بقلم د.أحمد أبو مطر::ديكتاتور تحت قناع العدميّة
صفحة 1 من اصل 1
بقلم د.أحمد أبو مطر::ديكتاتور تحت قناع العدميّة
أوغل في القتل
وفي سحق الانسان
ويخشى مدعياً
أن يقتل عصفور
صورته مبتسماً
في كل مكان
في المقهى,
والمبغى,
والملهى,
والسوق
كان الشيطان هو الأصل
فصار له ظلاً ممسوخ
ألغى التقويم الشمسيّ
وألغى نيرواد / ماركيث / أمادو
ألغى الدستور
سمّى بإسم سيادته كل الساحات.
إما شعراء الطاغية فقد جعلوا
صداماٍ هو الشعب, وبذلك حسموا الأمر, كما في قصيدة سامي مهدي »أمير القلوب«, اذ
جعل صداماً هو الأمة ويسكن في سويداء قلوب الشعب:
يا ضرام المعارك
يا شارة النصرِ .. يِا حكمةَ
الغابرينْ
ويا لغة الطالعين
أُمةٌ أنتَ في رجلٍ
رجلٌ انتِ تسكُنُ كلَّ القلوبْ
فطوبى لقلب سامي مهدي بصحبة
المُرافق!
جريدة (المؤتمر)- لندن
30مايو/آيار 2003
سعدي يوسف .. البكّاء من أجل
الوطن!
- إبراهيم أحمد
كنت قد كتبت هذه المقالة قبل
سنة, ولم أنشرها (حقنا لحبر المهاترات), وعلى أمل أن يراجع سعدي يوسف نفسه, ويتوقف
عن كتابة الشتائم المنظومة, والتي تزري به وبشعره دون أن تنال ممن يتوهم مناطحتهم
لكنه وكما يرى المتابعون تمادى في قذف الناس بحجارته الشعرية اللزجة, ولم يعد الصمت
ممكناً, أرجو نشر هذه المقالة مع ملاحظتي هذه! وقد تكون لي دعوة أخرى والباديء
أظلم!
ما كنت أريد الخوض في هكذا أمر
تركته ظاهرياً مع مستفزاته, لولا رسائل ومكالمات من أصدقاء وزملاء تسألني هل شاركت
في ما سمي بمهرجان الثقافة في السويد? ما رأيك بما جرى? ورغم علمي أن البعض الآخر
يسأل لأنه مولع بالنكد والمماحكات والفرجة على المعارك بعيداً عن أم المعارك, لكن
هذا لا يمنع من قولي الحقيقة لهم, أنني لم أسمع بهذا المهرجان إلا من أخبار نشرت
في صحف عربية وعراقية معارضة تصدر في لندن, كما لم يكن لمعظم المثقفين والمبدعين
في السويد دور فيه رغم أن المهرجان يوحي بمشاركتهم فيه, ولكني حين راجعت ما توالت
من أنباء عنه, وجدت أن منجزات عظيمة تحققت لنا من عقده وإن دعم الجهات السويدية
غير الكولونيالية له لم يذهب سدى!
فقد أعلن ما يسمى بإتحاد
الجمعيات والنوادي العراقية في السويد, وبحضور ومباركة من الشاعر سعدي يوسف, إقامة
برلمان للمثقفين العراقيين نيابة عن مئات المثقفين والمبدعين العراقيين المشتتين
في المنافي, هكذا بكل الشفافية والصراحة, ودون مداورة أو تزويق وأقنعة, بينما كانت
الأحزاب والجماعات قديماً تتخفى وتجهد نفسها لتبدو بعيدة عن واجهتها الثقافية.
ولماذا التستر والتخفي والأقمار الاصطناعية تستطيع أن ترصد ماركة القلم الذي يكتب
به الشاعر? ولون الزيت الذي يشكل به الفنان لوحته? ثم ألم تبدأ البريسترويكا
والغلاسنوست عملها منذ سنوات طويلة?
وتسهيلاً لإقامة البرلمان
العتيد وضع إتحاد الجمعيات على شاشة الإنترنيت قسيمة يمكن للأدباء والشعراء والفنانين أن يملأوها بالمعلومات المطلوبة ( لا
داعي للخوف فهي ليست تلك الإستمارات التي توزعها السلطات في العراق على أهاليهم).
وسيقوم مجلس قيادة الجمعيات والنوادي بدراسة هذه القسائم وتحديد إن كان الأدباء
والشعراء الذين تقدموا بها هم شعراء وأدباء حقاً, ويمتلكون الأهلية لنيل عضوية
البرلمان العتيد! وهكذا يكون كل شيء قد تم وأنجز الكترونياً بسرعة خاطفة وعلى أكمل
وجه ولم يبق من عمل مادي متخلف أو محلي سوى أن يذبح المعنيون عِجلاً أو خروفاً على
أعتاب البرلمان العالية,وتخضيب بابه بدمه الطهور ليأخذ الأمر مسحة شرقية أصلية.
لا أدري لماذا لا يتولى الأخوة
في قيادة مجلس الجمعيات والنوادي, وبإشراف من شاعر أو حزبي كبير العمل على إقامة
برلمان لكل العراقيين المشردين في المنافي الضائعة أصواتهم, بين برلمانات العالم
الصاخبة, ما داموا يمتلكون كل هذه الجرأة والصلاحيات والقدرات الخارقة, لإقامة
برلمان للمثقفين المعروفين برهافة الإحساس والأمزجة الصعبة والمتبرمة من كل شيء?
وربما الأمر مدرج على جدول أعمالهم, لا ندري ولا ينبغي أن نستبق الأمور. هناك هبة
أخرى حصلنا عليها من الأسبوع الثقافي, فقد قال الشاعر سعدي يوسف في كلمته, وهو
يضغط على زر البرلمان إنه يتوقع لهذا البرلمان النجاح والديمومة (في المنافي طبعا)
لأنه ينطلق من عاصمة غير كولونياليه. وهكذا منح الشاعر الثوري الأدباء والشعراء في
السويد نفخة وطنية مباركة بعد أن كان بعضهم يصم بلاد اسكندنافيا بأنها مستنقع
الإمبريالية ويحرم اللجوء إليها وقد يفصل أحدهم من حزبه أو يعزل إذا كان له شقيق
أو ابن عم لا جئ في السويد. أليست هذه التزكية رائعة وقد تجعل البعض يطالب
بالتعويض عن السنوات التي قضاها معانياً شظف العيش في سوريا أو اليمن الجنوبية,
وهو يخاف أن ينطق بكلمة السويد أو الدنمارك, ثم حين جاء وجد أن قادته قد سبقوه إلى
هناك? أما الشعراء والأدباء الذين ألقى بهم سندباد المنافي في عواصم كولونيالية
لندن وباريس وأمستردام أو نيويورك عاصمة الشيطان الأكبر (والذين في المانيا يصيرون
حسب هذا المنطق رعايا الهتلرية وأيتام جدار برلين) فما لنا وما لهم? إذا كانوا
يعتقدون, أن الشاعر قد انتقص من وطنيتهم بهذا التصريح, فيستطيعون رفع دعوى عليه
لدى لجنة حماية حقوق المثقفين في البرلمان الثقافي الكبير, الذي قام فعلاً والذي
يصر الشاعر سعدي يوسف على شموله برعايته رغم أنه قارب السبعين وقصائده الأخيرة
المتداعية المتهافتة تظهر إن الخرف قد أدركه?. حقاً إنها هبات كبرى للمثقفين
المهجورين في بلاد الثلج والظلام حتى أني خشيت أن لا تكون قد حصلت فعلاً فهي غير معقولة وتدخل متاهة الخرافات. وحين قال
بعضهم أنها لم تحدث أبداً وإن اتحاد الجمعيات, زجّ إسم سعدي بها إتصلت بالكاتب
طالب عبد الأمير الذي أذاع الخبر من القسم العربي في إذاعة استوكهولم حيث يعمل
ونشره في جريدة الشرق الأوسط, فأكد إعلان مشروع البرلمان وتصريح الشاعر بصوته حوله
وإنه مسجل لديه. إذاً ما زالت المكاسب العظمى قائمة وخلال أسبوع واحد حصل المثقفون
في السويد على برلمان راسخ, وعلى تزكية تشهد بوطنيتهم, وأنهم لا يقيمون على أرض
كولونيالية, مع أسبوع فني ترفيهي حافل بالغناء والرقص والأكلات العراقية الشهية,
التي جعلت السويديين يسيل لعابهم ويتمنون مصائبنا ليأكلوا ويرقصوا معنا. لم يتعود
المبدعون المنفيون العراقيون على هكذا عطايا وهبات عظمى, فالعادة أنهم محاصرون
مستبعدون, لكنه زمن الخيرات والمواسم السخية وقد هلّ على العراقيين دفعة واحدة.
فهناك في الداخل يوزعون البطاقات التموينية (حسب الولاء الحزبي), ويستطيع
العراقيون الجياع الحصول من خلالها على الخبز والبطاطا ودجاجات الرئيس, وربما على
الويسكي أيضاً, وفي المنافي صاروا يوزعون بطاقات الوطنية التي لا تحتاج لمعاملات
مطولة وكلمات تكتب بالدم أو الدموع ولا لمرجعية خاصة فهي اليوم مكدسة في حقيبة
شاعر, نزل في فنادق عواصم الشرق والغرب, وفتح حسابه المصرفي لعملاء الشرق والغرب,
دون أن تتعكر أصالته الوطنية, ودعا بلير بقصيدة لإطاحة صدام وظل وطنياً وثورياً
وطليعياً, يستطيع أن يتهم بالخيانة, من يستجيرون ببوش, أو يكتبون في صحف يصنعونها
بأنفسهم, بينما هو ينشر في جريدة تطبع وتنشر في لندن, من أموال الجائعين في
العراق,ورئيس تحريرها يردح كل يوم من إحدى الفضائيات شاتماً العراقيين في المنافي
لأنهم لا يحبون سيده في بغداد قائد جيش القدس, الذي حرر فلسطين دون أن يعلم
الفلسطينيون بذلك ,حتى الآن ليوقفوا إنتفاضتهم. الجميع صادقون في هباتهم, فقد كان
الشاعر وصحبه بوجوه خاشعة, وعيون فيها بريق دموع الحزن, ولا يمكن أن يكون الأمر
بسبب أنهم يفرمون البصل على رؤوس الناس مثلاً, فمن يريد أن يفرم بصلاً يستطيع أن
يتناول الخشبة ويفرم عليها من الصباح إلى المساء, ويمكن أن يلتقط لنفسه صورة ,وهو
يذرف الدموع ويكتب تحتها أنها من أجل سعدي يوسف, الذي عصفت به رياح النضال على
الموائد الليلية ,ليعتاش من كدح دافعي الضريبة البريطانيين الإمبرياليين, مخفياً
عنهم أنه يمتلك أموالاً طائلة في البنك ,ومع ذلك يمكننا أن نركن لتاريخ مبرأ من
الالتواء والتقلبات, والنزعات المريضة ونصدق أنه يبكي من أجل القيم ومن أجل الوطن
أيضاً!?
جريدة (المؤتمر) - لندن 16 آيار
/ مايو 2003
وفي سحق الانسان
ويخشى مدعياً
أن يقتل عصفور
صورته مبتسماً
في كل مكان
في المقهى,
والمبغى,
والملهى,
والسوق
كان الشيطان هو الأصل
فصار له ظلاً ممسوخ
ألغى التقويم الشمسيّ
وألغى نيرواد / ماركيث / أمادو
ألغى الدستور
سمّى بإسم سيادته كل الساحات.
إما شعراء الطاغية فقد جعلوا
صداماٍ هو الشعب, وبذلك حسموا الأمر, كما في قصيدة سامي مهدي »أمير القلوب«, اذ
جعل صداماً هو الأمة ويسكن في سويداء قلوب الشعب:
يا ضرام المعارك
يا شارة النصرِ .. يِا حكمةَ
الغابرينْ
ويا لغة الطالعين
أُمةٌ أنتَ في رجلٍ
رجلٌ انتِ تسكُنُ كلَّ القلوبْ
فطوبى لقلب سامي مهدي بصحبة
المُرافق!
جريدة (المؤتمر)- لندن
30مايو/آيار 2003
سعدي يوسف .. البكّاء من أجل
الوطن!
- إبراهيم أحمد
كنت قد كتبت هذه المقالة قبل
سنة, ولم أنشرها (حقنا لحبر المهاترات), وعلى أمل أن يراجع سعدي يوسف نفسه, ويتوقف
عن كتابة الشتائم المنظومة, والتي تزري به وبشعره دون أن تنال ممن يتوهم مناطحتهم
لكنه وكما يرى المتابعون تمادى في قذف الناس بحجارته الشعرية اللزجة, ولم يعد الصمت
ممكناً, أرجو نشر هذه المقالة مع ملاحظتي هذه! وقد تكون لي دعوة أخرى والباديء
أظلم!
ما كنت أريد الخوض في هكذا أمر
تركته ظاهرياً مع مستفزاته, لولا رسائل ومكالمات من أصدقاء وزملاء تسألني هل شاركت
في ما سمي بمهرجان الثقافة في السويد? ما رأيك بما جرى? ورغم علمي أن البعض الآخر
يسأل لأنه مولع بالنكد والمماحكات والفرجة على المعارك بعيداً عن أم المعارك, لكن
هذا لا يمنع من قولي الحقيقة لهم, أنني لم أسمع بهذا المهرجان إلا من أخبار نشرت
في صحف عربية وعراقية معارضة تصدر في لندن, كما لم يكن لمعظم المثقفين والمبدعين
في السويد دور فيه رغم أن المهرجان يوحي بمشاركتهم فيه, ولكني حين راجعت ما توالت
من أنباء عنه, وجدت أن منجزات عظيمة تحققت لنا من عقده وإن دعم الجهات السويدية
غير الكولونيالية له لم يذهب سدى!
فقد أعلن ما يسمى بإتحاد
الجمعيات والنوادي العراقية في السويد, وبحضور ومباركة من الشاعر سعدي يوسف, إقامة
برلمان للمثقفين العراقيين نيابة عن مئات المثقفين والمبدعين العراقيين المشتتين
في المنافي, هكذا بكل الشفافية والصراحة, ودون مداورة أو تزويق وأقنعة, بينما كانت
الأحزاب والجماعات قديماً تتخفى وتجهد نفسها لتبدو بعيدة عن واجهتها الثقافية.
ولماذا التستر والتخفي والأقمار الاصطناعية تستطيع أن ترصد ماركة القلم الذي يكتب
به الشاعر? ولون الزيت الذي يشكل به الفنان لوحته? ثم ألم تبدأ البريسترويكا
والغلاسنوست عملها منذ سنوات طويلة?
وتسهيلاً لإقامة البرلمان
العتيد وضع إتحاد الجمعيات على شاشة الإنترنيت قسيمة يمكن للأدباء والشعراء والفنانين أن يملأوها بالمعلومات المطلوبة ( لا
داعي للخوف فهي ليست تلك الإستمارات التي توزعها السلطات في العراق على أهاليهم).
وسيقوم مجلس قيادة الجمعيات والنوادي بدراسة هذه القسائم وتحديد إن كان الأدباء
والشعراء الذين تقدموا بها هم شعراء وأدباء حقاً, ويمتلكون الأهلية لنيل عضوية
البرلمان العتيد! وهكذا يكون كل شيء قد تم وأنجز الكترونياً بسرعة خاطفة وعلى أكمل
وجه ولم يبق من عمل مادي متخلف أو محلي سوى أن يذبح المعنيون عِجلاً أو خروفاً على
أعتاب البرلمان العالية,وتخضيب بابه بدمه الطهور ليأخذ الأمر مسحة شرقية أصلية.
لا أدري لماذا لا يتولى الأخوة
في قيادة مجلس الجمعيات والنوادي, وبإشراف من شاعر أو حزبي كبير العمل على إقامة
برلمان لكل العراقيين المشردين في المنافي الضائعة أصواتهم, بين برلمانات العالم
الصاخبة, ما داموا يمتلكون كل هذه الجرأة والصلاحيات والقدرات الخارقة, لإقامة
برلمان للمثقفين المعروفين برهافة الإحساس والأمزجة الصعبة والمتبرمة من كل شيء?
وربما الأمر مدرج على جدول أعمالهم, لا ندري ولا ينبغي أن نستبق الأمور. هناك هبة
أخرى حصلنا عليها من الأسبوع الثقافي, فقد قال الشاعر سعدي يوسف في كلمته, وهو
يضغط على زر البرلمان إنه يتوقع لهذا البرلمان النجاح والديمومة (في المنافي طبعا)
لأنه ينطلق من عاصمة غير كولونياليه. وهكذا منح الشاعر الثوري الأدباء والشعراء في
السويد نفخة وطنية مباركة بعد أن كان بعضهم يصم بلاد اسكندنافيا بأنها مستنقع
الإمبريالية ويحرم اللجوء إليها وقد يفصل أحدهم من حزبه أو يعزل إذا كان له شقيق
أو ابن عم لا جئ في السويد. أليست هذه التزكية رائعة وقد تجعل البعض يطالب
بالتعويض عن السنوات التي قضاها معانياً شظف العيش في سوريا أو اليمن الجنوبية,
وهو يخاف أن ينطق بكلمة السويد أو الدنمارك, ثم حين جاء وجد أن قادته قد سبقوه إلى
هناك? أما الشعراء والأدباء الذين ألقى بهم سندباد المنافي في عواصم كولونيالية
لندن وباريس وأمستردام أو نيويورك عاصمة الشيطان الأكبر (والذين في المانيا يصيرون
حسب هذا المنطق رعايا الهتلرية وأيتام جدار برلين) فما لنا وما لهم? إذا كانوا
يعتقدون, أن الشاعر قد انتقص من وطنيتهم بهذا التصريح, فيستطيعون رفع دعوى عليه
لدى لجنة حماية حقوق المثقفين في البرلمان الثقافي الكبير, الذي قام فعلاً والذي
يصر الشاعر سعدي يوسف على شموله برعايته رغم أنه قارب السبعين وقصائده الأخيرة
المتداعية المتهافتة تظهر إن الخرف قد أدركه?. حقاً إنها هبات كبرى للمثقفين
المهجورين في بلاد الثلج والظلام حتى أني خشيت أن لا تكون قد حصلت فعلاً فهي غير معقولة وتدخل متاهة الخرافات. وحين قال
بعضهم أنها لم تحدث أبداً وإن اتحاد الجمعيات, زجّ إسم سعدي بها إتصلت بالكاتب
طالب عبد الأمير الذي أذاع الخبر من القسم العربي في إذاعة استوكهولم حيث يعمل
ونشره في جريدة الشرق الأوسط, فأكد إعلان مشروع البرلمان وتصريح الشاعر بصوته حوله
وإنه مسجل لديه. إذاً ما زالت المكاسب العظمى قائمة وخلال أسبوع واحد حصل المثقفون
في السويد على برلمان راسخ, وعلى تزكية تشهد بوطنيتهم, وأنهم لا يقيمون على أرض
كولونيالية, مع أسبوع فني ترفيهي حافل بالغناء والرقص والأكلات العراقية الشهية,
التي جعلت السويديين يسيل لعابهم ويتمنون مصائبنا ليأكلوا ويرقصوا معنا. لم يتعود
المبدعون المنفيون العراقيون على هكذا عطايا وهبات عظمى, فالعادة أنهم محاصرون
مستبعدون, لكنه زمن الخيرات والمواسم السخية وقد هلّ على العراقيين دفعة واحدة.
فهناك في الداخل يوزعون البطاقات التموينية (حسب الولاء الحزبي), ويستطيع
العراقيون الجياع الحصول من خلالها على الخبز والبطاطا ودجاجات الرئيس, وربما على
الويسكي أيضاً, وفي المنافي صاروا يوزعون بطاقات الوطنية التي لا تحتاج لمعاملات
مطولة وكلمات تكتب بالدم أو الدموع ولا لمرجعية خاصة فهي اليوم مكدسة في حقيبة
شاعر, نزل في فنادق عواصم الشرق والغرب, وفتح حسابه المصرفي لعملاء الشرق والغرب,
دون أن تتعكر أصالته الوطنية, ودعا بلير بقصيدة لإطاحة صدام وظل وطنياً وثورياً
وطليعياً, يستطيع أن يتهم بالخيانة, من يستجيرون ببوش, أو يكتبون في صحف يصنعونها
بأنفسهم, بينما هو ينشر في جريدة تطبع وتنشر في لندن, من أموال الجائعين في
العراق,ورئيس تحريرها يردح كل يوم من إحدى الفضائيات شاتماً العراقيين في المنافي
لأنهم لا يحبون سيده في بغداد قائد جيش القدس, الذي حرر فلسطين دون أن يعلم
الفلسطينيون بذلك ,حتى الآن ليوقفوا إنتفاضتهم. الجميع صادقون في هباتهم, فقد كان
الشاعر وصحبه بوجوه خاشعة, وعيون فيها بريق دموع الحزن, ولا يمكن أن يكون الأمر
بسبب أنهم يفرمون البصل على رؤوس الناس مثلاً, فمن يريد أن يفرم بصلاً يستطيع أن
يتناول الخشبة ويفرم عليها من الصباح إلى المساء, ويمكن أن يلتقط لنفسه صورة ,وهو
يذرف الدموع ويكتب تحتها أنها من أجل سعدي يوسف, الذي عصفت به رياح النضال على
الموائد الليلية ,ليعتاش من كدح دافعي الضريبة البريطانيين الإمبرياليين, مخفياً
عنهم أنه يمتلك أموالاً طائلة في البنك ,ومع ذلك يمكننا أن نركن لتاريخ مبرأ من
الالتواء والتقلبات, والنزعات المريضة ونصدق أنه يبكي من أجل القيم ومن أجل الوطن
أيضاً!?
جريدة (المؤتمر) - لندن 16 آيار
/ مايو 2003
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى