بقلم الدكتور احمد مطران::اتهمت بالجنون واغتصبت جنسياً
صفحة 1 من اصل 1
بقلم الدكتور احمد مطران::اتهمت بالجنون واغتصبت جنسياً
اتهمت بالجنون واغتصبت جنسياً
لهيب .. محامية تصدت لعدي فقضت
17 عاماً في سجون والده
بغداد - بالمؤتمرا: قبل أكثر من
عقد واحد بقليل فقط كان بيت لهيب نعمان الواسع يزخر بالاثاث الفاخر وبأنواع الطيور
الغريبة, بالإضافة إلى كلابها الاثنى عشر. أما اليوم فقد خلت كل غرفة من كل شيء,
ما عدا غرفتين, واحدة ينشر فيها الغسيل والثانية حولها بضع قطع من الاثاث, واهنة,
ومعلقات جدارية شاهدة على أيام مضت.
تقيم نعمان في بيتها هذا الواقع
ضمن البيوت الأنيقة في أحد شوارع بغداد الهادئة منذ ما يزيد عن 20 عاماً, وكانت
وقتها قد قررت ممارسة المحاماة. وأختارت الدفاع عن رجل كان يواجه أقسى العقوبات
بتهمة إرتكاب جريمة تمثلت في سرقة جهاز فيديو يعود لعدي بن صدام.وهكذا تجرأت
السيدة نعمان في زمن الصمت والخنوع الذي طبع الحياة اليومية في العراق, على
التعبير عن رأيها, فكان ثمن إصرارها هذا ان قضت 17 عاماً في سجون بغداد ومصحاتها
العقلية.وتقول في حديثها عن تلك الأيام بكنت أتعرض للضرب يومياً في سجن
الزعفرانية. وكنت أُدوّن افكاري على الحائطا.
وتقول صحيفة بنيويورك تايمزا في
تقرير لها: إن لهيب اليوم حرة, وصدام وأزلامه رحلوا لكن العقاب ما زال مستمراً,
فالثمن الذي دفعته مقابل تحديها كان باهظاً تلخصه هي ومن يعرفها بالحديث عن أفول
بطيءلمحامية ناجحة آل حالها إلى الفقر, وما يشبه اللوثة العقلية, إذ ما فتئت
الحدود بين المقاومة والعقل لديها تزداد
تشوشاً.
ولدت لهيب في أسرة مسيحية غنية
تتكون من 12 طفلاً. وكان والدها يمثل على حد قولها الشركات الاجنبية في العراق.
وكانت لا تزال بعد طفلة في عهد حكم عبد الكريم قاسم. وفي عام 1978 تخرجت من كلية
الحقوق في بغداد وعملت في التحقيق الجنائي في وزارة العدل, ثم سافرت إلى باريس لدراسة علم الجريمة, وبعد عودتها الى
العراق في عام 1985 مارست المحاماة.
براءة عامل
وفي العام نفسه جاءها حارس سجن
إلى المكتب طالباً منها الدفاع عن عامل النظافة المصري, نادي, الذي يواجه عقوبة
الإعدام بتهمة سرقة جهاز الفيديو الخاص بعدي, وهي جريمة بريء منها على حد قول
الحارس. فوافقت لهيب على زيارته في السجن. كان باب غرفة التحقيق موارباً لدى
وصولها, ورأت المحققين وهم يضعون أصابع نادي داخل مقبس كهربائي وهو يصرخ بأنا
بريءا, فقررت تبني هذه القضية وانتصرت للعامل المصري الذي أطلق سراحه وأشترت له
تذكرة سفر للعودة إلى بلاده.لكن إنتصارها هذا جلب لها عداء رجال صدام حسين, فما إن
مر عليه إسبوع واحد حتى بدأت رحلتها مع السجون, وجرى إعتقالها بسبب تعليقها على
القضية, وإدانتها للتعذيب وإنتقاد النظام القضائي, وأودعتها السلطات سجن الكاظمية,
حيث أعتقلت لمدة تسعة أشهر تعرضت خلالها للضرب بصورة منظمة.
وتمكنت شقيقتها من إخراجها من
السجن, بعد أن حصلت على شهادة طبية من طبيب في مصح الرشاد العقلي تزعم أنها مصابة
بالفصام الرهابي. فأودعت المصح لمدة شهر
وخضعت للعلاج, وكأنها مريضة بالفعل. وفي عام 1986 أُعتقلت من جديد لتنديدها
بممارسات رجال صدام, وهو ما تنفيه لهيب. وأدخلت سجن الزعفرانية لفترة تجاوزت ستة
أشهر.وفي عام ,1987 أصدرت السلطات أمراً بتوقيفها عن ممارسةالمحاماة ,ثم
إستأنفت برحلاتهاا السنوية إلى السجن,
لكنها كانت قد عقدت العزم على أن تقدم مسوغاً مقبولاً لإضطهاد السلطات لها.
حبس انفرادي
ففي يوم من الأيام شاهدت جنوداً
عراقيين يضربون أسرى ايرانيين محملين على متن شاحنة, ويأمرونهم بقول بصدام حبيبناا.
فصرخت في وجه الجنود تأمرهم بالتوقف عن ذلك, وكان ذلك سبباً في وضعها في الحبس
الإفرادي بالقصر الجمهوري.
وبعد ذلك قضت سنوات عدة, إما
وراء القبضان أو وراء جدران المصح العقلي, الذي تسميه بمستشفى الجنونا. وقد تعرضت
مرة خلال حبسها إلى الإعتداء الجنسي على يد نزيلات معها في السجن.وفي مطلع
التسعينيات بدأت دوامة التعذيب والإقامة في المصح العقلي, تنال من صحتها العقلية
على حد ما قاله جيرانها في حي الخضراء, حيث تسكن إذ انقلب حالها, وأصبحت ترتدي رث
الثياب بعد أن كانت تخرج في كامل أناقتها, وترمي أثاثها الفاخر أو توزعه على
الناس.
ويقول سعيد الحماش, وهو زميل
سابق لها في الجامعة ويعمل محامياً في بغداد برأيتها مرة في عام ,1994 وكانت ترتدي
قليلاً من الثياب لكنني عندما تحدثت إليها محاولاً إختبار ذاكرتها إكتشفت أنها
تذكر جيداً من أكونا.
ورغم كل ما يبدو عليها من غرابة
الأطوار, تتحدث لهيب عن ذكرياتها بوضوح ووعي كامل. وتروي قصصاً لا يصدقها العقل عن
الأيام التي قضتها في المصح العقلي خلال التسعينيات.وقبل الحرب الاخيرة بأشهر
قليلة, شاهدها زميلها القديم المحامي الحماش في المحكمة, حيث تقدمت بطلب للعودة
إلى المحاماة, وأخبرته أن حالتها تحسنت, وقد زكت جمعية المحامين طلبها الذي ينتظر
المصادقة من الحكومة المرتقبة.
ولهيب التي لم تتزوج أبداً تعيش
اليوم في فاقه في بيتها الذي خلا من الأثاث منذ أن جرى إحراقه عمداً عام 1993
جريدة (المؤتمر) - لندن 26
حزيران - يونيو 2003
لهيب .. محامية تصدت لعدي فقضت
17 عاماً في سجون والده
بغداد - بالمؤتمرا: قبل أكثر من
عقد واحد بقليل فقط كان بيت لهيب نعمان الواسع يزخر بالاثاث الفاخر وبأنواع الطيور
الغريبة, بالإضافة إلى كلابها الاثنى عشر. أما اليوم فقد خلت كل غرفة من كل شيء,
ما عدا غرفتين, واحدة ينشر فيها الغسيل والثانية حولها بضع قطع من الاثاث, واهنة,
ومعلقات جدارية شاهدة على أيام مضت.
تقيم نعمان في بيتها هذا الواقع
ضمن البيوت الأنيقة في أحد شوارع بغداد الهادئة منذ ما يزيد عن 20 عاماً, وكانت
وقتها قد قررت ممارسة المحاماة. وأختارت الدفاع عن رجل كان يواجه أقسى العقوبات
بتهمة إرتكاب جريمة تمثلت في سرقة جهاز فيديو يعود لعدي بن صدام.وهكذا تجرأت
السيدة نعمان في زمن الصمت والخنوع الذي طبع الحياة اليومية في العراق, على
التعبير عن رأيها, فكان ثمن إصرارها هذا ان قضت 17 عاماً في سجون بغداد ومصحاتها
العقلية.وتقول في حديثها عن تلك الأيام بكنت أتعرض للضرب يومياً في سجن
الزعفرانية. وكنت أُدوّن افكاري على الحائطا.
وتقول صحيفة بنيويورك تايمزا في
تقرير لها: إن لهيب اليوم حرة, وصدام وأزلامه رحلوا لكن العقاب ما زال مستمراً,
فالثمن الذي دفعته مقابل تحديها كان باهظاً تلخصه هي ومن يعرفها بالحديث عن أفول
بطيءلمحامية ناجحة آل حالها إلى الفقر, وما يشبه اللوثة العقلية, إذ ما فتئت
الحدود بين المقاومة والعقل لديها تزداد
تشوشاً.
ولدت لهيب في أسرة مسيحية غنية
تتكون من 12 طفلاً. وكان والدها يمثل على حد قولها الشركات الاجنبية في العراق.
وكانت لا تزال بعد طفلة في عهد حكم عبد الكريم قاسم. وفي عام 1978 تخرجت من كلية
الحقوق في بغداد وعملت في التحقيق الجنائي في وزارة العدل, ثم سافرت إلى باريس لدراسة علم الجريمة, وبعد عودتها الى
العراق في عام 1985 مارست المحاماة.
براءة عامل
وفي العام نفسه جاءها حارس سجن
إلى المكتب طالباً منها الدفاع عن عامل النظافة المصري, نادي, الذي يواجه عقوبة
الإعدام بتهمة سرقة جهاز الفيديو الخاص بعدي, وهي جريمة بريء منها على حد قول
الحارس. فوافقت لهيب على زيارته في السجن. كان باب غرفة التحقيق موارباً لدى
وصولها, ورأت المحققين وهم يضعون أصابع نادي داخل مقبس كهربائي وهو يصرخ بأنا
بريءا, فقررت تبني هذه القضية وانتصرت للعامل المصري الذي أطلق سراحه وأشترت له
تذكرة سفر للعودة إلى بلاده.لكن إنتصارها هذا جلب لها عداء رجال صدام حسين, فما إن
مر عليه إسبوع واحد حتى بدأت رحلتها مع السجون, وجرى إعتقالها بسبب تعليقها على
القضية, وإدانتها للتعذيب وإنتقاد النظام القضائي, وأودعتها السلطات سجن الكاظمية,
حيث أعتقلت لمدة تسعة أشهر تعرضت خلالها للضرب بصورة منظمة.
وتمكنت شقيقتها من إخراجها من
السجن, بعد أن حصلت على شهادة طبية من طبيب في مصح الرشاد العقلي تزعم أنها مصابة
بالفصام الرهابي. فأودعت المصح لمدة شهر
وخضعت للعلاج, وكأنها مريضة بالفعل. وفي عام 1986 أُعتقلت من جديد لتنديدها
بممارسات رجال صدام, وهو ما تنفيه لهيب. وأدخلت سجن الزعفرانية لفترة تجاوزت ستة
أشهر.وفي عام ,1987 أصدرت السلطات أمراً بتوقيفها عن ممارسةالمحاماة ,ثم
إستأنفت برحلاتهاا السنوية إلى السجن,
لكنها كانت قد عقدت العزم على أن تقدم مسوغاً مقبولاً لإضطهاد السلطات لها.
حبس انفرادي
ففي يوم من الأيام شاهدت جنوداً
عراقيين يضربون أسرى ايرانيين محملين على متن شاحنة, ويأمرونهم بقول بصدام حبيبناا.
فصرخت في وجه الجنود تأمرهم بالتوقف عن ذلك, وكان ذلك سبباً في وضعها في الحبس
الإفرادي بالقصر الجمهوري.
وبعد ذلك قضت سنوات عدة, إما
وراء القبضان أو وراء جدران المصح العقلي, الذي تسميه بمستشفى الجنونا. وقد تعرضت
مرة خلال حبسها إلى الإعتداء الجنسي على يد نزيلات معها في السجن.وفي مطلع
التسعينيات بدأت دوامة التعذيب والإقامة في المصح العقلي, تنال من صحتها العقلية
على حد ما قاله جيرانها في حي الخضراء, حيث تسكن إذ انقلب حالها, وأصبحت ترتدي رث
الثياب بعد أن كانت تخرج في كامل أناقتها, وترمي أثاثها الفاخر أو توزعه على
الناس.
ويقول سعيد الحماش, وهو زميل
سابق لها في الجامعة ويعمل محامياً في بغداد برأيتها مرة في عام ,1994 وكانت ترتدي
قليلاً من الثياب لكنني عندما تحدثت إليها محاولاً إختبار ذاكرتها إكتشفت أنها
تذكر جيداً من أكونا.
ورغم كل ما يبدو عليها من غرابة
الأطوار, تتحدث لهيب عن ذكرياتها بوضوح ووعي كامل. وتروي قصصاً لا يصدقها العقل عن
الأيام التي قضتها في المصح العقلي خلال التسعينيات.وقبل الحرب الاخيرة بأشهر
قليلة, شاهدها زميلها القديم المحامي الحماش في المحكمة, حيث تقدمت بطلب للعودة
إلى المحاماة, وأخبرته أن حالتها تحسنت, وقد زكت جمعية المحامين طلبها الذي ينتظر
المصادقة من الحكومة المرتقبة.
ولهيب التي لم تتزوج أبداً تعيش
اليوم في فاقه في بيتها الذي خلا من الأثاث منذ أن جرى إحراقه عمداً عام 1993
جريدة (المؤتمر) - لندن 26
حزيران - يونيو 2003
Admin- Admin
- عدد الرسائل : 102
العمر : 48
الموقع : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
العمل/الترفيه : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
المزاج : الـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍهُـٍـٍِـٍمَ صَـٍـٍِـٍلْ عَـٍـٍِـٍلـٍـٍِـٍىَ مُـٍـٍِـٍحَـٍـٍِـٍمَـٍـٍِـٍدٍ وََأَلِ م
تاريخ التسجيل : 01/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى