بقلم الدكتور احمد مطران ::وثائق أخرى

من طرف **Admin** الأربعاء أبريل 16, 2008 4:55 am

ما إن تعتقد أنك جمعت من
الوثائق والتقارير والمقالات ما يكفي عن جرائم الديكتاتور المنهار البائد, حتى
تفاجأ بتقارير ووثائق تكشف المزيد من
جرائم زبانيته وشركائه في تلك الجرائم, التي
لا أعتقد أن مثلها الكثير في أغلب مراحل التاريخ.

عائلة الحاكم نقلت ملياراً ونصف
المليار دولار الى بنوك برازيلية وبرتغالية

البحث عن ثروات صدام في أوربا
.. وسويسرا جمدت 600 مليون دولار من حساباته

باريس - دمشق - بالمؤتمرا:
أستنفرت أجهزة الإستخبارات الأوروبية للكشف عن ثروات صدام وأفراد أسرته وكبار
أعوانه المودعة بأسمائهم أو أسماء رجال أعمال عرب وعراقيين ببنوك أوروبية, فيما نقلت عائلة الحاكم مبلغ مليار ونصف
المليار دولار, إلى حساباتها السرية في البرتغال والبرازيل في وقت يجري الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين محاولات لإقناع صدام بالتنحي عن السلطة وأرسل لذلك
وزيرا يوجد في بغداد حاليا.

وذكرت أنباء صحفية في باريس أن
السلطات السويسرية جمدت مؤخرا مبلغ 600 مليون دولار لشبكة من رجال الأعمال تعمل
لحساب صدام فيما أعلن إن الاستخبارات السويسرية تمتلك قائمة بأسماء أعضاء هذه
الشبكة وبين أفرادها شخص أرمني أمريكي يدعى (آرتين), ورجلا الأعمال العراقيان (خلف
الدليمي)وصفاء الجنابي) والأخير أحد المساهمين في برامج التسلح للنظام العراقي حيث
تعمل الشبكة تحت واجهات ومؤسسات للتمويه بينها مؤسسة مونتانا ما نجمنت وفارتراد
هولدنغ.

ونقلت عائلة الحاكم الاسبوع الماضي,
مبلغ المليار ونصف المليار دولار, إلى البرازيل والبرتغال عن طريق بنوك مغربية
وتونسية وأردنية وموريتانية حيث قام بترتيب إستلامها في البرتغال احمد العزاوي وفي
البرازيل ابراهيم العزاوي.وهما من المقربين من العائلة الحاكمة ومسؤولان عن إدارة
إستثماراتها وعقاراتها فيهما حيث جاء تحويل هذه الاموال بأوامر شخصية من صدام ..
فيما تابع مبعوثون من العائلة عمليات السحب والايداع التي استمرت حوالي الشهر.

ومن جانب آخر أصدر حاكم بغداد
تعليمات مشددة الى المسؤولين بمكتبه وبديوان الرئاسة, بالعمل على حفظ المخاطبات
السرية والمعلومات الخاصة بالرئاسة والسلطة في أماكن (آمنة) وهدد المخالفين بتوجيه
تهمة (الخيانة العظمى) لهم وعقوبتها الإعدام.

وأضطر الحاكم إلى إصدار هذه
التعليمات بعد أن بدأ عامة العراقيين يتداولون في مجالسهم الخاصة معلومات عن أسرار
تتعلق بممارسات قمة السلطة .. وشددت التعليمات على عدم السماح لأي شخص مهما كانت
قرابته من رأس السلطة بالإطلاع عليها ما لم يكن مخولاً بذلك.

وخصت هذه الأوامر مسؤولي
الرئاسة وهم: أحمد حسين خضير السامرائي رئيس ديوان الرئاسة,وعبد حمود المجيد
السكرتير الخاص لصدام, وعبد الجواد ذنون, وضيف عبد المجيد, وخليل ياسين, وعواد
البندر, وكلاء رئيس الديوان وجاسم الركابي وجعفر ضياء وصفاء الجبوري المستشارون في
رئاسة الديوان وأكرم محمد عثمان المدير العام في الديوان وإسماعيل عبد حمادي مدير
عام هيئة التخطيط العليا والحارث عبد الحميد مدير مركز البحوث النفسية في ديوان
الرئاسة.

جريدة (المؤتمر) - لندن 01
يناير / كانون الثاني 2003

وثير .. رحلة عذاب بين المقابر
الجماعية بحثاً عن الأب المفقود منذ 22 عاماً

بغداد - بالمؤتمرا: لزمن طويل,
بقي الأمل يحدوه في العثور على والده علي الياسري. ومنذ أن تأكد نبأ وفاته من قبل الجمعية
العراقية للسجناء الأحرار, يقوم

( وثير) بنبش أرض المقابر بحثاً
عن رفاته.وها هو يحفر, منذ ثلاث ساعات, وتحت حر القيظ, في أرض بور بمقبرة شمال شرق
بغداد, حيث دفن فيها قرابة ألف سجين سياسي, كان أعدمهم النظام السابق.كانت هذه
المنطقة محظورة قبل سقوط صدام حسين. أما الآن, فتأتي عشرات الأسر بشكل يومي وتتجول
ما بين القبور بحثاً عن إسم أو رقم أو ورقة بالية ربما تتيح لهم التعرف على
أقربائهم.

يقول وثير بإنني لست متأكداً من
أن هذا القبر هو قبر والدي. ذلك أن الإسم المكتوب على اللوحة المعدنية, فوق القبر,
يبدو مشابهاً. لكن إذا لم أجد العلبة التي يفترض أن تحمل إسمه تحت التراب, فأنني
سأغلق ثانية وأذهب للحفر في مكان آخرا.

ومثل هذا الرجل, هناك آلاف
العراقيين يبحثون عن أفراد من إسرهم كانوا فقدوا في عهد صدام حسين, وإنقطعت
أخبارهم منذ أكثر من عشرين عاماً, في بعض الحالات ووفقا لمنظمة بهيومان رايت ووتشا
لحقوق الانسان, هناك ما لا يقل عن 300 الف عراقي قد فقدوا خلال العشرين سنة
الماضية.فمن شمال البلاد إلى جنوبها, تقوم عائلات بأكملها بحفر أراضي في العراق,
ولا سيما في بابل, حيث أُكتشفت في الآونة الاخيرة مقبرة جماعية ضخمة.

لقد تم إعتقال علي, والد وثير,
في الناصرية, منذ العام ,1981 فقد كان متهماً بالإنضمام إلى حزب الدعوة المعارض,
والذي كان أنصاره ضحايا قمع رهيب في الثمانينيات. وفي العام ,1989 بعد خمسة أعوام
من إعدامه, تسلمت أسرته شهادة وفاته.يتحسر وثير قائلاً بلكننا لم نعرف كيف قتلا.
والحقيقة الوحيدة التي يملكلها اليوم أن جثة والده موجودة في مكان ما تحت التراب
في بغداد. ويضيف الأبن قائلاً بلقد حكم عليه مع خمسة وثلاثين شخصاً آخرين, في نفس
الوقت الذي تمت فيه محاكمة الشهيد محمد باقر الصدر, مؤسس حزب الدعوة. وفي عهد
صدام, كان خالد رسول الهاني مسؤولاً عن مقابر بغداد في البلدية. وكان هذا الرجل
يشرف على عمليات الدفن في إثنتين من المقابر الشهيرة بالعاصمة. وفي يوم سقوط
النظام, غادر مكتبه محضراً معه شهادات الوفاة الخاصة بالسجناء, وهذه هي الوسيلة
الوحيدة المتوفرة اليوم للتعرف على الجثث.

يعترف الهاني قائلاً بإن ما قمت به هو عمل المقاومة الوحيد
خلال خدمة ستة عشر عاماً. كنت أشعر بالحزن على هؤلاء الرجال الذين كنت أرى, لدى
وصولهم, آثار الحبل الذي شنقوا به. كانوا شباناً صغيري السن. لكنه كان يجب على أن اطيع الأوامر.
ولوكنت تحدثت, فأنني أعلم جيداً ماذا كان سيحصل ليا.ولكي يشعربالطمأنينة ويريح
ضميره, فتح خالد رسول الهاني باب بيته لاستقبال أسر المفقودين. ويقول في هذا الصدد
بإنني أستقبل يومياً حوالي مائة اسرةا. وبين المقبرتين اللتين كان يتولى أمرهما,
أحصى خالد 2200 ضحية نفذ فيهم حكم الإعدام ما بين العام 1980 و 2003 ويقول إن هذا
الرقم يمثل 5 بالمئة من السجناء الذين أعدمهم صدام حسين في العراق, كما يؤكد بأن
هناك مقابر جماعية في بغداد.

على ضفاف نهر دجلة, جعل السجناء
السياسيون من البيت القديم لأحد أبناء عم صدام, المؤثث بأثاث مستوحى من طراز لويس
السادس عشر, جعلوا منه مقر جمعية السجناء الاحرار, وصاروا يعلقون على جدرانه لوائح
لسجناء أعدموا في السجون العراقية ويقومون بإستمرار بتجديد هذه اللوائح.

تستند الجمعية على أرشيف النظام
السابق, الذي أستعيد بواسطة دوريات غداة
سقوط بغداد. يقول إبراهيم الإدريسي ممثل الجمعية بكنا نعرف تماماً أين نفتش, لكنه
يجب القبض فورا على مسؤولي النظام السابق الذين حاولوا حرق المحفوظات قبل ان
يلوذوا بالفرار. لقد إستعدنا خمسة ملايين ملف تتعلق بكل الأحكام السياسية, وليس
فقط حالات الإعدام. كان عراق صدام سجناً ضخماً من الشمال الى الجنوبا.

في الطابق بتحتا الأرضي للمنزل
كان هنال كم كبير من الملفات الموضوعة داخل صناديق معدنية. لكن غالبيتها لم يعد
موجوداً في هذا المكان الآن. فبعد مهاجمتها خمس مرات من قبل عناصر من النظام
السابق, إتصلت الجمعية بقوات التحالف التي تقوم الآن بحراسة الوثائق الهامة.تملأ
صفحات تلك الوثائق تفاصيل القمع الرهيب الذي مورس ضد معارضي النظام, سواء كانوا
إسلاميين أو قوميين او شيوعيين او مثقفين.

يقول جاسم السعدي, أحد مسؤولي
الجمعية, وهو سجين سياسي سابق بكانت هناك ثلاثة نماذج للاستجواب, لتجنب التعذيب,
كان من الممكن الإعتراف بشكل طوعي, لكن في هذه الحالة يكون الإعدام مضموناً. وكان
من الممكن محاولة مواجهة التعذيب, لكن في هذه الحالة, إذا ما كان السجين ينهار قبل
النهاية ويعترف, فإنه معدوم بكل الأحوال. وبالمقابل, إن الذين كانوا يقاومون,
كانوا يفلتون من حكم الإعدام ويحصلون على سجن مؤبد. كما كان هناك حل رابع كان يؤدي
للخروج مباشرة من السجن وهوالقبول بالتعاون مع النظاما.

ويضيف جاسم قائلاً بإن إحدى طرق
الاعدام كانت تتمثل في إغراق المدانين في أحواض مملوءة بحامض الكبريت, كما دفنت
آلاف الجثث في مقابر جماعية, دون ذكر أسماء أصحابها. ويطالب السجناء السياسيون
السابقون, اليوم, بحق المشاركة في محاكمة المسؤولين الكبار في النظام السابق.
ويقولون إن العدالة ستكون أفضل وسيلة لتطهير البلاد.ومن ناحية أخرى فأن أسماء
عناصر الأمن المذكورة في الملفات قد تم حجبها عن أسر المفقودين وكذلك عن الصحفيين.
ويقول ستار جبار, أحد المسؤولين في الجمعية بإنه ما لم تحجب أسماء أولئك العناصر,
فإنه من الممكن أن تقع عمليات إنتقام وثأر في الشوارع, وذلك ليس هو الحل بالنسبة
للعراقا.

جريدة (المؤتمر) - لندن 26
حزيران - يونيو 2003