
الأسبوع الماضي في بغداد, قدم يونس هاشم صالح 69 سنة, أسماء ثلاثة من أبنائه
أُعتقُلوا خلال فترة ستة أسابيع تقع بين شهري نوفمبر(تشرين الثاني) وديسمبر(كانون
الأول) 1980, وأعمارهم كانت 16 و 18 و 20 سنة عند إختفائهم. قال الأب صالح وهو
يحاول منع سقوط دموع من وراء نظارتيه بكبرياء » كانوا أولاداً جيدين... هم لم
يؤذوا أحداً يوماً«.لكن الابن الأكبر ماجد رفض الانتماء إلى حزب البعث, وهذا كان
كافياً لجعل الأسرة بكاملها عدوة للنظام.وقال هذا الأب: » أريد أن أرى أبنائي قبل
أن أموت... وإذا كانوا موتى أريد أن أعرف«. لكن بغداد أصبحت الآن مدينة القصص
والشهادات المخيفة, عن أشكال الاضطهاد والآلام, تقدم بشكل تلقائي وباستمرار. جاء
باسل علي السعدي إبن خال عواطف إلى مبنى اللجنة صباح السبت الماضي للاستفسار عن
أفراد عائلته الثمانية. فأول من اختفى كان
حميد رشيد مجيد السعدي, الذي كان يعمل مدرساً في ثانوية ببغداد. وجرى ذلك في 23
ديسمبر(كانون الأول) 1979 ,بعد فترة قصيرة من حلول منتصف الليل, لكن حميد إبن عم
باسل هرب إلى بيت أحد جيرانه, وقام وكلاء الأمن بتفتيش البيت, ثم أخبروا زوجة حميد
وأمه بأن المدرس مشبوه بإنتمائه إلى حزب مؤىد إلى ايران وأن عليه أن يذهب في اليوم
اللاحق إلى مقر الأمن, وإلا فإنهم سيأتون لإعتقال النساء والأعضاء الآخرين من
العائلة. لذلك سلّم حميد نفسه لهم ومنذ ذلك الوقت لم يُسمع عنه أي شيء.
أما أخو عواطف, رافل, الذي
اعتقل في ديسمبر(كانون الأول)1980, وفي
أبريل (نيسان)1981 اعتقل عبدالحمداني وهو إبن عم آخر لها وكان عمره آنذاك 23 سنة
وكان طالب طب. وفي الشهر التالي اعتقلت جنان الكاشائي طالبة الصيدلة وصدر عليها
حكم بالسجن المؤبد وتم إطلاق سراحها بعد 10 سنوات, كذلك صدر حكم بالسجن المؤبد
وبالسجن لثمانية أعوام وخمسة أعوام على أخيها, وعلى اثنين من أبناء عمه بشكل
متعاقب , وجميعهم تم إطلاق سراحهم بعد انتهاء فترات أحكامهم. وجاء إعتقال (جنان)
بعد تقرير رفعه أحد المخبرين يتهمها فيه بأنها عضو في حزب الدعوة ,حسب تقرير
للشرطة عثرت العائلة عليه. وكان المحقق قد أكد عدم وجود أي أدلة تثبت صحة التهم
كلها. وبعد إعتقال (جنان) إعتقل أكبر الرجال الستة في العائلة لمدة ستة أشهر وفي
المعتقل تم تعليقهم بحبال وضربهم, حسبما قالوا. وخلع ظافر الكاشائي , عم جنان وأحد
من اعتقلوا , حذاءه ليظهر آثار الضرب على قدميه بسلك معدني.
خاص ب¯ (الشرق الأوسط)
خدمة (واشنطن بوست)
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى