الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_13
صفحة 1 من اصل 1
الفصل الثالث بقلم الدكتور بقلم د.أحمد أبو مطر_13
ضحايا أجهزة الأمن العراقية :
النظام المخلوع أرغم الناس علىالتجسس على أهاليهم وأصدقائهم
بغداد: مايكل سلاكمان*
تعرض زهير عابد جياد لتعذيب
جسدي قاس, فقد تم حشره مع 60 معتقلاً آخر في حجرة ضيقة, وأوثقت يداه خلف ظهره وهدد
بالإعدام. إلا أن التعذيب الحقيقي الذي تعرض له جياد بدأ عندما طالبته عناصر الأمن
بالعمل ك¯» صديق خاص«, وهو المصطلح الأكثر تهذيباً ل¯» مخبر«فعمله الجديد يقتضي
تجسسه على أقربائه وأصدقائه وجيرانه ,ورفع تقارير منتظمة إلى أجهزة الأمن التابعة
للنظام السابق, التي تتركز سلطتها على معرفة كل شيء وعدم نسيان أي شيء. وقع زهير
على تعهد فيما يلي جزء منه: » أنا زهير عابد جياد, أتعهد بأن أكون أميناً وملتزماً
ومخلصاً لثورة 17 تموز, وللجمهورية العراقية, وأن أقدم كل المعلومات ذات الصلة
بأمن وسلامة الحزب والثورة«.
كان زهير جالساً في غرفة
إستقبال الضيوف بمنزل الأسرة, وهو محاط بأفراد الأسرة والأصدقاء يتذكر اليوم الذي
وقع فيه على التعهد المشار إليه قبل ما يزيد علي عام مضى. من الواضح أن سقوط نظام
صدام حسين قد منح زهير , 30 سنة, إحساساً بالارتياح والحرية, ويقول أن » الفرحة
ربما تأتي للشخص لمدة ساعة أو أكثر, إلا أن الكرب والمعاناة يستمران سنوات«. لا
تزال هناك مهام هائلة ضمن عملية إعادة بناء العراق, إلا أن هذه العملية تتضمن
أيضاً مواجهةالعراقيين لواقع السنوات التي قضوها تحت سيطرة الرئيس العراقي
المخلوع, وفيما يبدو فإنهم بدأوا في فحص الوسائل والطرق التي استخدمها قادتهم في
إفسادهم وإستغلال رغبتهم الطبيعية في البقاء, وتحويلهم في نهاية الأمر إلى التجسس
على بعضهم بعضاً.
عندما سقط نظام صدام حسين, أسرع
ضحاياه إلى مكاتب الأمن التي خضعوا فيها للاستجواب, وإلى السجون التي أخضعوا فيها
لأقسى صنوف التعذيب, وحتى إلى خزانات الملفات التي تحفظ فيها التواريخ والتفاصيل
,ذات الصلة بهذه التجارب القاسية, فكل شيء كان موثقاً بخط اليد حتى عمليات الإعدام
والإستجواب.
تم تفحص هذه الملفات بواسطة
المعتقلين والمسجونين السابقين, وفي بعض
الحالات دمر بعضها بواسطة من كانوا خائفين علي أسرار تدور حولهم في طيات هذه
الملفات. ووسط الغضب العام والرغبة الجماعية في الانتقام من الرجال والنساء الذين
استفادوا من نظام صدام حسين, فإن هناك بعض الشفقة تجاه أشخاص مثل زهير عابد جياد.
يقول المهندس الكيماوي مهدي
سالم, 36 عاماً, إن أشخاصاً مثل زهير جياد لم يكن أمامهم سوى خيارين, فإما الإعدام
وأما توقيع الإقرار بالعمل مع أجهزة الأمن. بدأت محنة جياد في 9 مارس(آذار) عام
2002 ,عندما داهمت عناصر الأمن محلاً للنجارة في بغداد ,حيث كان يستمع وبعض من
زملائه في العمل, إلى أشرطة صوتية تحتوي على مواد دينية محظورة. منذ ذلك الحين
وحتى سقوط نظام صدام حسين, وجد جياد وكل من له به صلة, داخل شبكة من أجهزة الأمن
التابعة للنظام العراقي السابق.
إتسم نظام صدام حسين بالقسوة
وعدم التسامح, فهو لا ينسى على الإطلاق, إذ بعد مرور سنوات طويلة على شنق أو إعدام
أو تعذيب شخص, تستمر أسرته وأصدقاؤه في دفع الثمن, فهناك طالب لم يستطع الالتحاق
بالجامعة, لأن والديه أُعدما عندما كان عمره 5 أشهر, فضلاً عن حرمانه من العمل
والرعاية الطبية الكافية والسفر إلى الخارج.
سيطرت عناصر أمن النظام المخلوع
على أفراد أسر بكاملها, مستخدمة مختلف
الوسائل, بغرض معرفة أدق تفاصيل حياة أفراد هذه الأسر, فكل عملية إعتقال كانت
بمثابة فرصة لتجنيد مخبر, وكل عملية إعدام كانت بمثابة فرصة لكسب أسرة,
فالنظام خلق جواً من الخوف وعدم الطمأنينة, وهذا بالطبع هو هدف النظام السابق, أى
العمل على إحداث انقسام مستمر بين الناس.نشأ سعيد مهند, 38 سنة, مع زهير جياد في
واحد من أحياء الطبقة الوسطى ,وكلاهما يتحد رمن أسرة شيعية متدينة, إذ تربط بين
أسرتيهما علاقة وثيقة وقديمة, ولكن في اليوم الذي خرج فيه زهير من المعتقل لم يكن
سعيد يثق فيه, ويقول سعيد في هذا الجانب معلقاً: » تخيل أنني صديق لزهير, ولم أحضر
لتحيته بعد أن خرج من المعتقل. لقد أصبحت الأسرة مراقبة وهذا سيتسبب في مشاكل
كبيرة لي أنا شخصياً, فقد كنت أشعر في داخلي بالخوف«. وأضاف سعيد أن زهير بات
ينتقد النظام العراقي السابق علناً أمامه بعد إطلاق سراحه, في إشارة إلى أنه يحاول
إستدراجه إلى إنتقاد النظام هو الآخر, لكي يرفع عنه تقريراً إلى الجهات الأمنية,
بيد أن سعيد كان دائماً ما يحول موضوع الحديث تجنباً للخوض في أي حديث عن النظام الحاكم.
وجدير بالذكر أن نظام صدام حسين
كان يستهدف بصورة رئيسية الأغلبية الشيعية في البلاد.كان عمر عارف هاشم خمس سنوات,
عندما أعدم والده ووالدته بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الشيعي المحظور. عرف عمر
ما حدث لوالده ووالدته من خلال تعامل السلطات العراقية معه, مما أضطر أقرباءه, إلى
نقله إلى مدرسة أخرى خارج الحي حتى لا يعرف المعلمون شيئاً عن تاريخ أسرته. وبعد
مرور سنوات تقدم عمر للإلتحاق بالجامعة المستنصرية ببغداد, إلا أن القبول توقف على
خطاب من الفرع المحلي لحزب البعث. توجه عمر إلى المكتب المحلي للحزب وحصل على الخطاب المطلوب, إلا أن القلق ساوره إزاء ما هو مكتوب داخل الخطاب
المختوم بالشمع, وفي نهاية الأمر فتح عمر الخطاب بعد أن تأكد من أنه سيتمكن من
قفله مرة أخرى دون أن يلاحظ المسؤولون. الملاحظة التي وجدها عمر في خطاب الفرع
المحلي لحزب البعث هي » أعُدم والده لأنه كان عضواً في حزب الدعوة الخائن«.
أعدم عمران حسن حسين عام 1980,
بسبب إدعاء حول إنتمائه لحزب الدعوة, بيد أن أسرته لم تبلغ بما إذا كان حياً أم
ميتاً. وفي عام 1986 رفع عميل تقرير إلى السلطات أورد فيه أن » موقف الأسرة ليس
إيجابياً إزاء الثورة« و » أن الحزب (البعث) حاول أن يضمهم كأعضاء لكنهم رفضوا«
,وأن » سلوكهم تجاه أعضاء الحزب ليس جيداً«. ظلت أجهزة الأمن بعد ذلك تفرض ضغوطاً
ورقابة مستمرة علي هذه الأسرة إلى أن بدأت تظهر النتائج بعد بضع سنوات, فقد كتب عنصر في واحد من أجهزة
الأمن العراقية عام 1995 أن محمد شقيق عمران, » عنصر مفيد في عمل الأمن«. وأشار
التقرير إلى ملاحظة بأن أسرته » محافظة ومحترمة«.
يعيش زهير وأسرته من معاش
التقاعد الذي يتقاضاه والده , 78 سنة, بعد عمله لمدة 40 عاماً كسائق قطار في بغداد
. وخلال تلك الجلسة الأسرية تذكروا الضغوط التي كانوا يشعرون بها عندما كان زهير
معتقلاً. كانت عناصر الأمن تتردد على المنزل بإنتظام, فيما كان من المفترض أن يرفع
زهير تقاريره على نحو منتظم.
ويؤكد زهير أنه لم يحدث أن أدلى
بأية معلومات حول أي شخص, لكنه لن يعترف في الغالب بذلك في ظل وجود أسرته وأصدقائه
حوله. أصدقاء زهير وأفراد أسرته كانوا يشعرون بالحرج مما حدث وأكدوا أنهم سامحوه
علي ما حدث, إذ يقول شقيقه نديم أنه يتفهم ما حدث لزهير, ولا يعتبره بأية حال
خائناً وإنما ضحية.
* خدمة لوس أنجليس تايمز
خاص » بالشرق الأوسط«
جريدة الشرق الأوسط, لندن 27
أبريل/نيسان 2003
آل طعمة يؤبنون شهداءهم
- كربلاء - » المؤتمر«: أقامت
أسرة آل طعمة مجلساً في كربلاء ,لتأبين 25 من أبنائها, الذين أعدموا على يد سلطات
النظام الساقط خلال السنوات الثلاثين الماضية من الحكم الإستبدادي .
وهم : السيد نوري محمد حسين آل
طعمة(كاتب ومفكر اسلامي وأديب), السيد عارف محمد جواد الشروفي آل طعمة (خادم في
الروضة الحسينية), السيد صادق محمد رضا آل طعمة وكل من أولاده الثلاثة: السيد ضياء
صادق آل طعمة, السيد مرتضى صادق آل طعمة, السيد محمد جواد رضا الشروفي آل طعمة مع
ولديه : السيد عبد الرضا محمد جواد آل طعمة مع ولديه: السيد سعيد محمد جواد آل
طعمة, وكما قامت بإعدام : السيد هاشم مصطفى محمد آل طعمة, السيد صلاح علي أحمد آل
طعمة الذي أعدم مع شهداء انتفاضة آذار 1991, السيد هاشم محمد علي فتح الله آل طعمه
(خادم في الروضة الحسينية) , السيد محمد
جواد عبدالرسول آل طعمة, السيد محمد جواد عبدالرسول آل طعمة, السيد عبدالوهاب محمد
علي آل طعمة(الخادم في الروضة الحسينية), السيد عبدالوهاب عبدالحميد آل طعمة,
السيد مهند عبد الحميد آل طعمة, السيد ضياء الدين عبدالعزيز رزوق آل طعمة ويعرف
بالسيد (خليل) (الخادم في الروضة الحسينية), السيد عبدالرزاق عبدالأمير رزوق آل
طعمة, السيد عبد الأمير أحمد حسين آل طعمة (الخادم في الروضة الحسينية), السيد
هادي مجيد محمد علي آل طعمة(الخادم في الروضة الحسينية). السيد جمال الدين أحمد
محمد رضا آل طعمة (الخادم في الروضة الحسينية), السيد محمد علي محمد رضا آل طعمة
(الموظف في تعليب كربلاء), السيد عبد الرحمن صادق الشروفي آل طعمة والسيد علاء
محمد علي سلمان الشروفي آل طعمة.
جريدة المؤتمر- لندن,
13يونيو/حزيران 2003
آل عنوز ينعون استشهاد عدد من
أبنائهم
- لندن - » المؤتمر«: ينعى آل
عنوز ببالغ الحزن والأسى إستشهاد عدد من أبنائهم النجباء من المناضلين والمجاهدين
في سبيل حرية وكرامة الشعب, الذين تعرضوا إلى السجن والتعذيب والإعدام على يد نظام
صدام المنهار, وقد أقاموا مجلس الفاتحة على أرواحهم الطاهرة في مقبرة الأسرة داخل
الروضة الحيدرية بجانب باب القبلة في يوم الاثنين 20/6/.2003 علماً أن أبناء الحاج
حسن راضي عنوز تم إعتقالهم بعد مقاومة مشهورة, عندما تعرض بيتهم في طرف الحويش إلى
التطويق من قبل قوات أمن النظام, بعد مطارد ة طويلة عام 1982وهم السيد: صاحب حسن
راضي عنوز, أموري حسن راضي عنوز, كريم حسن راضي عنوز, كما تم إعدام زوج أختهم أم
أحمد بعد إعتقاله (عبدالعال حسن الرماحي).
وقد تعرض العشرات من أبنائهم في
السنوات اللاحقة للاعتقال عدة سنوات وهاجر عدد آخر, وجراء الكشف عن المقابر
الجماعية بعد إنهيار النظام البغيض وكذلك قوائم أسماء الذين تم تنفيذ حكم الإعدام
بهم من قبل أجهزة الأمن والمخابرات فكان من بينهم: قاسم عبدالعزيز عنوز, حيدر عبد
عبيس عنوز, عادل حنون عنوز, كما يتقدمون بالشكر لكل شيوخ ووجهاء الأسر والأخوة
الكرام من الذين شاركهم العزاء من خلال الحضور إلى مجلس الفاتحة أو الاتصال بالتلفونات , سائلين العزيز القدير أن
يلهم الجيع الصبر والسلوان جراء هول الكارثة التي سببها نظام صدام لكل أبناء
الوطن.
جريدة المؤتمر - لندن 13 يرنيو
/حزيران2003
أسرة الحكيم تعلن إعدام النظام
25 من علمائها وشبابها
- لندن - المؤتمر : أعلنت أسرة
الحكيم أنه تأكد لها, إعدام نظام صدام لكوكبة جديدة من علماء الدين والمختصين,
والشباب من أفرادها قبل وخلال انتفاضة 1991, وقال بيان للأسرة أرسل إلى »
المؤتمر«, أن النظام زجّ بهذه المجموعة من الشهداء في زنزانات سجونه الرهيبة ,ثم
أقدم على إعدامهم بعد ذلك في مجزرة جماعية ضد هذه الأسرة العلمية, لتضاف إلى
جرائمه ضدها في تعد لحدود الشريعة الاسلامية وإنتهاك لحقوق الانسان.
وأشار إلى أن هؤلاء الشهداء هم:
آية الله السيد محمد رضا, نجل
المرجع الأعلى للشيعة في عصره الإمام السيد محسن الحكيم, والوجيه الاجتماعي الفاضل
السيد علي, نجل زعيم الأسرة آية الله السيد سعيد الحكيم, وحجة الاسلام والمسلمين
السيد مرتضى السيد محمد علي باقر الحكيم, والوجيه الفاضل السيد مهدي السيد باقر
الحكيم, والعلامة السيد أحمد السيد محمد جعفر الحكيم, المهندس السيد محمد علي
السيد صالح الحكيم, والسيد علي السيد عبود الحكيم, والمهندس السيد عصام السيد
عبدالحسين الحكيم, والوجيه السيد علي السيد محمود الحكيم, والوجيه السيد علي السيد
حسن الحكيم, وكذلك الوجيه السيد حسن السيد محسن الحكيم, الشاب السيد علي السيد
عبدالرزاق الحكيم. إضافة إلى الشاب السيد أحمد السيد مرتضى الحكيم, والشاب السيد
عباس السيد مرتضى الحكيم والشاب السيد مجيد السيد مهدي الحكيم والمهندس السيد يحيى
السيد حسن الحكيم, والشاب السيد حميد السيد مهدي الحكيم, والسيدة علوية فاطمة
السيد حسن الحكيم, والسيد محمود السيد نوري الحكيم, والانسة العلوية زينب السيد
مهدي الحكيم, والسيد سعيد السيد حسن الحكيم.
وأوضح أن النظام المقبور, كان
قد إرتكب ضد هذه الأسرة قبل هذه المجزرة مجزرتين جماعيتين, ذهب ضحيتهما العديد من
النفوس المؤمنة البريئة, سبقتهما حملة إعتقال جماعي لشيوخ وكهول وشباب وشبان
الإسرة, إضافة لبعض من نسائها وذلك في عام 1983, حيث أقدم على إعدام الكوكبة
الأولى منهم عام 1983, ثم عاد فأقدم على إعدام الكوكبة الثانية عام 1985, إضافة
إلى من أُغتيل من أفراد هذه الأسرة خارج العراق ,ومن إضطهد ومن سبي ومن إحتجز ومن
شرد ومن عذّب.
جريدة(المؤتمر) - لندن13 حزيران
- يونيو 2003
النظام المخلوع أرغم الناس علىالتجسس على أهاليهم وأصدقائهم
بغداد: مايكل سلاكمان*
تعرض زهير عابد جياد لتعذيب
جسدي قاس, فقد تم حشره مع 60 معتقلاً آخر في حجرة ضيقة, وأوثقت يداه خلف ظهره وهدد
بالإعدام. إلا أن التعذيب الحقيقي الذي تعرض له جياد بدأ عندما طالبته عناصر الأمن
بالعمل ك¯» صديق خاص«, وهو المصطلح الأكثر تهذيباً ل¯» مخبر«فعمله الجديد يقتضي
تجسسه على أقربائه وأصدقائه وجيرانه ,ورفع تقارير منتظمة إلى أجهزة الأمن التابعة
للنظام السابق, التي تتركز سلطتها على معرفة كل شيء وعدم نسيان أي شيء. وقع زهير
على تعهد فيما يلي جزء منه: » أنا زهير عابد جياد, أتعهد بأن أكون أميناً وملتزماً
ومخلصاً لثورة 17 تموز, وللجمهورية العراقية, وأن أقدم كل المعلومات ذات الصلة
بأمن وسلامة الحزب والثورة«.
كان زهير جالساً في غرفة
إستقبال الضيوف بمنزل الأسرة, وهو محاط بأفراد الأسرة والأصدقاء يتذكر اليوم الذي
وقع فيه على التعهد المشار إليه قبل ما يزيد علي عام مضى. من الواضح أن سقوط نظام
صدام حسين قد منح زهير , 30 سنة, إحساساً بالارتياح والحرية, ويقول أن » الفرحة
ربما تأتي للشخص لمدة ساعة أو أكثر, إلا أن الكرب والمعاناة يستمران سنوات«. لا
تزال هناك مهام هائلة ضمن عملية إعادة بناء العراق, إلا أن هذه العملية تتضمن
أيضاً مواجهةالعراقيين لواقع السنوات التي قضوها تحت سيطرة الرئيس العراقي
المخلوع, وفيما يبدو فإنهم بدأوا في فحص الوسائل والطرق التي استخدمها قادتهم في
إفسادهم وإستغلال رغبتهم الطبيعية في البقاء, وتحويلهم في نهاية الأمر إلى التجسس
على بعضهم بعضاً.
عندما سقط نظام صدام حسين, أسرع
ضحاياه إلى مكاتب الأمن التي خضعوا فيها للاستجواب, وإلى السجون التي أخضعوا فيها
لأقسى صنوف التعذيب, وحتى إلى خزانات الملفات التي تحفظ فيها التواريخ والتفاصيل
,ذات الصلة بهذه التجارب القاسية, فكل شيء كان موثقاً بخط اليد حتى عمليات الإعدام
والإستجواب.
تم تفحص هذه الملفات بواسطة
المعتقلين والمسجونين السابقين, وفي بعض
الحالات دمر بعضها بواسطة من كانوا خائفين علي أسرار تدور حولهم في طيات هذه
الملفات. ووسط الغضب العام والرغبة الجماعية في الانتقام من الرجال والنساء الذين
استفادوا من نظام صدام حسين, فإن هناك بعض الشفقة تجاه أشخاص مثل زهير عابد جياد.
يقول المهندس الكيماوي مهدي
سالم, 36 عاماً, إن أشخاصاً مثل زهير جياد لم يكن أمامهم سوى خيارين, فإما الإعدام
وأما توقيع الإقرار بالعمل مع أجهزة الأمن. بدأت محنة جياد في 9 مارس(آذار) عام
2002 ,عندما داهمت عناصر الأمن محلاً للنجارة في بغداد ,حيث كان يستمع وبعض من
زملائه في العمل, إلى أشرطة صوتية تحتوي على مواد دينية محظورة. منذ ذلك الحين
وحتى سقوط نظام صدام حسين, وجد جياد وكل من له به صلة, داخل شبكة من أجهزة الأمن
التابعة للنظام العراقي السابق.
إتسم نظام صدام حسين بالقسوة
وعدم التسامح, فهو لا ينسى على الإطلاق, إذ بعد مرور سنوات طويلة على شنق أو إعدام
أو تعذيب شخص, تستمر أسرته وأصدقاؤه في دفع الثمن, فهناك طالب لم يستطع الالتحاق
بالجامعة, لأن والديه أُعدما عندما كان عمره 5 أشهر, فضلاً عن حرمانه من العمل
والرعاية الطبية الكافية والسفر إلى الخارج.
سيطرت عناصر أمن النظام المخلوع
على أفراد أسر بكاملها, مستخدمة مختلف
الوسائل, بغرض معرفة أدق تفاصيل حياة أفراد هذه الأسر, فكل عملية إعتقال كانت
بمثابة فرصة لتجنيد مخبر, وكل عملية إعدام كانت بمثابة فرصة لكسب أسرة,
فالنظام خلق جواً من الخوف وعدم الطمأنينة, وهذا بالطبع هو هدف النظام السابق, أى
العمل على إحداث انقسام مستمر بين الناس.نشأ سعيد مهند, 38 سنة, مع زهير جياد في
واحد من أحياء الطبقة الوسطى ,وكلاهما يتحد رمن أسرة شيعية متدينة, إذ تربط بين
أسرتيهما علاقة وثيقة وقديمة, ولكن في اليوم الذي خرج فيه زهير من المعتقل لم يكن
سعيد يثق فيه, ويقول سعيد في هذا الجانب معلقاً: » تخيل أنني صديق لزهير, ولم أحضر
لتحيته بعد أن خرج من المعتقل. لقد أصبحت الأسرة مراقبة وهذا سيتسبب في مشاكل
كبيرة لي أنا شخصياً, فقد كنت أشعر في داخلي بالخوف«. وأضاف سعيد أن زهير بات
ينتقد النظام العراقي السابق علناً أمامه بعد إطلاق سراحه, في إشارة إلى أنه يحاول
إستدراجه إلى إنتقاد النظام هو الآخر, لكي يرفع عنه تقريراً إلى الجهات الأمنية,
بيد أن سعيد كان دائماً ما يحول موضوع الحديث تجنباً للخوض في أي حديث عن النظام الحاكم.
وجدير بالذكر أن نظام صدام حسين
كان يستهدف بصورة رئيسية الأغلبية الشيعية في البلاد.كان عمر عارف هاشم خمس سنوات,
عندما أعدم والده ووالدته بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الشيعي المحظور. عرف عمر
ما حدث لوالده ووالدته من خلال تعامل السلطات العراقية معه, مما أضطر أقرباءه, إلى
نقله إلى مدرسة أخرى خارج الحي حتى لا يعرف المعلمون شيئاً عن تاريخ أسرته. وبعد
مرور سنوات تقدم عمر للإلتحاق بالجامعة المستنصرية ببغداد, إلا أن القبول توقف على
خطاب من الفرع المحلي لحزب البعث. توجه عمر إلى المكتب المحلي للحزب وحصل على الخطاب المطلوب, إلا أن القلق ساوره إزاء ما هو مكتوب داخل الخطاب
المختوم بالشمع, وفي نهاية الأمر فتح عمر الخطاب بعد أن تأكد من أنه سيتمكن من
قفله مرة أخرى دون أن يلاحظ المسؤولون. الملاحظة التي وجدها عمر في خطاب الفرع
المحلي لحزب البعث هي » أعُدم والده لأنه كان عضواً في حزب الدعوة الخائن«.
أعدم عمران حسن حسين عام 1980,
بسبب إدعاء حول إنتمائه لحزب الدعوة, بيد أن أسرته لم تبلغ بما إذا كان حياً أم
ميتاً. وفي عام 1986 رفع عميل تقرير إلى السلطات أورد فيه أن » موقف الأسرة ليس
إيجابياً إزاء الثورة« و » أن الحزب (البعث) حاول أن يضمهم كأعضاء لكنهم رفضوا«
,وأن » سلوكهم تجاه أعضاء الحزب ليس جيداً«. ظلت أجهزة الأمن بعد ذلك تفرض ضغوطاً
ورقابة مستمرة علي هذه الأسرة إلى أن بدأت تظهر النتائج بعد بضع سنوات, فقد كتب عنصر في واحد من أجهزة
الأمن العراقية عام 1995 أن محمد شقيق عمران, » عنصر مفيد في عمل الأمن«. وأشار
التقرير إلى ملاحظة بأن أسرته » محافظة ومحترمة«.
يعيش زهير وأسرته من معاش
التقاعد الذي يتقاضاه والده , 78 سنة, بعد عمله لمدة 40 عاماً كسائق قطار في بغداد
. وخلال تلك الجلسة الأسرية تذكروا الضغوط التي كانوا يشعرون بها عندما كان زهير
معتقلاً. كانت عناصر الأمن تتردد على المنزل بإنتظام, فيما كان من المفترض أن يرفع
زهير تقاريره على نحو منتظم.
ويؤكد زهير أنه لم يحدث أن أدلى
بأية معلومات حول أي شخص, لكنه لن يعترف في الغالب بذلك في ظل وجود أسرته وأصدقائه
حوله. أصدقاء زهير وأفراد أسرته كانوا يشعرون بالحرج مما حدث وأكدوا أنهم سامحوه
علي ما حدث, إذ يقول شقيقه نديم أنه يتفهم ما حدث لزهير, ولا يعتبره بأية حال
خائناً وإنما ضحية.
* خدمة لوس أنجليس تايمز
خاص » بالشرق الأوسط«
جريدة الشرق الأوسط, لندن 27
أبريل/نيسان 2003
آل طعمة يؤبنون شهداءهم
- كربلاء - » المؤتمر«: أقامت
أسرة آل طعمة مجلساً في كربلاء ,لتأبين 25 من أبنائها, الذين أعدموا على يد سلطات
النظام الساقط خلال السنوات الثلاثين الماضية من الحكم الإستبدادي .
وهم : السيد نوري محمد حسين آل
طعمة(كاتب ومفكر اسلامي وأديب), السيد عارف محمد جواد الشروفي آل طعمة (خادم في
الروضة الحسينية), السيد صادق محمد رضا آل طعمة وكل من أولاده الثلاثة: السيد ضياء
صادق آل طعمة, السيد مرتضى صادق آل طعمة, السيد محمد جواد رضا الشروفي آل طعمة مع
ولديه : السيد عبد الرضا محمد جواد آل طعمة مع ولديه: السيد سعيد محمد جواد آل
طعمة, وكما قامت بإعدام : السيد هاشم مصطفى محمد آل طعمة, السيد صلاح علي أحمد آل
طعمة الذي أعدم مع شهداء انتفاضة آذار 1991, السيد هاشم محمد علي فتح الله آل طعمه
(خادم في الروضة الحسينية) , السيد محمد
جواد عبدالرسول آل طعمة, السيد محمد جواد عبدالرسول آل طعمة, السيد عبدالوهاب محمد
علي آل طعمة(الخادم في الروضة الحسينية), السيد عبدالوهاب عبدالحميد آل طعمة,
السيد مهند عبد الحميد آل طعمة, السيد ضياء الدين عبدالعزيز رزوق آل طعمة ويعرف
بالسيد (خليل) (الخادم في الروضة الحسينية), السيد عبدالرزاق عبدالأمير رزوق آل
طعمة, السيد عبد الأمير أحمد حسين آل طعمة (الخادم في الروضة الحسينية), السيد
هادي مجيد محمد علي آل طعمة(الخادم في الروضة الحسينية). السيد جمال الدين أحمد
محمد رضا آل طعمة (الخادم في الروضة الحسينية), السيد محمد علي محمد رضا آل طعمة
(الموظف في تعليب كربلاء), السيد عبد الرحمن صادق الشروفي آل طعمة والسيد علاء
محمد علي سلمان الشروفي آل طعمة.
جريدة المؤتمر- لندن,
13يونيو/حزيران 2003
آل عنوز ينعون استشهاد عدد من
أبنائهم
- لندن - » المؤتمر«: ينعى آل
عنوز ببالغ الحزن والأسى إستشهاد عدد من أبنائهم النجباء من المناضلين والمجاهدين
في سبيل حرية وكرامة الشعب, الذين تعرضوا إلى السجن والتعذيب والإعدام على يد نظام
صدام المنهار, وقد أقاموا مجلس الفاتحة على أرواحهم الطاهرة في مقبرة الأسرة داخل
الروضة الحيدرية بجانب باب القبلة في يوم الاثنين 20/6/.2003 علماً أن أبناء الحاج
حسن راضي عنوز تم إعتقالهم بعد مقاومة مشهورة, عندما تعرض بيتهم في طرف الحويش إلى
التطويق من قبل قوات أمن النظام, بعد مطارد ة طويلة عام 1982وهم السيد: صاحب حسن
راضي عنوز, أموري حسن راضي عنوز, كريم حسن راضي عنوز, كما تم إعدام زوج أختهم أم
أحمد بعد إعتقاله (عبدالعال حسن الرماحي).
وقد تعرض العشرات من أبنائهم في
السنوات اللاحقة للاعتقال عدة سنوات وهاجر عدد آخر, وجراء الكشف عن المقابر
الجماعية بعد إنهيار النظام البغيض وكذلك قوائم أسماء الذين تم تنفيذ حكم الإعدام
بهم من قبل أجهزة الأمن والمخابرات فكان من بينهم: قاسم عبدالعزيز عنوز, حيدر عبد
عبيس عنوز, عادل حنون عنوز, كما يتقدمون بالشكر لكل شيوخ ووجهاء الأسر والأخوة
الكرام من الذين شاركهم العزاء من خلال الحضور إلى مجلس الفاتحة أو الاتصال بالتلفونات , سائلين العزيز القدير أن
يلهم الجيع الصبر والسلوان جراء هول الكارثة التي سببها نظام صدام لكل أبناء
الوطن.
جريدة المؤتمر - لندن 13 يرنيو
/حزيران2003
أسرة الحكيم تعلن إعدام النظام
25 من علمائها وشبابها
- لندن - المؤتمر : أعلنت أسرة
الحكيم أنه تأكد لها, إعدام نظام صدام لكوكبة جديدة من علماء الدين والمختصين,
والشباب من أفرادها قبل وخلال انتفاضة 1991, وقال بيان للأسرة أرسل إلى »
المؤتمر«, أن النظام زجّ بهذه المجموعة من الشهداء في زنزانات سجونه الرهيبة ,ثم
أقدم على إعدامهم بعد ذلك في مجزرة جماعية ضد هذه الأسرة العلمية, لتضاف إلى
جرائمه ضدها في تعد لحدود الشريعة الاسلامية وإنتهاك لحقوق الانسان.
وأشار إلى أن هؤلاء الشهداء هم:
آية الله السيد محمد رضا, نجل
المرجع الأعلى للشيعة في عصره الإمام السيد محسن الحكيم, والوجيه الاجتماعي الفاضل
السيد علي, نجل زعيم الأسرة آية الله السيد سعيد الحكيم, وحجة الاسلام والمسلمين
السيد مرتضى السيد محمد علي باقر الحكيم, والوجيه الفاضل السيد مهدي السيد باقر
الحكيم, والعلامة السيد أحمد السيد محمد جعفر الحكيم, المهندس السيد محمد علي
السيد صالح الحكيم, والسيد علي السيد عبود الحكيم, والمهندس السيد عصام السيد
عبدالحسين الحكيم, والوجيه السيد علي السيد محمود الحكيم, والوجيه السيد علي السيد
حسن الحكيم, وكذلك الوجيه السيد حسن السيد محسن الحكيم, الشاب السيد علي السيد
عبدالرزاق الحكيم. إضافة إلى الشاب السيد أحمد السيد مرتضى الحكيم, والشاب السيد
عباس السيد مرتضى الحكيم والشاب السيد مجيد السيد مهدي الحكيم والمهندس السيد يحيى
السيد حسن الحكيم, والشاب السيد حميد السيد مهدي الحكيم, والسيدة علوية فاطمة
السيد حسن الحكيم, والسيد محمود السيد نوري الحكيم, والانسة العلوية زينب السيد
مهدي الحكيم, والسيد سعيد السيد حسن الحكيم.
وأوضح أن النظام المقبور, كان
قد إرتكب ضد هذه الأسرة قبل هذه المجزرة مجزرتين جماعيتين, ذهب ضحيتهما العديد من
النفوس المؤمنة البريئة, سبقتهما حملة إعتقال جماعي لشيوخ وكهول وشباب وشبان
الإسرة, إضافة لبعض من نسائها وذلك في عام 1983, حيث أقدم على إعدام الكوكبة
الأولى منهم عام 1983, ثم عاد فأقدم على إعدام الكوكبة الثانية عام 1985, إضافة
إلى من أُغتيل من أفراد هذه الأسرة خارج العراق ,ومن إضطهد ومن سبي ومن إحتجز ومن
شرد ومن عذّب.
جريدة(المؤتمر) - لندن13 حزيران
- يونيو 2003
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى